Home»National»جريدة كولمبية تفضح انتهاكات حقوق الانسان ومعاناة المحتجزين المغاربة بمخيمات تندوف بالجزائر

جريدة كولمبية تفضح انتهاكات حقوق الانسان ومعاناة المحتجزين المغاربة بمخيمات تندوف بالجزائر

0
Shares
PinterestGoogle+

بوغوتا

30 – 12 – 2004 نشرت الجريدة الكولومبية (ايل نويفو سيغلو) الواسعة الانتشار مقالا تم خلاله فضح انتهاكات حقوق الانسان ومعاناة المحتجزين المغاربة بمخيمات تندوف بالجزائر.

ونشرت الجريدة وهي من أكبر الجرائد الصادرة في كولومبيا المقال تحت عنوان  » انتهاك حقوق الانسان لدى محتجزي تندوف  » بقلم السيد كونزالو أربوليدا وهو صحافي معروف يحظى بتقدير مختلف الاوساط الصحافية الكولومبية في الركن الاسبوعي لهذه الجريدة « الرأي « .

وقد استهل المقال بالحديث عن الزيارة التي قام بها مؤخرا وفد من منتخبي الاقاليم الجنوبية للمملكة (الكويرة والداخلة) لدولة كولومبيا والتي حققت نجاحا منقطع النظير بفضل اللقاءات والمقابلات التي أجراها الوفد مع العديد من المسؤولين الكولومبيين على أعلى مستوى .

وتطرق المقال الذي صدر في أحد الأعداد الأخيرة لجريدة (ايل نويفو سيغلو) في البداية إلى الانتهاكات السافرة لحقوق الانسان للأسرى المغاربة في غياهب تندوف بالجزائر كما تعرض للوضع الذي تعيشه المنطقة والذي يعود سببه في المقام الاول إلى تعنت الجزائر منذ الحرب الباردة ،وبداية تحرير المناطق الرازحة تحت نير الاستعمار مما أدى إلى مواجهة بين البلدين بخصوص الصحراء المغربية

.

وأشار المقال إلى أن مؤسسة  » فرانس ليبيرتي  » كانت قد قامت بزيارة لمنطقة النزاع حيث تم تسجيل أفدح تصرفات ما يسمى  » بجبهة البوليساريو  » ضد المدنيين والعسكريين المغاربة .وقد أجرت هذه المؤسسة اتصالات مع ما ينيف عن700 أسير واستجوبت حوالي338 منهم في اطار من السرية والكتمان.

وأضافت الجريدة ان تجربة هذه المؤسسة الفرنسية مع الاسرى المغاربة تشكل خطوة هامة لصالح حقوق الانسان في العالم والمعاملة الانسانية التي ينبغي ان يعامل بها أسرى الحرب .

وأكد صاحب المقال من جهة أخرى أن مشكل المملكة المغربية والصحراء يضاهي إلى حد بعيد المشكل الذي تعيشه كولومبيا في الوقت الراهن مضيفا أن المشكل ، وعلى الرغم من انتهاء الحرب الباردة ، فانه  » ما فتىء يعرف تدخل بلد ثان وهي الجزائر التي مازالت تتحرك داخل المفاهيم الجيوسياسية البائدة عند اسدال الستار الحديدي وهو ما يحدث هنا (أي في كولومبيا) مع بعض الجماعات المتمردة والمارقة« .

وأشار المقال على سبيل المثال لا الحصر للشهادات المرعبة التي أوردها تقرير المؤسسة المذكورة كقضية السيد سعدي الكالي سالك وهو أسير حرب منذ عشرين سنة من 1975 إلى1995 الذي زج به في غياهب سجن أكسيب أونان الذي يحكى أنه « عندما كان يلقن التدريب العسكري في أكسيب تم القاء القبض عليه مع خمسة عشر جنديا آخرين حيث تم اعدام أحدهم على الفور أما سعدي فقد تلقى ضربات ولكمات قاسية على رأسه وفي كبده .

وبدون مقدمات تم تكبيله بالقيود الحديدية ورمي به في احدى الدهاليز المعتمة وعند الليل انقض أفراد من البوليساريو على الاسرى وطفقوا في ضربهم ضربا مبرحا خلال ساعات طويلة وأخيرا بدأوا يرقصون على الاجساد المنهكة للاسرى المكبلين » .

وأضاف المقال انه خلال اقامة هذا الاسير في هذه الدهاليز لمدة27 يوما كان يتعرض يوميا للتعذيب.

وتابع صاحب المقال مبرزا هذه المشاهد المرعبة قائلا « بعد ذلك أخرجوا هؤلاء الاسرى من السجن ليربطوهم إلى بعض الشاحنات التي جرت الاسرى في منطقة وعرة وسط الرمال والوديان والاحجار تحت قيظ حرارة مفرطة وظروف فوق طاقة البشر لمسافة480 كلم « .

وأضاف « عندما وصل الاسرى إلى سجنهم الجديد استقبلوا باللطم والضرب وفي اليوم الثاني أرغموا على أن يعروا أنفسهم وحفر خنادق في الرمال ، وفي هذه الظروف الصعبة ظلوا في هذا الوضع لمدة ثلاثة أيام ثم اختير أحد الاسرى لقتله بدون أي محاكمة حيث تم اعدامه على مرأى من جميع الاسرى الاخرين وتم العثور على عظامه في سجن آخر« .

وواصل الكاتب وصفه لمناظر مرعبة ورهيبة للعذابات الاليمة واللاإنسانية التي تعرض لها هؤلاء الاسرى بشتمهم واذلالهم وارغامهم باللطم والضرب على حفر خنادق رملية لصنع لبنات فخارية .

وأشار إلى ان نقل هؤلاء الاسرى من سجن إلى اخر يتم دائما تحت التهديد وضربات الهراوات حتى يصلوا إلى حالة احتضار وأن القليل من هؤلاء ظل على قيد الحياة من فرط التعذيب الذي استمر لمدة عقود وحقب متوالية مضيفا ان هؤلاء الاسرى  » كانوا مرغمين على الأسر من طرف رجال مقنعين الذين لم تعرف لا أسماؤهم ولا رتبهم العسكرية وهو تماما ما يحدث عندنا مع بعض المختطفين من طرف بعض المتمردين« .

وتابع ان اللجنة الدولية للصليب الاحمر كانت احدى المؤسسات القليلة الدولية التي اهتمت بمصير هؤلاء الاسرى المغاربة الذين أذاقهم البوليساريو سلسلة مريرة من التعذيب والتنكيل.

وأضافت الجريدة أن جهود المملكة المغربية في التخفبف من وطأة هذا الوضع المزري خلال هذا الاسر الرهيب لم تلق آذانا صاغية بسبب تعنت الخصوم ومن يقفون وراءهم مشيرة إلى ان الذي لا يمكن تصديقه في هذا الأمر ان الاسرى لايوجدون في مكان مغلق بل يوهمون بأنهم أحرار ويظلون داخل الخنادق التي يحفرونها هم أنفسهم وأن الذي يشرئب منهم برأسه خلال الليل يتحول إلى أهداف لرصاصات قناصيهم .

وأكد صاحب المقال ان جنوب الصحراء المغربية ظل يخضع للهيمنة الاستعمارية حتى عودته سنة1975 إلى سيادة المملكة المغربية مشيرا إلى أنه ، ونتيجة لآثار ومخلفات الحرب الباردة ، فان الجزائر ما فتئت تؤيد وتدعم انفصاليي « جبهة البوليساريو » الذين لم يسيطروا قط على المنطقة.

وخلص المقال إلى القول « ان مسألة الصحراء المغربية ستكون شبيهة بما يجري في كولومبيا في حالة احتمال تدخل قوة أجنبية او بلد جار لدعم مشروع الجماعات المتمردة في تمزيق وتشتيت البلاد ، وبدون أي وجه حق تهديد سيادتها بالقوة  » .

وأضاف أنه  » مما يبعث على التعجب أن كولومبيا على الرغم من صداقتها الاخوية مع المغرب بدل أن تدعم حق المغرب في كفاحه لاستكمال سيادته ووحدته الوطنية فانها خلال الدورة الاخيرة الهامة للجمعية العامة للامم المتحدة قد صوتت بشكل معاكس له « .

واختتمت الجريدة مقالها قائلة « أن موقف وزارة العلاقات الخارجية في هذا القبيل هو موقف لا يمكن تبنيه ولا يحظى برضى أحد وبكل تأكيد فان الرئيس ألفارو أوريبي فيليز يجهل ان كولومبيا قد صوتت في الامم المتحدة ضد المبادىء التي ينادي بها هو نفسه في حربه ضد الارهاب » .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *