Home»International»لماذا لا تحرك شعوب منطقة الخليج ساكنا أمغلوبة على أمرها أم راضية عن أنظمتها ؟

لماذا لا تحرك شعوب منطقة الخليج ساكنا أمغلوبة على أمرها أم راضية عن أنظمتها ؟

0
Shares
PinterestGoogle+

لماذا لا تحرك شعوب منطقة الخليج ساكنا أمغلوبة على أمرها أم راضية عن أنظمتها ؟

محمد شركي

الملاحظ أن منطقة الخليج العربي ظلت بعيدة عن أجواء الربيع العربي إذ لم  تشهد ما شهدته  باقي البلدان العربية من حراك أو ثورات ،علما بأن أنظمتها لا تختلف في شيء عن الأنظمة العربية الأخرى التي كانت سببا في اندلاع الحراك والثورات إن لم نقل هي الأسوأ والأكثر فسادا واستبدادا ، وهذا يدعو إلى التساؤل عن سر عدم مسايرة شعوب منطقة الخليج غيرها من شعوب العالم العربي في انتفاضاتها ضد فساد الأنظمة بشكل أو بآخر ، فهل هي شعوب مغلوبة على أمرها أم أنها راضية عن أنظمتها  وعما تقوم به من أجل إجهاض ثورات الربيع العربي في بلدان عربية أخرى  وذلك بما تصرفه من أموال طائلة لإشعال نيران الفتن والحروب فيها  ، والعمل على إعادة الأنظمة العربية الفاسدة المنهارة  إلى الواجهة من جديد ؟

والصورة التي تكونت لدى الشعوب العربية عن شعوب منطقة الخليج أنها شعوب شغلتها أنظمتها بالإقبال الكبير على  حياة البذخ ، وصرف عائدات النفط السيّال على بناء الأبراج العالية في قلب الصحراء ، وعلى اقتناء أحدث طراز من العربات ، وفتح أضخم الأسواق الممتازة  ، وتنظيم المباريات الرياضية …إلى غير ذلك مما طرأ على حياة شعوب عاشت عبر قرون طويلة في بداوة لم تخرج منها إلا بعد تفجّر البترول في صحرائها  والذي جعلها تعيش انبهارا بما طرأ على حياتها بسبب عائداته الضخمة  بل تروى حكايات غريبة عن السلوك الطارىء على الإنسان الخليجي الذي صار يطير إلى كل أقطار العالم ليشبع مختلف النزوات ، وهو يعتقد أن ذلك بطولة راكبا غروره مستخفا بأشقائه العرب على وجه الخصوص  محتقرا لهم ،وهو يعتبرهم مجرد خدم مسخرين لخدمته في وطنه وحين يحل زائرا في أوطانهم . وتتناقل وسائل التواصل الاجتماعي صورا وفيديوهات عن بعض التصرفات  الغريبة للإنسان الخليجي  من قبيل  تعنيفه وجلده لمن يشتغل عنده ، ومن قبيل إطعام إبله فاكهة اللوز … إلى غير ذلك من التصرفات المتهورة التي تعكس درجة استفحال عقدة الشعور لديه بالفوقية مقابل دونية غيره.

وخلاصة القول أن الإنسان الخليجي بات بعيدا عن هموم الأمة العربية ، ولا يتداعى بالسهر والحمى لما تعانيه  بل أكثر من ذلك لا يحرك ساكنا تجاه ما تسعره أنظمته من  نيران الحروب والفوضى في البلاد العربية بمقدراته .  وأمام « استغوال » أنظمته ، وتدخلها السافر في شؤون الشعوب العربية وخلافاتها مع أنظمتها الفاسدة  تبدو شعوب الخليج سلبية إلى درجة الموات . ومع أنها تعاين سرقة الإدارة الأمريكية لأموالها ، وتعاين تآمر أنظمتها لتمرير صفقة القرن المشئومة ،وهرولتها للتطبيع مع الكيان الصهيوني علانية بعدما كان ذلك خفية من قبل  ، فإنها مشغولة بارتياد النوادي وإحياء السهرات ، وتنظيم المباريات الرياضية التي يرفع فيها العلم الصهيوني وينشد نشيده الذي يتضمن إهانة صريحة للأمة العربية .

وخلافا لكل شعوب المعمور لا  تناقش  شعوب الخليج أنظمتها في سياساتها الخارجية خصوصا عندما يتعلق الأمر بصرفها الأموال الطائلة للإجهاز على ثورات الشعوب العربية الرافضة لأنظمتها المستبدة الفاسدة ، الشيء الذي يجعلها مسؤولة مسؤولبة مباشرة عن عرقلة انعتاق تلك الشعوب من الاستبداد ، وإجهاض التجارب الديمقراطية في مهدها .

فإذا كانت شعوب الخليج مغلوبة على أمرها التمسنا لها العذر ، أما إن كانت راضية بما تقترفه أنظمتها الفاسدة  من إجرام في حق شعوب عربية مستميتة من أجل تنسم رائحة الديمقراطية ، فإننا ندين موقفها بل نتبرأ منها .

وأخيرا من العدل ومن الموضوعية أن نشيد بمواقف شجاعة لبعض الخليجيين الذين عرضوا أنفسهم للاضطهاد في السجون والمعتقلات الرهيبة من أجل مبادئهم ، ونأمل أن يكون هؤلاء الأبطال قدوة وإسوة غيرهم ، كما نأمل أن يشهد الخليج حراكا شعبيا لزحزحة أنظمته الفاسدة لأنه بزوالها سيستتب الأمن في كل أرجاء الوطن العربي . وما لم تتحرك شعوب الخليج في اتجاه تغيير أنظمتها  الفاسدة على غرار ما تنشده باقي الشعوب العربية ، فإنها ستدفع الثمن غاليا يوم تنتصر إرادة تلك الشعوب على الاستبداد والفساد .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *