Home»National»أساس نجاح كل عمل إيمان بالله تعالى يولد خوفا منه وينتج عنه ضمير حي يعمل بإخلاص

أساس نجاح كل عمل إيمان بالله تعالى يولد خوفا منه وينتج عنه ضمير حي يعمل بإخلاص

0
Shares
PinterestGoogle+

في زيارة بمناسبة عيد الأضحى المبارك لفضيلة العلامة الدكتور مصطفى بن حمزة رئيس المجلس العلمي المحلي بمدينة وجدة في بيته استرعت انتباهي أثناء توجيهاته النيرة للزوار الحاضرين عبارة مشهورة لخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان رضي الله عنه حين خطب المسلمين فأرتج عليه واستغلق عليه الكلام فلم يزد في كلامه عن عبارة حكيمة وزنها إبريز خالص حيث قال :  » أيها الناس لستم في حاجة إلى رجل قوال بل أنتم في حاجة إلى رجل فعال  » أو كما قال رضي الله عنه .

ولعمري ما أرتج عليه رضي الله عنه وقد أنطقه رب العزة بهذه الحكمة الخالدة ما دامت الحياة فوق هذه البسيطة. خرجت من بيت العلامة أدير كلامه في دماغي فصادف كلامه هما عظيما يدور في هذا الدماغ وهو هم المنظومة التربوية في بلادي والتي تعرف محاولة إصلاح جديدة هذه السنة سميت بالخطة الاستعجالية لإصلاح المنظومة التربوية ، وهي خطة رباعية ما بين سنة 2009 وسنة2012 بعد فشل خطة عشرية أعلن فشلها سنة2008 . ولقد عرف هذا الموسم الدراسي تعبئة كبرى من أجل إنجاح خطة الإصلاح الجديدة ، وكثرت المشاريع كثرة مفرطة إذ لا يمر يوم دون صدور مذكرات تنظيمية ذات صلة بخطة الإصلاح الاستعجالية ، وتراكمت وتزاحمت ، وصاحبتها ضجة إعلامية غير مسبوقة. وعندما نتأمل هذه التعبئة الكبرى نستحضر مقولة الخليفة الراشد عثمان بن عفان حيث كثر القول وشح الفعل.

فأنا من وجهة نظري وباعتبار مهمتي داخل المنظومة التربوية أرى ـ وأتمنى أن أكون غير مصيب فيما أرى ـ أن ما يحدث من تغيير في منظومتنا التربوية لا يعدو القول من أجل التهافت على الاستفادة من أرصدة مرصودة لخطة الإصلاح الاستعجالية بطريقة أو بأخرى ، في حين يظل الفعل متأخرا عن القول المتقدم بشكل مبالغ فيه . فلو قيس قول الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه بفعله لوجدنا فعله يسبق قوله ، فبفضل فعله رضي الله عنه جهزت جيوش الإسلام الفاتحة التي أوصلت الإسلام إلى أصقاع لم يكن ليصلها لولا فضل الله تعالى وإنفاق هذا الخليفة العظيم . وما أحوج أهل منظومتنا التربوية إلى شعار هذا الخليفة الراشد العظيم. ولو هدى الله تعالى مسؤولي وزارتنا إلى سداد الرأي لوفقوا إلى حسن اختيار شعار هذا الموسم الدراسي ، ولكان الشعار المناسب :  » جميعا من أجل مدرسة النجاح بأفعال لا بأقوال  » .

وعندما نحلل معادلة الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه يعطينا التحليل ما يلي : الفعل الموفق الناجح هو نتيجة سلسلة مترابطة الحلقات. وأول حلقاتها إيمان صحيح بالله تعالى تتولد عنه حلقة الخوف منه ، وعن هذه الحلقة تتولد حلقة اكتساب الضمير الحي ، وعن هذه الحلقة يتولد الإخلاص في العمل الناجح. فمنظومتنا التربوية كباقي المنظومات الأخرى في المجتمع لا يمكن أن تعرف نجاحا إلا عبر هذه السلسلة. فأطراف هذه المنظومة على اختلاف مواقعهم لا بد لهم من إيمان صحيح بالله تعالى مما يقتضي عملية تصحيح تمس الأرصدة الإيمانية وترفعها إلى درجة بلوغ مرتبة الخوف من الله عز وجل في ممارسة المهمة المسندة لكل طرف ليكون الحاصل هي أرصدة من الضمائر الحية وهي عبارة عن رقابة ذاتية متولدة عن الخوف من الله تعالى بسبب الإيمان الصحيح به عوض كل أنواع الرقابات ، ولتكون النتيجة إخلاص في العمل يعد ضمان النجاح. إن الأخذ بأسباب إنجاح خطة الإصلاح الاستعجالية أمر مفروغ منه خصوصا عندما يتعلق الأمر بأرصدة مالية رصدت لهذا الإصلاح ، ولكن الأخذ بالأسباب دون وازع الإيمان بالله تعالى ، ودون وازع الخوف منه ، ودون وازع الضمير الحي ، ودون وازع الإخلاص في الفعل عبارة عن هدر لهذه الأسباب بلا طائل . فالفعال من أبناء هذه المنظومة التربوية التي تعاني من الاختلالات لا تهمه الإتاوات والتعويضات بينما القوال منهم لا شغل له إلا السعي الحثيث وراء هذه الإتاوات والتعويضات ،إذ لا يفوت فرص تعن له دون أن يصم الآذان بقوله الذي ظاهره غيرة على المنظومة وباطنه حرص على المصلحة الذاتية و اللهث وراء التعويضات. ولو قدر لرأيي أن تأخذ به الوزارة لقطعت الطريق عن صنف القوالين من خلال قطع الإتاوات والتعويضات ، ولو حصل ذلك لقمر ـ بتضعيف الميم وفتحها ـ وبان طمعهم على حد قول التعبير العامي عندنا ، وسقطت أقنعتهم، وبعدت الشقة بينهم وبين الفعل لأنهم من صنف القوالين لا ومن صنف الفعالين ، ولن يكون فعالا أبدا من لا يفعل إلا طمعا في مقابل ، ويزول فعله بزوال المقابل . فما أحوجنا إلى حكمة عثمان رضي الله عنه ، ويا ليتنا يرتج علينا في المهرجانات الخطابية ، ولا يرتج علينا في المواقف العملية كما كان شأن ذي النورين .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. cadre administratif
    05/12/2009 at 00:30

    ولكن يا أخي السيد محمد الشركي إنك أعلم مني بأن منظومتنا التربوية ينخر هيكلها المنافقون والطماعون اللاهثون وراء جشعهم المتقد الذي لا ينطفئ ،والانتهازيون الذين يتخذون من الأقنعة ألوانا وأشكالا ، وفي قلوبهم مرض وزادهم الله مرضا ، وحفظنا الله وإياك من شرهم .والسلام.

  2. karim
    05/12/2009 at 00:30

    A lire cet article où l’auteur, apparemment un enseignant, ne cesse de donner des leçons pour la réforme de l’enseignement, sans toucher le fond du problème qui reste ailleurs, l’on ne peut guère s’étonner que le niveau de l’enseignement au pays soit en chute libre depuis des decennies. Qu’Allah le Tout-Puissant face que les générations futurs d’étudiants leur soit épargné un tel enseignant.
    Karim

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *