Home»Correspondants» » التعليم العتيق مغارة أهل الكهف  » عنوان مقال لشخص يتجنى على التعليم العتيق

 » التعليم العتيق مغارة أهل الكهف  » عنوان مقال لشخص يتجنى على التعليم العتيق

0
Shares
PinterestGoogle+

 

 التعليم العتيق مغارة أهل الكهف  » عنوان مقال لشخص يتجنى على التعليم العتيق

محمد شركي

جريا على عادته في نشر الفكر المستهدف للدين  نشر موقع هسبريس في عمود  » كتاب وآراء  » مقالا تحت عنوان :  » التعليم العتيق مغارة أهل الكهف  » لصاحبه المدعو محمد الناجي  . ونورد في البداية، وقبل التعليق على مقاله أهم ما جاء فيه

 يقول صاحب المقال :

 ((( لسنا مجبورين ـ والصواب أن يقول مجبرين ـ على التزام الصمت كلما تعلق الأمر بالقرآن وما ولاه . لقد خرجنا من ظلمة الليل ، ومن الآن فصاعدا قبسنا منير ، وزمن السحرة والمشعوذين ولى  وانقضى . وسيظل  السر سماويا ولكن ينبغي تركه حيث هو، ونهتم بشأننا العام . ومن هذا المنطلق يجب أن نتمعن بدقة في دور الدين  ومكانته في حياتنا  فالأمر يتجاوز الكتاب المقدس نفسه ، ويتعلق بطريقة  استخدامنا له والتي يجب أن نعيد النظر فيها . والقرآن لا يمنح  كل الحقوق لهؤلاء الأشخاص فقط لأنهم يحفظونه عن ظهر قلب ويرددونه وإلا لكان  تقتيل الأبرياء من طرف من يرتله فعلا مشروعا ، ويدخل في هذا الإطار كل من يتعسف في استعماله )))

 وبعد هذا التمهيد ينتقل صاحب المقال إلى الحديث عن التعليم فيقول :

 ((( التعليم  العتيق لا يستطيع أن يؤدي الدور المنوط به لأنه ينطلق من  المدرسة القرآنية ، وهو تعليم منغلق على نفسه، وصيغة جامدة مسكوكة منذ قرون . )))

 وبعد استعراض إحصائيات نسبها لوزارة الأوقاف  خلال 2015/2016  ويعلق الأمر بعدد الكتاتيب القرآنية وهو حوالي  12241 كتابا  يدرس بها 317784 تلميذ ، تستقبل منهم المدارس العتيقة 27852 تلميذ . وتبلغ نسبة الكتاتيب بالبوادي 83% ونسبة الكتاتيب  المجاورة للمساجد هي 5،92%. يقول صاحب المقال :

((( توجد فوارق شاسعة  بين التعليم العتيق والتعليم العصري . وانحصار التعليم العتيق  في البوادي يعكس العجز عن تعميم التعليم العمومي العصري على جل الساكنة . والتعليم العتيق سبيل ليس فيها  آفاق كبيرة  في عالم الشغل . وهذا التعليم يكرس إقصاء التلاميذ من دوائر الحياة العصرية التي يعيش فيها نظراؤهم من التعليم العصري . وهذا التهميش  يجعل هذا التعليم نوعا من الغيتو يبتلع  تلاميذ لم  يعبروا  يوما عن الرغبة  في الانخراط فيه ، والذين  تخلت عنهم الدولة لعجزها عن تعميم التعليم العصري ، وتركتهم  بين أيدي مكونين يحتفظون بطرق تعود  إلى القرون الوسطى ، وتعتمد على الذاكرة ، والغياب التام للفكر النقدي . ومدارس التعليم العتيق تنتمي لنفس بنايات المساجد مما يعكس ربط مستقبل  تلاميذها بما هو ديني طيلة حياتهم . ونظام التعليم العتيق  أصبح أرضا خصبة لاستنبات  السلفية الخالصة ، وإنتاج سلفيين  يعتقدون  أنهم وحدهم  المالكون الشرعيون للمعرفة الحقة  الموصلة إلى الله ، وهم مكونون بشكل  يؤهلهم  ليكونوا  شهداء العقيدة ،والسلطة في المغرب هي التي وجهتهم  هذه الوجهة دون أن تكون واعية بذلك ))) انتهى كلام صاحب المقال .

 أما التعليق عليه فهو كالآتي :

ـ  إن الذي قد يجبرك أنت أو غيرك على الصمت كلما تعلق الأمر بالقرآن  وما والاه  هو الجهل بهما .

ـ  والقرآن وما والاه  لا علاقة لهما بالسحر والشعوذة ، ونعت أهلهما بالسحرة والمشعوذين استخفاف بكلام الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم  واللذين  بهما انتهى زمن السحر والشعوذة  بلا رجعة  ، وإذا ترك السر السماوي  حيث هو كما تقول ، فإن الشعوذة والسحر سيعودان من جديد .

ـ  لو كنت ممن يتمعن بدقة في دور الدين  ومكانته في الحياة  لما أقدمت على القول   ببقاء السر السماوي حيث هو ، والقول بأن الأمر يتجاوز الكتاب المقدس نفسه ، ويتعلق بطريقة استخدامك له .  وإن ما والاه  على حد تعبيرك قد حدد طريقة  استخدامه ، ولم يترك مجالا استخدامه بطرق  أخرى .

ـ  حفظ القرآن عن ظهر قلب وترديده ليس بالأمر المعيب  بل العيب ألا يحفظ وألا يردد ، والذين يقتلون الأبرياء  ليسوا من حفظة كتاب الله  بل هم من الذين لا يتجاوز حفظهم إن صح أن يسمى حفظا بضع آيات لا يفهمون معناها ، ولو كانوا يحفظونه لما أقدموا على إزهاق الأرواح .  وحشرك حفظة كتاب الله مع المجرمين  إجرام  وبهتان عظيم .لأن من يحفظ القرآن لا يتعسف في استعماله بل المتعسف في استعماله هو الذي لا يحفظه ، وكيف  يجيد استعماله وهو لا يحفظه و هو يجهله .

ـ  ليس التعليم العتيق كما وصفته منغلقا على نفسه وصيغته جامدة ومسكوكة منذ قرون بل هو التعليم المؤهل وحده للتعامل مع التراث الإسلامي الهائل ، ولولا هذا التعليم لما وجد من  يعرف شيئا عما خلف علماؤنا ، ومعرفة ما خلفوه  إنما هي متاحة لأصحاب هذا التعليم  وحدهم دون غيرهم .

ـ إن فكرة انسداد آفاق التعليم العتيق  قد تحطمت حين  حصل  طلابه على أعلى الشواهد التي تسلمها مختلف الكليات  ، وبهؤلاء  استعادت الشواهد الجامعية  مصداقيتها المفقودة عند أصحاب ما سميته التعليم العصري حيث صارت الأطروحات تقدم في  العبث والهراء  وما لا طائل من ورائه .

ـ طرق التدريس  في التعليم العتيق هي طرق علمية أصلها العلماء القدماء  ولن تتعلق بغبارها  طرق  التعليم العصري الذي يعرف إفلاسا لا ينكره إلا جاحد أو مكابر  ، وبشهادة أصحاب مسلسلات الإصلاح المتتالية والتي لم تجد نفعا .

ـ واعتماد الذاكرة  لا يمكن أن  يوصف  بأنه غياب  للفكر النقدي  لأن كفاية الاسترجاع هي  من  أهم الكفايات المعرفية عند أهل الدراية بالكفايات .  وحتى ما يسمى  بالعلوم الحقة  تتوقف على هذه الكفاية ألا ترى أن طلاب كليات الطب  والصيدلة  يحفظون عن ظهر قلب ما يعلق  بجسم الإنسان من مكونات  وما  يصيبه من داء ، وما يحتاجه من أدواء ، وهم يمتحنون في الاستظهار والاسترجاع قبل  أي شيء آخر .

ـ وأمامك تحد وهو حفظ ما يحفظه طلاب التعليم العتيق . وإذا كان طلاب  التعليم العصري لا يحفظون سطرا  أو بيتا من الشعر أو آية قرآنية أو حديث  شريفا أو غير ذلك ، فإن الطفل في سن العاشرة من طلاب التعليم العتيق   يحفظ كتاب الله عز وجل وصحيح البخاري ومنظومات عدة ، وهو يشع فطنة وذكاء  مقابل  خمول وبلادة وكسل تلميذ التعليم العصري الذي لا يجيد سوى الغش وهو يتفنن فيه باستعمال الهواتف الخلوية . وعندما  يمتحن طلاب التعليم العتيق  في نفس المواد التي يمتحن فيها غيرهم من طلاب التعليم العصري في الكليات يوجد فرق  شاسع بين نتائج هؤلاء وهؤلاء .

ـ ربط تلاميذ التعليم العتيق  بما هو ديني هو الربط الصحيح بالحياة لأن الدين يؤطر الحياة ، ولا حياة خارج إطار الدين .

ـ التعليم  العتيق لا يستنبت  التطرف كما زعمت ، ولا  يفضي إلى العنف وإنما الجهل  بهذا التعليم  هو الذي  يستنبت التطرف والإرهاب ، والواقع يؤكد ذلك حين يكشف عن المستويات التعليمية المنحطة  للمتورطين فيه  داخل وخارج الوطن .

ـ إن السلطة أو الدولة عكس ما زعمت تعي  جيدا أن توجيه المتعلمين نحو المعرفة  الصحيحة بالدين ، ولا يتم ذلك إلا  بالتعليم العتيق هي السبيل الذي  يجنبهم الانزلاق  نحو التطرف والإرهاب  كما حصل للذين ترددوا على مدارس التعليم العصري،  وكانوا فاشلين فيه ثم أرادت جهات ماكرة وخبيثة تضمر العداء للإسلام  وتتربص به تعليق فشلهم على التعليم العتيق مع أنهم لا يمتون  إليه بصلة  بل  اطلعوا على الإسلام من طرق الجهل المطبق  به  ، ولو قدر لهم التمدرس بالتعليم العتيق  لكان لهم شأن آخر . إن تربية الذين أدينوا بالإرهاب داخل وخارج الوطن  هي تربية المخدرات  والسكر والعربدة، وقد وظف هؤلاء  من طرف أعداء الإسلام للنيل منه ، وهو مكر لا تنطلي حيله إلا على الأغبياء  الذين  لا يفتحون عيونهم جيدا ، ولا يعرفون ما  يحاك ضد هويتهم الإسلامية . وأخيرا  نقول لصاحب المقال لست الأول في شرذمة  من يريدون النيل من الإسلام  بطريقة خبيثة وماكرة ، ولن تكون الأخير ، فقد ألفنا خرجات أمثالك ، ولكم في كل يوم خرجة مكشوفة،  وعليكم في صراعكم الإسلام ينطبق قول الشاعر :

كناكح صخرة يوما ليوهنها = ولم يضرها وأوهى قرنه الوعل    

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *