Home»National»معاناة ساكنة حي الأندلس بوجدة فأين المسؤولون عن أمنهم وراحتهم ؟

معاناة ساكنة حي الأندلس بوجدة فأين المسؤولون عن أمنهم وراحتهم ؟

1
Shares
PinterestGoogle+

معاناة ساكنة حي الأندلس بوجدة  فأين المسؤولون عن أمنهم وراحتهم ؟

محمد شركي

حي الأندلس بمدينة وجدة حي سيء الحظ بحكم موقعه الجغرافي، فهو حي وجد رغما عنه بين أحياء عشوائية  لم تخضع  حين أنشأت إلى هندسة معمارية ، وهي تأوي ساكنة غالبيتها من طلاب معاشهم كما يقال ، اضطرت بعضهم ظروف العيش إلى تربية المواشي واقتناء الدواب التي تجر العربات المستعملة لشتى الأغراض . وتعاني هذه الأحياء  بحكم هندسة أزقتها الضيقة من غياب  متنفس لساكنتها ذات الكثافة المرتفعة، والتي تجد في حي الأندلس متنفسها  الوحيد حيث يتحول إلى مرعى أصحاب قطعان الماشية الذين يلتمسون العشب والكلأ لها بين شوارع الحي يتسللون  بين المساكن خصوصا في القطع الأرضية غير المبنية ، وهو أيضا  مقصد صغارها وشبابها الذين يمارسون رياضة كرة القدم في ملعبها الوحيد منذ الصباح الباكر، وقد رفعوا عقيرتهم ببذيء الكلام . ونظرا لغياب التجهيزات اللازمة لهذا الملعب  خصوصا دورات المياه، يلجأ من يرتادونه إلى التبول على جدران المساكن المحاذية له . ولا تسلم مساكن الحي من تسلل الصغار وحتى الكبار أحيانا إلى واجهاتها بعد تسور جدرانها  للسطو على  بعض ثمار أشجارها أو ورودها التي تزينها . ولا تنقطع يوميا  حركة بعض الصبية من الأحياء المجاورة بحثا عما يمكن تسويقه من قطع الحديد أو البلاستيك أو الخبز اليابس أو غير ذلك  … وقد يكون بعضها من المسروقات  مقابل دريهمات يقدمها لهم باعة متخصصون في هذا النوع من التجارة، وقد فتحوا متاجرهم  بتلك الأحياء وهم يستغلون تشغيل  الطفولة  البريئة ، ويضطرونها لممارسة أعمال تجرمها جمعيات الدفاع عن الطفولة في كل أقطار العالم .

وقد يزعج صغار تلك الأحياء ساكنة حي الأندلس يوميا  بقرع أبوابها كل حين لطلب قطع الخبز اليابس التي تجد رواجا في الأحياء المجاورة حيث تربى المواشي . ولا يعتبر حي الأندلس مجرد مرعى للأغنام بل هو أيضا مرتع الإجرام حيث ترصد المساكن التي يسافر أصحابها لتقتحم ويتم السطو على أمتعتهم . ولقد نشر هذا الموقع يوم أمس خبر سطو على مسكن أستاذ جامعي سرق منه حاسوبه الذي يتضمن أعماله العلمية ورسائل طلبته في سلك الدكتوراه ، وصار يستجدي اللصوص لاسترجاع حاسوبه الذي لا يرى فيه من سرقه سوى بضاعة تدر عليه بعض المال الذي  قد ينفقه في شراء مخدر أو مسكر مع أن ما في الحاسوب من علم ومعلومات لا يقدر بثمن . وليست هذه السرقة  الأولى أو الأخيرة بل تتعرض  باستمرار مساكن هذا الحي  خصوصا التي يغيب عنها أصحابها ولو لمدد قصيرة إلى السطو ،الشيء الذي يعني أن عصابات اللصوص تترصدهم لتقترف جرائمها . ومعلوم أن الحي لا يتوفر على مركز للأمن مع أن الساكنة طالبت مرارا وتكرارا السلطات بتوفير هذا المركز ، وبتسيير دورات منتظمة به خصوصا بالليل حين تنشط عصابات السطو . وتتحول المساحة الخضراء في الحي  ليلا إلى مرتع للمتسكعين ،وهي مساحة  لم  تستفد منها الساكنة إلا بشق الأنفس، وكانت تلك المساحة  مهددة لتكون مقرا لما يسمى بمركز إيواء الأمهات العازبات  إلا أن الله لطف بالساكنة لأن وجود مثل هذا المرفق في حي تحيط به أحياء شعبية لا تستسيغه ثقافتها ، بل سيعتبر بالنسبة لها مجرد ماخور ومرتع للدعارة . ولا تسلم سيارات ساكنة حي الأندلس من السطو عليها وإلحاق الضرر بها لأن كل ما يوجد في هذا الحي يستباح ويباع . والغريب أن ينظر إلى ساكنة هذا الحي نظرة حقد من طرف ساكنة  الأحياء المجاورة مع أنها ساكنة  متوسطة الحال  تكافح هي الأخرى من أجل لقمة العيش وتعليم أبنائها، ومعظمها قد اقتنى مسكنه بواسطة ديون مرهقة  ظل رهينا لها  طيلة عقود ومع ذلك ينظر إلى هذه الساكنة وكأنها سبب شقاء ساكنة الأحياء المجاورة ، وهي تدفع ثمن ذلك غاليا من خلال معاناة يومية في غياب من يضبط الأوضاع  الأمنية بالحي . فمتى سيلتفت المسؤولون إلى معاناة ساكنة حي الأندلس ؟ ومتى سيلتفت ممثلو هذه الساكنة إليها والذين يتهافتون على قرع أبوابها حين يحين وقت الانتخابات ؟

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *