Home»National»علاقة الأمازيغية بالعربية علاقة كانت تذبح فيه الأمازيغية قربانا على باب القومية العربية والعربية قربانا على باب هيكل الانفتاح والعلمنة

علاقة الأمازيغية بالعربية علاقة كانت تذبح فيه الأمازيغية قربانا على باب القومية العربية والعربية قربانا على باب هيكل الانفتاح والعلمنة

2
Shares
PinterestGoogle+

لا أريد في هذا المقال أن أخلع الجنسية عن الذين لا يخضعون لقانون اللغة-الأم، ولا أريد أن أسلبهم مواطنتهم التي يتكفل لهم بها الدستور، ولكن الذي أود أن أنبه إليه هو أن الاعتراف أخيرا باللغة الأمازيغية ودسترتها من خلال الدستور الجديد، يشكل في نضري الضامن الأساسي لاستمرارية هوية  الجماعة فإنها تسنن الثقافة و تحمي الفرد من الذوبان ومن فقدان تمايزه الثقافي الذي يمنحه الاعتزاز بخصوصيته.

لم يكن للغة الوحي الإسلامي أن تدخل في صراع حضاري  ضد لغة الأمازيغ فقد تمكنت الإنسية الإفريقية، عبر سيرورتها التاريخية، من استيعاب هذه اللغة وإدماجها ضمن نسيجها الثقافي إلى الدرجة التي أصبحت فيه تشكل مكونا أساسيا من مكونات الهوية المغاربية، وهكذا لم تعد هناك لغة عربية وافدة في مقابل لغة أمازيغية أصلية، بل أصبحت هناك لغة أن مندمجتان ومتراكبتان، وتحيل إحداهما على الأخرى في سياق اعتراف المجتمع بانتماء الأفراد إلى مرجعيته الحضارية: اللغة العربية المقدسة إذ تحيل على ألطقوسي  كانت تمنح المسلم هويته الدينية من خلال استظهاره لبعض الآيات القرآنية، وحفظه لبعض الجمل المسكوكة التي تمنح المنطوق تعاليه أللدني،  والأمازيغية اذ تحيل على اليومي، فقد كانت تقذف بالفرد داخل اكراهات اللغة – الأم، ونظرا لطبيعة العلاقة الرابطة بينهما فقد ظلتا تضطلعان بوظائف متكاملة، فالعربية داخل أسوار المسجد والزاوية، وبعض المعاهد الدينية التقليدية كانت تعيد إنتاج الفكر الديني – اللغة العالمة  وتحافظ على الهوية الدينية للمؤمنين، وأما الأمازيغية التي وان لم تنتج ثقافة عالمة، لارتباطها العضوي بثقافة اليومي المحسوس، فقد كانت، رغم ذالك تتدخل لتلعب الوسيلة التربوية في إيصال الثقافة الدينية الى المتعلم و يبدوا أن التوزيع الوظيفي للغتين قد جعل.

منهما بالفعل، لغتين متراكبتين ومندمجتين بحيث أن الطفل الذي كان يدخل إلى لمسيد ليتعلم، لم يكن ليصطدم بلغة أجنبية، انه كان يدخل آنئذ في علاقة مقدسة ،هي لغة الوحي ،وكان من الطبيعي أن تختلف عن لغة الحياة اليومية، كما أن المعرفة التي كانت تقدم عادة ما كانت تقدم  في طبق لغوي أما زيغي، إلا أن تثبيت أسس المدرسة الاستقلالية بعد انجلاء الاستعمار قد أوقع المنظومة التربوية المغاربية عموما في مشاكل عويصة، نتيجة لسن سياسة تعريب غير مخطط لها، واعتبارها لهذا المبدأ عنصرا أساسيا في صرح استكمال الوحدة الوطنية و استرجاع الهوية العربية التي اغتصبت معالمها ونضرا لعنف القطيعة بين اللغتين اللأمازيغية و العربية، و المنع الذي كانت تتعرض له اللغة الأم، بخلاف نظيرتها العربية، حيث يستطيع الطفل هنا أن يجد نوعا من الاستمرارية بين لهجته والعربية الكلاسيكية فان المدرسة تحولت إلى جهاز للقمع الرمزي و للقطيعة الجذرية مع الهوية العميقة للمغار بيين، تحولت العلاقة التكاملية التي كانت تجمع بين اللغتين إلى علاقة صراع مصطنع ووجودي، تذبح فيه الأمازيغية  قربانا على باب القومية العربية ، والعربية قربانا على باب هيكل الانفتاح والعلمنة، وقد وجد الطفل الأمازيغي نفسه نتيجة لهذه السياسات اللسانية اليعقوبية في متاهات البحث عن هوية أخرى، بل وكم هي قليلة الدراسات التي حاولت أن تدرس العواقب النفسية التي يتعرض لها الإنسان الأمازيغي نتيجة إحساسه الدائم بالدونية أمام ثقافتين، إحداهما يعمل على تمثلها ليحض باحترام الجميع، والثانية على إخفائها وقمعها كي لا تتأثر صورته الاجتماعية فيوسم بالتخلف

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. حسام خلف
    17/02/2017 at 05:14

    ما يجب الحذر منه هو أن يكون الراعي الفرنسي أو الغربي (بشكل عام) هو وراء إشعال نار العصبية للعرق واللغة الأمازيغيتين في المغرب الإسلامي الكبير، وأن لا يكون هذا مقدمة لمطالبات العنصريين باستقلال الأمازيغ عن دولهم القطرية (وكأنها دول للعرب فقط).

    لقد لاحظنا أن العلم الأمازيغي يظهر وكأنه بديل عن العلم القُطري / الوطني (وكأن الأخير هو علم عرب البلاد فقط).

    شخصياً، أعتقد بأن الغرب وراء هذه الصيحات العنصرية تمهيداً لتقسيم المغرب الكبير، كما قسم هذا الغرب الماكر الخبيث اللئيم كلاً من العراق (بمنح شماله للأكراد) والسودان (بمنح جنوبه للزنوج من غير المسلمين).

    مجرد رفع العلم الأمازيغي وحده دون علم الوطن يعني الكثير الكثير مما يختبيء وراء ستر سميكة.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *