Home»Correspondants»اللغة العربية بين الغربة والاغتراب

اللغة العربية بين الغربة والاغتراب

1
Shares
PinterestGoogle+

اللغة العربية بين الغربة والاغتراب

اللغة العربية من أغنى لغات الدنيا كلما، وأعرقها قدما، وأقدرها على التعبير  عما يقع تحت الحس أو يجول به خاطر، وهي على هندمة وضعها، وتناسق أجزائها، وصحة سبكها، ورونق حبكها، وحسن رصفها، لغة قوم- قيل- أميين، ولا غرو أن بلغت تلك المنزلة من ثروة الكلم وسعة المدى، إذ كان لها من دواعي النمو والزيادة، وعوامل البقاء والخلود ما قلما تهيأ لغيرها، وعلى رأسها نزول القرآن خاتم الكتب السماوية بها. هي إذن:

¨     لغة مقدسة (لغة القرآن)،

¨    ولا تتم الصلاة إلا بها،

¨    قيل بأنها لغة آدم عليه السلام،

¨    وقيل إنها لغة أهل الجنة،

¨    وقيل إنها لغة الحساب في القبر.

¨    اللغة العربية هي أيضاً لغة شعائرية رئيسة لدى عدد من الكنائس المسيحية في الوطن العربي.

تعيش اللغة العربية اليوم بين مطرقة الغربة وسندان الاغتراب، وهو أمر ليس جديدا أو طارئا عليها، فلا يخلو زمان من هجمة أو هجمات تستهدف كيانها والمتكلمين بها على حد سواء.

الغربة والاغتراب حالة شعورية وجودية، حالة بين الوعي وغيابه، وقد تكون حالة بين الخوف والرهبة، والتذكر والرعب والتخيل، إلا أن سياق توظيفهما يختلف باختلاف الحيز المكاني وما يستتبعه من خلجات تكون نتائج مباشرة لتقلبات ذلك الحيز وما يؤثر فيه.

إذا كانت الغربة ،في أغلب الأحيان،  موجهة إلى الخارج حيث يحس المغترب بغرابة المكان، وغرابة المحيط، وغرابة اللغة، وغرابة التعامل، وغرابة العادات، وغرابة الطقوس، وغرابة اللباس، وغرابة الأكل، وغرابة الشرب، وغرابة النظرات من ذوي المكان الأصلي، وغرابة البناء، وغرابة النظام، وغرابة الألوان… فإن الاغتراب ،في غالب الأحيان، صراع داخل الداخل، حيث أنس المكان، وأنس المحيط، وأنس اللغة، وأنس التعامل، وأنس العادات، وأنس الطقوس، وأنس اللباس، وأنس الأكل، وأنس الشرب، وأنس النظرات، وأنس البناء، وأنس النظام وأنس الألوان…

تلك هي حالة اللغة العربية بين ظهراني أهلها، غربة في الخارج واغتراب في الداخل، تقزيم من الخارج ونكران من الداخل، هدم ممنهج من الخارج، وانصياع ممنهج من الداخل، إهمال متعمد من الخارج، وعزوف إرادي مراد له أن يكون كذلك من الداخل… ما يزيد الطين بلة، إذا، هو ظلم ذوي القربى.

يقول الشاعر طرفة بن العبد:

وظلم ذوي القربى أشد مضاضة ****  على المرء من وقع الحسام المهند

فما أقسى أن تظلم ممن هو أقرب منك، وتعتقد أن جانبك من جانبه محصن محمي.

أسباب الغربة والاغتراب:

¨    الابتعاد المتعمد عن اللغة العربية، والتحجج بدعوى صعوبة اللغة وصعوبة قواعدها.

¨    ازدواجية بين اللغة الفصحى واللهجة العامية.

¨   مظاهر التحضر المغلوطة بسبب الانفتاح غير المحصن ثقافيا وحضاريا ودينيا على الثقافات الأجنبية ومحاولة الطبقات المختلفة في المجتمع إحلال اللغات الأجنبية المختلفة محل اللغة العربية، فقد نجد بعض الأسر يتحدث أفرادها فيما بينهم باللغة الأجنبية، بل ويقلدون تقليدا أعمى أولئك الغربيين على مستوى السلوك اليومي أيضا، اعتقادا منهم أن ذلك يبوئهم مكانة بين هؤلاء.

¨   كثرة الأسماء الأجنبية على واجهات المحلات أو الشركات أو المؤسسات، أو على منتجات وسائل الإعلام.

 جل إن لم نقل كل الإدارات ينعدم فيها التعامل باللغة العربية على مستوى المعاملات أو القوانين المنظمة لها وكأننا لسنا في بلدان عربية.

¨  – المؤسسات التعليمية وخصوصا الخاصة التي تعلي من قيمة اللغات الأجنبية ولا تولي نفس الأهمية للغة العربية.

¨    – كتابة اللغة العربية بالحروف اللاتينية.

¨  – تعويض اللغة العربية في بعض المنابر الإعلامية عمدا باللغة العامية، بل والدعوة إلى الكتابة الأدبية بالدارجة.

¨  الاعتقاد الموجه أن تأخر العرب بسبب لغتهم ، وربط قوة الغرب بتقدم لغته ، وكأن التقدم والتأخر هو هذه الأصوات التي يعبر بها كل قوم عن أغراضهم .

¨     السعي الحثيث والممنهج إلى تحويل اللهجات المحلية من المستوى الشفوي إلى الكتابي.

نتائج الغربة والاغتراب:

¨    * ضياع الهوية العربية الإسلامية، وذَوَبان الشّخصيّة.(لأن اللغة هي شخصية أهلها).

¨    * ازدواجية الشخصية.

¨    * ضعف اللغة العربية وهشاشتها.( إهمال القواعد النحوية والصرفية والإملائية والبلاغية).

¨    * العولمة الثقافية.

¨    الابتعاد عن القراءة، و تهميش الكتب.

¨    تخلف الأمة.

الحلول:

¨    * تحفيظ القرآن الكريم في مراحل التعليم المختلفة.

¨    * تحفيظ الأحاديث النبوية الشريفة.

¨    * تحفيظ الشعر العربي  وخصوصا القديم.

¨    * تكثيف عدد ساعات اللغة العربية في كل الأسلاك التعليمية.

¨    عدم تدريس لغة أجنبية ثانية إلا بعد التمكن من اللغة العربية الفصحى.

¨    استعمال اللغة العربية في كل الميادين وخصوصا في الإعلام.

¨  * تشجيع عادة القراءة، وخاصة الناشئة، ومراقبة برامج الأطفال التي تعتمد اللغة العامية، ومنعها كلية.

¨  *  إبراز جماليات لغة الضاد ومقدرتها على التعبير عن حاجات العصر الحاضر، ومسايرة ركب تطوره، تفنيدا لبعض الادعاءات التي تتهم الفصيحة بالقصور.

¨    إحياء حركة التعريب والترجمة لكل منتجات الفكر الإنساني قصد الإفادة منها.

¨    المراقبة الصارمة للمدارس الخصوصية وفرض اللغة العربية عليها كلغة أولى إجبارية.

 

 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *