Home»Correspondants»ندوة دولية بهولندا حول التعايش ونبذ العنف

ندوة دولية بهولندا حول التعايش ونبذ العنف

0
Shares
PinterestGoogle+

ندوة دولية بهولندا حول التعايش ونبذ العنف

 

بقلم لحسن بنمريت روتردام
نظمت ندوة دولية يوم الأربعاء الماضي بمدينة ليدن تحت شعار  » جميعا من اجل التعايش ، دون خوف  » حضرها دبلوماسيون يتقدمهم  عمدة مدينة ليدن و سفير المملكة المغربية بلاهاي السيد بلوقي وسفير فرنسا و القناصلة العامون للمملكة المغربية بهولندا وممثل عن وزارة الشؤون الاجتماعية كما حضرها اعلاميون وصحافيون يمثلون جريدتي »  الشعب »  و  » تراو  » بالاضافة الى ممثل عن الكنيسة البروتستانية والسيدة شانطال عن اليهود اللبراليين ومسؤول عن الأمن بمدينة ليدن ثم البرلماني من اصل مغربي أحمد مركوش . أما من المغرب فلقد حضر كل من الدكتور بنحمزة رئيس المجلس العلمي بوجدة والدكتور سمير بودينار مديرمركزالدراسات والأبحاث الاجتماعية واالانسانية بنفس المدينة .
استهل اللقاء بكلمة قصيرة من طرف السيد باولو دوماس ، رئيس الجلسة رحب فيها بالحاضرين و شكرالجمعيات المنظمة لهذه الندوة المتميزة  وهي على التوالي مؤسسة الأمل والتنمية بليدن ومؤسسة آفـــاق للفـن والثقافـة والتعلـيم بروتردام والمعهد المغربي بلاهــاي .كما قدم الشكر والتقدير للسيد بلوقي والسيد محمد سونة القنصل العام بروتردام عن المجهودات التي بذلوها لانجاح هذه الندوة ، كما أثنى رئيس الجلسة عن الدعم والمساندة من طرف مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين في الخارج .

بعد ذلك وبطلب منها ، أعطيت الكلمة للسيدة مديرة زرع الأعضاء بهولندا التي أصرت على أن تقول كلمة في حق الدكتور بنحمزة الذي سبق له وأن أفتى بالتبرع بالأعضاء لغير المسلمين عند الحاجة . وكانت فعلا كلمة معبرة في حق عالم مغربي صفق لها الحاضرون بحرارة كما قدمت هدية تذكارية بالمناسبة للسيد بنحمزة أمام أعين الدبلوماسيين والاعلاميين والجمهور الحاضر .
عمدة مدينة ليدن تحدث باسهاب عن التعايش الموجود في هولندا واستطرد قائلا بأنه يجب أن لا تؤثر الأحداث التي تقع هنا وهناك عن التسامح العريق التي تتميز به هولندا والموجود بين مختلف شرائح المجتمع . ثم ذكر بان مسألة السب أو التهجم على الدين المسيحي أو وضع رسوم كاريكاتورية عن سيدنا عيسى عليه السلام ممكنة ولا يعاقب عليها القانون. لكنه استدرك قائلا بأنه من الناحية الواقعية يجب أن لانجرح مشاعر الناس ونتعدى على معتقداتهم . كما أضاف بأن المسألة عند المسلمين أكثر حساسية خصوصا لما يمس رسولهم وأنبياءهم .
السفير الفرنسي كانت كلمته مختصرة لكن حملت أكثر من معنى  حيث ذكر بالعلاقة المتميزة التي تربط بين بلاده والمملكة المغربية كما أثنى عن المبادرة التي قامت بها بعض الجمعيات المغربية  لزيارة السفارة الفرنسية تعبيرا عن رفض العنف والتضامن مع أسر لضحايا ولكن أيضا التباحث مع السيد السفيرعن الاساءات والتهديدات الى حد القتل التي تتعرض لها الجالية المسلمة عامة والمغربية خاصة بفرنسا من طرف بعض  المتعصبين والحاقدين . مما جعل السيد السفير يتطرق الى الاحترام المتبادل دون الدخول في اشياء أخرى وهذا في حد ذاته يعد مكسبا كبيرا لجاليتنا حسب رأي بعض الدبلوماسيين.
السيد بلوقي سفير المملكة المغربية الذي يتحدث اللغة الانجليزية بطلاقة الى جانب عدة لغات،  تحدث عن النموذج المغربي في مسألة تدبير الشأن الديني تحت اماره المؤمنين في شخص الملك محمد السادس حيث يعتمد المذهب المالكي الذي يدعو الى الوسطية والاحترام المتبادل ونبذ العنف كما تابع بأنه يجب التخلي عن الأحكام المسبقة وترك المفاهيم المغلوطة .
كلمة السيد بنحمزة كانت محط اهتمام كبير من طرف الاعلاميين والدبلوماسيين كونه عالما من المغرب . لكن كعادته ، كانت  مداخلتة مركزة وذات قيمة عالية بشهادة الجميع . فاضافة الى اعطاء أمثلة من القرآن الكريم حول التسامح والعدل وقيمة النفس البشرية دون تمييز، فاجأ الدكتور بنحمزة الحاضرين وخصوصا الهولنديين بالاشادة ببعض المستشرقين الهولنديين كآدم سميت وغبره ممن عرفوا بالاسلام تعريفا دقبقا من خلال كتبهم كما اضاف بأن هناك من الآوروبيين الأوفياء الذين خدموا وناصروا الاسلام أكثر مما فعله المسلمين . ثم انتقل الى نقطة أخرى حيث رد على عمدة ليدن والسفير الفرنسي حول مسألة حرية التعبير قائلا : السادة الأفاضل لقد تطرقتم في مداخلاتكم الى مسألة حرية التعبير وأنا أشاطركم الرأي . لكن، تحت مفهوم حرية التعبير لابد أن تكون بعض السطور  واعطى مثالا على ذلك بالقول: تصوروا لو جاء شخص ما وقال أنا مع العنف والارهاب ، فهل سنقبل منه هذا الكلام رغم أنه يدخل في اطار حرية التعبير يضيف الدكتور؟ بطبيعة الحال لايمكن القبول بذلك  والقانون يعاقب أيضا على ذلك . اذا ، يجب ان لاتبقى مسألة حرية التعبير مطلقة لاستغلالها في سب معتقدات الآخرين.ومس كرامتهم . ونشير هنا اننا كمنظمين تلقينا بردود ايجابية جدا من بعض الهولنديين عن مداخلة السيد بنحمزة كمرجع ديني وذلك عن تحليله العميق وطريقة اقناعه للآخر وتبسيطه للكثيرمن الأمور وعن المقاربة الحضارية التي قدمها في هذا الموضوع .
مداخلة السيد بودينار كانت ايجابية كذلك حيث قدم فيها الكثير من الحلول لقضية التعايش وأعطى أمثلة لما يجري في بعض البلدان ومن بينها استراليا. بعد هذه المداخلات ، استمرت الندوة بحلقتين للنقاش لمدة 40 دقيقة ركز فيها الحميع على ضرورة الاستمرار في الحوار و اشاعة ثقافة الاحترام المتبادل ونبذ العنف وتجنب الأحكام المسبقة . وكانت هاته الآشياء مجتمعة بمثابة توصيات للندوة حيث أصر الجميع ان تكون هناك متابعات ونقاشات مشتركة في المستقبل .
نشير في الأخير وعلى هامش هذه الندوة ، نظم مركز الامام مالك بليدن لقاء مع الأئمة بهولندا.تبعه لقاء آخر مع العامة أطره السيد بنحمزة والدكتور بودينار واختتمت أيام الندوة بزيارة الى البرلمان الهولندي تكريما للضيوف .
 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *