Home»International»التهريب في الاتجاه المعاكس : سلع ومنتوجات فلاحية تهرب من المغرب إلى الجزائر

التهريب في الاتجاه المعاكس : سلع ومنتوجات فلاحية تهرب من المغرب إلى الجزائر

0
Shares
PinterestGoogle+

الاحد 16 ابريل 2006

من غرائب الأمور أن المواطن المغربي بصفة عامة وساكن الجهة الشرقية بصفة خاصة لما يتحدث عن التهريب، لا يذكره إلا في اتجاه واحد من إسبانيا عبر مليلية المحتلة ومن الجزائر في اتجاه المغرب ويتداول أرقام معاملات مخيفة (6 ملايير درهم) يتكبدها الاقتصاد المغربي جراء دخول سلع وبضائع مهربة أغرقت أسواق مدن الجهة الشرقية وزحفت نحو المدن الداخلية نذكر منها الوقود والملابس والحليب ومشتقاته والمشروبات الغازية والدقيق والأدوية والأجهزة الكهرومنزلية. وعكس هذا التهريب الذي يتم نحو المغرب، يمكن الحديث عن نوع آخر من التهريب يتم في الاتجاه المعاكس عبر تهريب السلع والمنتوجات المغربية الأساسية والضرورية اليومية إلى الجزائر الجارة والتي تفتقدها الأسواق الجزائرية وتفوق الطاقة الشرائية للمواطن الجزائري متوسط الدخل فبالأحرى المواطن الفقير. ففي الوقت الذي تُكَوَّم فيه هذه المنتوجات بالأطنان على أرضية أسواق الجهة الشرقية وبعد "الشتارة" رغم صياح الباعة بأثمان مغرية ومنافسة، تغوص أيدي المواطن الشرقي فيها ليختار منها أجودها إنتاجا وأكبرها حجما وأزهاها لونا وأطيبها مذاقا، في ذات الوقت تصفف في صناديق صغيرة بحوانيت الأسواق الجزائرية ويمنع لمسها ويحرم رفسها ويتعذر مناقشة أثمانها الملتهبة… قامت مصالح الجمارك بمقاطعة وجدة بحجز خلال الثلاثة الأشهر الأولى من السنة الجارية (2006) منتوجات مغربية مهربة إلى الجزائر تمثلت في ما يناهز 50 طنا من البرتقال وأكثر من 5 أطنان من الطماطم و200 كلغ من الفلفل و15 طنا من البصل وعشرات الكيلوغرامات من الزيتون والتوت الأرضي والفواكه الموسمية وآلاف معلبات السردين وبعض التوابل والحنة وعشرات الكيلوغرامات من الفول السوداني ( الكوكو) ناهيك عن آلاف الأحذية وآلاف القطع من الملابس التقليدية المغربية دون أن ننسى قطعان الأغنام خاصة بمناسبة عيد الأضحى حيث تجاوز الرأس الواحد بالأسواق الجزائرية هذه السنة 3 ملايين سنتيم جزائري أي 3.750 درهما مغربيا. ومن جهة أخرى، تعد الجهة الشرقية وخاصة المناطق الحدودية لوجدة، معبرا أساسيا لتهريب السلع والبضائع الاسبانية من مدينة مليلية المحتلة عبر الناظور وتتمثل في المشروبات الكحولية والألبسة والأحذية الرياضية وبعض المواد الاستهلاكية كالشكولاطة والبيسكوي… ولا تعبر المحجوزات اليومية من طرف المصالح المختصة عن الحجم الحقيقي للمنتوجات المهربة من المغرب إلى الجزائر حيث لا تمثل إلا جزء يسيرا من آلاف الأطنان من السلع والبضائع التي تعرف وجهتها إلى الشريط الحدودي المغربي الجزائري دون احتساب المنتوجات الاسبانية المهربة من إسبانيا عبر مدينة مليلية المحتلة فالناظور ثم مدينة وجدة في اتجاه الشريط الحدودي. " لا نحجز إلا القليل من البضائع المهربة بحكم طول الشريط الحدودي المغربي الجزائري ووجود أكثر من 100 منفذ بمناطق وعرة، ومحدودية الإمكانيات على شريط حدودي يمتد لأكثر من 450 كيلومترا من السعيدية إلى فجيج. وإذا حجزنا شاحنة، فبالتأكيد أن أكثر من ثلاثين أخرى نجحت في الوصول إلى منتهاها." يُسِرّ لنا احد ضباط الجمارك. بمعنى هذا أننا لو أنجزنا عملية حسابية بسيطة واعتبرنا على سبيل المثال أن قيمة حمولة شاحنة هي ثلاثون ألف درهم يكون نجاح عبور 30 شاحنة ب900 ألف درهم يوميا و 27 مليون درهم في الشهر و 324 مليون درهم في السنة. أسعار الخضر والفواكه ملتهبة بالجزائر

بقدر ما تسعد عمليات تهريب مختلف المواد من الجزائر في اتجاه المغرب، مواطني الجهة الشرقية بالمغرب بقدر ما يسعد مواطنو الجهة الغربية من الجزائر لتهريب المنتوجات الفلاحية الضرورية للقوت اليومي والتي تثقل كاهلهم بحيث تنخفض أسعارها بالأسواق الجزائرية بالغرب الجزائري. وحسب بعض المهربين قد تفوق نسبة هامش الانخفاض 40% مما يمكن العديد منهم من الإقبال على العديد من المنتوجات المغربية . وحسب جريدة الوطن الجزائرية الناطقة بالفرنسية في طبعتها ليوم الخميس 30 مارس الماضي فإن أسعار الخضر والفواكه بالجزائر "حلقت" وبلغ سعر الفول والجزر 35 دينارا جزائريا للكيلو (4,5 دراهم) في الوقت الذي لا يتجاوز فيه ثمنها في بأسواق الجهة الشرقية 3 دراهم في حين بلغ ثمن البطاطس 35 دينارا للكيلو (4,5 دراهم) مقابل 2,5 درهمين. إن غلاء هذه المواد بالأسواق الجزائرية دفعت أحد المواطنين الجزائريين إلى التشكي حسب الصحيفة ذاتها بقوله" هذا طبيعي كيف يمكن لأحد يشتغل ب 10.000 دينار في الشهر (1.250 درهما) أن يشتري الفواكه والخضر بهذه الأسعار الباهظة. الله غالب". ويجيبه مواطنه البائع :" أنا أشتريها بأثمان مرتفعة ولا أربح إلا 5 دنانير (ما يناهز 62 سنتيما) في الكيلو"… محجوزات بالتراب المغربي

قامت عناصر سرية وجدة المختلطة التابعة لشعيبة مصالح الجمارك، صباح يوم الثلاثاء 24 يناير 2006، بإيقاف أحد أكبر المهربين الجزائريين بإحدى الضيعات الواقعة على الشريط الحدودي المغربي الجزائري بمعية المسؤول عن الضيعة، فيما تم حجز 150 صندوقا مملوءا بالبرتقال و200 صندوق على متن شاحنتين جزائريتين من نوع "فوركون J5" مرقمتين بالجزائر. وقد تبين أن الضيعة الواقعة على الشريط الحدودي المغربي الجزائري تتوفر على بابين أو واجهتين إحداهما تقع على التراب المغربي والثانية (الباب الخلفي للضيعة) على التراب الجزائري حيث يتم شحن البضائع التي تَِردُ عليها من مدينة وجدة في شاحنات جزائرية تخرج عبر الواجهة الواقعة على التراب الجزائري في اتجاه أسواق المدن الجزائرية. وبعد عملية تفتيش تم العثور بإحدى الغرف، بداخل الضيعة على شخص جزائري يعتبر من أكبر المهربين المدعو عمر بوفلجة من مواليد 1968 وبحوزته ما يفوق 80.000 دينار جزائري حيث اعترف بتعاطيه لعمليات التهريب. كما أكد وجود شاحنتين جزائريتين بالضيعة لشحن البرتقال استمرار اللجوء لعمليات تهريب المنتجات المغربية نحو الجزائر. وتمكنت نفس المصالح، خلال الأسبوع الثاني من شهر يناير الماضي، على طريق "زوج بغال" المؤدية إلى الحدود المغربية الجزائرية، من حجز 04 شاحنات محملة بأطنان من البواكر والحوامض المهربة من وجدة إلى الجزائر.وتتمثل هذه البضائع في 3.600 كلغ من البرتقال و4.370 كلغ من الطماطم و200 كلغ من الفلفل الأخضر. وقدرت قيمة المحجوزات بأكثر من 22 مليون سنتيم. محجوزات بالتراب الجزائري

أفادت صحيفة "يومية وهران" الجزائرية في طبعتها ليوم الاثنين 26 شتنبر الماضي أن عناصر الدرك الوطني الجزائري ب"بوتليليس" بالجزائر أوقفت، ليلة يوم السبت 24 شتنبر، حافلة نقل عمومي قادمة من مدينة "مغنية" في اتجاه المدن الداخلية الجزائرية، محملة بسلع مهربة من المغرب تتكون من مواد غذائية وملابس فيما تم اعتقال 7 أشخاص متورطين في هذه العملية. وقد تم حجز البضاعة المهربة التي تتمثل في 7 قناطر من الفلفل الأسود و299 علبة من السردين و1.000 علبة من سمك الطون و1.888 لوحة من الشكولاطة و500 علبة من الحنة و240 علبة من الزيتون و73 جلابة مغربية. كما تم حجز على الطريق الرابطة بين وهران وعين تموشنت سيارة من نوع بوجو 505 محملة بمجموعة من الملابس القادمة من المغرب. وقد تم اعتقال السائق صاحب السيارة. وأوردت جريدة الخبر الجزائرية أن شرطة الطريق التابعة لفرقة الدرك الوطني بفرناكة تمكنت الأسبوع الأخير من شهر فبراير الماضي بالطريق الوطني رقم 11 الرابط بين مستغانم ووهران(مناطق قريبة من الحدود الجزائرية المغربية) من حجز 25 قنطارا من البرتقال في المكان المسمى’’المقطع’’ بعد تفتيش شاحنة لمواطن من وهران، تبين أنه يقوم بعملية تهريب للبرتقال المغربي الذي قُدّرت قيمته المالية في حدود 21 ميلون سنتيم جزائري( 12.000 درهم) وقد تمّ تقديم الشخص الموقوف أمام العدالة، أما الشاحنة فقد تم تسليمها بحمولتها إلى مصالح الجمارك بمستغانم وأضافت أن المصالح نفسها تمكنت من توقيف مواطن من سيدي بلعباس على متن مركبة ’’جي 9" محمّلة بـ 22 قنطارا من البرتقال المغربي المهرّب بقيمة مالية تقدر بـ 14 مليون سنتيم جزائري ( ما يناهز 16.000 درهم)، وكذا توقيف مواطن ثالث كان يحاول تهريب 15 قنطارا من البرتقال و5 قناطر من الطماطم المستقدمة من المغرب بقيمة مالية تقدر بـ 13 مليون سنتيم جزائري ( 15.000 درهم). وحدد تقرير أنجز من طرف الدرك الوطني الجزائري عوامل تنامي ظاهرة التهريب، بالجزائر، في الظروف الطبيعية المتمثلة في التضاريس الصعبة للشمال الغربي الجزائري ووجود مساكن قريبة جدا من الحدود على الجانبين حيث تتوفر للمهربين أماكن لتخزين سلعهم، وعلاقة القرابة والانتماء لنفس القبيلة من الجانبين والتوفر على موارد مالية مهمة ووسائل متطورة فيما يخص النقل والاتصال تمكنهم من الإفلات من وحدات المراقبة وانتشار الفقر والبطالة في المناطق الحدودية من الجانبين وطرد العاملين نتيجة خوصصة المؤسسات العمومية وانعدام التوازن في توزيع المشاريع على مستوى الجماعات بولاية تلمسان والربح السهل والسريع. وقدم التقرير للسلطات الجزائرية اقتراحات تتمثل في وضع نصوص قانونية تقضي بأن لا تكون المتابعة الجنائية فقط بناء على الشكايات المحالة من طرف المصالح المكلفة بالغش، وتشجيع الاستثمار لخلق مناصب شغل جديدة والتكفل بالجهة من الناحية الأمنية وتدعيم وتعزيز الإطار التشريعي ووسائل التعاون الثنائي بين البلدين… فوائد قوم عند قوم مصائب!

إن عمليات التهريب لمنتوجات مغربية فلاحية ضرورية تُدِرُّ أرباحا مهمة على جميع المعنيين بها ومن الطرفين بين البلدين الشقيقين.فإذا اقتنى "التاجر" شاحنة محملة ب 3أطنان من البرتقال بدرهمين للكيلو وكسب عن كل كيلوغرام درهما واحدا أو درهما ونصف الدرهم فتكون عمولته ما بين 3 آلاف درهم وأربعة آلاف وخمس مائة درهم في السفرية الواحدة بمسافة ما بين 40 و60 كيلومترا إذا هو اقتنى البضاعة من أسواق مدينة بركان. يتسلمها التاجر الجزائري بالشريط الحدودي وينقلها إلى الأسواق الجزائرية " هذا اللَّتشينْ نتاع المُغرِب، واه، ماعندي ما نخدم.. لو كان عندي ما نخدم لو كان ما نديرش التهريب.." يجيب أحد المهربين الجزائريين الذين أوقفتهم ليلا مصالح الدرك الوطني الجزائري على متن سيارة من نوع "بيجو بيك آب" محملة بالبرتقال المغربي على الطريق المؤدي إلى مدينة "مغنية" القادم من الشريط الحدودي الجزائري المغربي، بعد أن سألوه عن عمله. و بقدر ما يسعد هؤلاء ، بقدر ما تكوي الوضعية جيوب ذوي الدخل المحدود بارتفاع أسعار المنتوجات المهربة بحيث تتراوح ما بين 50 إلى 100% وأكثر وهكذا قفز سعر البصل من 1,5 درهم إلى 4 دراهم والطماطم من درهمين إلى 6 دراهم والبرتقال من درهمين إلى 4 دراهم والتوت الأرضي من 4 دراهم إلى 6 دراهم والفلفل الأخضر من 3 دراهم إلى 8 دراهم فأكثر … لكن مواطني المناطق الحدودية من الجانبين يعتبرون ذلك نوعا من المقايضة والتبادل، يجدون العوض في ارتفاع المـــواد والمنتوجات المحلية مقابل المواد والمنتوجات المهربة وخلقوا سوقا حرة ومفــتوحة عـــفوية أخــوية في غياب علاقات أخـــوية تجـارية واقتصادية معترف بها من لدن بلدين جارين عربيين مسلمين شقيقين مشتركين في التاريخ والجهاد والمقاومة مزجت دماؤهما بحرب الاستقلال والتحرير …

إنجاز: عبد القادر كثرة
الاحدات المغربية

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

  1. منيببي
    15/03/2007 at 18:37

    المدينة مخربة

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *