Home»National»العطلة الصيفية والشارع

العطلة الصيفية والشارع

0
Shares
PinterestGoogle+

انتهت السنة الدراسية ..بانتهاء الامتحانات وبدل جميع الجهود من طرف التلاميذ فلذات أكبادنا لإرضاء أصحاب الأكباد ..وإرضاء رجال التعليم وإرضاء الأصدقاء وإرضاء الأهل والأحباب جميعا ..ولكي ينعموا قليلا بمديح يرفع المعنويات ويسمح بظفرهم بهدايا ..أو رحلات ..
جاءوا جميع أبنائي بنتائجهم الجد مشرفة وقدموها لي وهم يتطلعون لسحنات وجهي كي تتغير لابتسامة عريضة ..وقبلة حارة ..ووعد..وعد بهدية محترمة أو نقود ..أو رحلة شاطئية أو غابوية أو جبلية تنسيهم تعب التسعة أشهر الدراسية …
هنا راح فكري يجول ويصول في تفاصيل ..الهدية.. وبالضبط في إمكانية القيام برحلة ..أدى بي هدا إلى تأمل الراتب الذي استبشرنا خيرا حين عرفنا انه ارتفع شيئا ما ..وحين كنا نحلم بما يمكن لنا القيام به من مشاريع ..وبما يمكن تحقيقه لنا من أحلام ..حلمت بأشياء وأشياء وحلمت الزوجة بأشياء أكبر وأكثر ..وقررنا أخيرا إلى أنه يمكننا الاتصال بوكالة بنكية تحقق لنا أحلامنا فورا و بدون طول انتظار ودلك بإقراضها لنا مبلغا محترما قادرا على إبلاغنا ما نصبو إليه ناسين أو متناسين نهاية السنة الدراسية ..والهدية ..الرحلة ..

ووجدنا أنفسنا وسط كماشة الديون والاقتطاعات ..التي قتلت الابتسامة في وجه الأبناء والتي وأدت الأحلام ..
ورحت أقلب صفحات الجرائد ..ومواقع الانترنت علني أجد من ينظم رحلة أو جولة ..وبسعر معقول تحيي الابتسامة الموءودة ..لكن لم أجد وان وجدت فهي تسعى لوأد الراتب الشهري العائق الأكبر أمام كل موظف يجهد نفسه لإبلاغ أبناءه أعلى الرتب ولكن بدون السماح لهم بالأحلام ..بدون السماح لهم بالرغبات المسلية ..ولا حق لهم في البعد عن دروب الحي حيث يتعبوا جاهدين في اختراع ألعاب خاصة مع مجموعة أطفال بدون أحلام…
وتبقى علامات استفهام طويلة عريضة حول من يحتضن هؤلاء الأطفال ويهبهم ذكريات تجعلهم في كبرهم متحفزين لتحقيق أحلام أبناءهم ..؟
وتمر العطلة الصيفية في غياب هدا الاحتضان بتجمعات في أحياء المدينة وما تعرفه من تلاطمات لكلمات نابية مخلة للحياء ..وسط استعراضات لشتى أنواع الكلاب الشرسة ..وأنواع الدراجات الهوائية والنارية ..والسيارات الداخلية والخارجية مع الموسيقى الصاخبة ..وكلام غزل عصري ..ممزوج باللهجة الفرنسية .. لا سبيل لحصانة أبناءنا ضد عدواها..وكأنهم ينتقمون لأنفسهم عن خلف الوعود..

فكيف بالله عليكم إقناع أبناءنا بالدخول إلى المنزل في وقت مبكر مع وجود هدا المهرجان الاستعراضي ..؟
وكيف نمنعهم الاختلاط والتقاط كلمات غريبة عنهم وعنا ..؟
وكيف نقنعهم بالمطالعة أو ارتياد الكتاتيب وعقولهم في عطلة مؤقتة ..؟
أين ادن الجمعيات ودور الشباب والأنشطة المسطرة في برامجها السنوية ..؟
أليست تجمعات الأحياء المسائية مدرسة تخرج منها منحرفون ..مدمنون ..ومقيموا سجون ..؟
كيف يتصرف رب أسرة أمام مراهق طائش يقذف بكلمات مخلة للحياء..؟
كيف يتصرف رب أسرة أمام منحرف يلقي بغراميات مقيتة لفلذة كبده ..؟
كيف يتصرف رب أسرة أمام سكير ..فاقد الوعي يتوجه نحوه أثناء جلوسه مع أهله قرب بيته ..بشتائم وكلام جارح ..؟هل يتصرف بما تمليه شهامة الرجولة ..؟أم يدعو تدخل رجال الأمن التي لا تنصفه بما يشفي غليله …؟
إننا حين نرى أطفال وشباب في هاته الوضعية المخزية ننهال على والديهم بالسب واللعن والشتم لسوء تربيتهما لهم ..ونكون والله ظالمين لهما حيث الذنب ذنب الدرب وما حمل..

يا آباء ..يا أمهات ..يا سلطة..رحمة بنا وبهم ..إن شارعنا أصبح مركز تكوين منحرفين يحين وقت تسجيل الولوج إليه في العطلة الصيفية ..والتخرج منه على طول السنة أما مكان العمل فأغلب الأحيان السجون أو الإصلاحيات ..بعد قضاء فترة تدريبية في الشارع العام..
إن شوارعنا معول هدم لأهم ركائز المجتمع ..فمن ينتبه ..؟إنهم لقمة سائغة لمحبي إشاعة الفاحشة ..إنهم المستهدفين الأوائل لمرضى النفوس ..من مروجي المخدرات ..وأصحاب الشدود الجنسي فلنقتلع الأسباب من موضع زراعتها..

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. متسائل
    16/07/2010 at 00:47

    نعم الشارع أصبح مدرسة كبيرة لتخريج الأشرار، والمسؤولون في غياب تام

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *