Home»Correspondants»رأي في قرار زيادة ساعة إلى التوقيت الرسمي

رأي في قرار زيادة ساعة إلى التوقيت الرسمي

0
Shares
PinterestGoogle+

تعودت و اعتادت الحكومة في شخص وزير الشؤون الإدارية و الوظيفة العمومية على إضافة ساعة إلى التوقيت الرسمي ببلادنا الذي يوافق التوقيت العالمي و الدولي(توقيت جرينتش).وتوقيت (جرينتش) هو التوقيت الدولي و العالمي الحقيقي،و الذي تأخذ به الدول التي توجد على هذا الخط الطولي،ومنها المغرب.فكنا دائما نسمع الأحداث و الظواهر التي تقع يؤخذ توقيتها حسب التوقيت المحلي لأي بلد الموافق لتوقيت جرينتش (جرينتش).

وإعلان زيادة ساعة إلى التوقيت الرسمي هو إعلان مغربي رسمي بالدخول في التوقيت الصيفي،رغم أننا لازلنا  في أوائل فصل الربيع (21مارس هو بداية العد لفصل الربيع من كل سنة) و المغرب في شخص الحكومات السابقة و الحالية و المستقبلية (ربما) سنت عادة هي ، أن تضيف في هذا التوقيت ساعة إلى التوقيت الرسمي بمبررات اقتصادية بحتة و ارتباط ذلك بالأسواق العالمية و الأوروبية المشتركة بالأخص.رغم أننا كمدرسين و معنا التلاميذ و الطلبة غير مقتنعين بهذا التصرف غير المدروس العواقب، لأنه يغفل الجانب التربوي و الاجتماعي و البيولوجي للإنسان الطفل و المراهق بصفة عامة، و المجتمع بصفة خاصة.

نحن المدرسون و معنا التلاميذ و الطلبة لا تربطنا بالاقتصاد العالمي و الأسواق العالمية أو الأوروبية أية صلة  ولا قرابة لا من قريب و لا من بعيد.فعالمنا عالم المعرفة و العلم و التفكير و التربية و التنمية الذهنية و القراءة و الاطلاع. أما عالم الربح و الثراء المادي و المالي فذلك شأن التجار و المقاولين و الوسطاء التجاريين و أرباب البنوك التجارية، الذين تربطهم روابط التجارة و الصفقات و فرص الربح مع العالم الخارجي…

إن التوقيت الحقيقي بالنسبة لنا هو :متى يكون المدرس و التلميذ على استعداد للعمل المدرسي؟أي المناسب للتعليم و التعلم؟و متى  يكون(المدرس و التلميذ) على استعداد ذهني كامل ليعمل و يفكر و يحسب و يقرأ و يحلل و و يكتب الخ من العمليات التعليمية و الفكرية، و التي تتطلب حضورا كليا و كاملا للذهن.حتى أصبحنا نفرق الآن بين زمن التدريس و بين زمن التعلم، الذي قد يتوافقان في زمن و قد يتعارضان في زمن آخر(فليس كل الأوقات يكون التلميذ مستعدا للتعلم،ولا المدرس مستعدا للتعليم،وهذا ما يعرفه أهل مكة معرفة يقينية لا لبس فيها). كما نعلم و من خلال الدراسات النفسية أن التلميذ، طفلا أو مراهقا محتاج إلى أخذ حصته من النوم كاملة(من 9الى10ساعات تنقص كلما زادت أعمارنا نحو الشيخوخة).و كل نقص متراكم سيؤثر على كفاءات التلميذ العلمية و التعلمية.

إن قرار زيادة ساعة ،قالها و قررها  القائمون على الشأن الإداري ،ولهم الحق في ذلك،إذا تعلق الأمر بالإدارة و بالأسواق الخارجية.و لكن هل هذا هو رأي أهل السيكولوجيا المدرسية و علماء النفس اللغوي و التعلم و النمو و الحياة المدرسية و سيكولوجيا الجماعات الصغيرة؟هل يقبلون بهذ ا الإجراء ؟هل هو في مصلحة التلميذ تربويا؟

كل الآباء يعلنون أنهم  يجدون مشاكل كبيرة في إيقاظ أطفالهم الصغار و المراهقين في الصباح الباكر قبل الموعد المدرسي المحدد.و كل الأطفال تقريبا يذهبون إلى المدرسة ببطون فارغة و بدون وجبة الصباح ،و بدون  نظافة أيديهم و وجوههم في بعض الأحيان. كلنا يعرف هذا.وبعضهم لا يرتب حتى أدواته من الدفاتر و الكتب لليوم الموالي. و الكثير منهم يأتي إلى المدرسة متأخرا…و الإدارة المدرسية تعرف هذا جيدا…

فهل استشارت الحكومة في أشخاص وزرائها في الإعلام و الشؤون الإدارية و الوظيفة العمومية و التعليم ،أهل الطب النفسي و المختصين في السيكولوجيا المدرسية و الدارسين لإيقاعات التعلم؟ كما تعمل  الدول المتقدمة و المتحضرة و التي تهتم بتربية النشء و تعليمه و تكوين نخبه و متفوقيه،وتبذل في سبيل ذلك الأموال و بسخاء،وتعتبر ذلك استثمارا في الثروة البشرية، فهي من تصنع التطور و التقدم.

وعندما تقدم على إجراء من هذا النوع فهي لا تطبقه إلا بعد فتح نقاش  طويل وعريض ،يسهم فيه العلماء  و الأطباء في الاختصاصات التي لها ارتباط بالإنسان و المختصون في الميدان التعليمي و التربوي و البيداغوجي،ومعرفة نقاط القوة و الضعف فيه و الربح و الخسارة. لأنه يعتبر في نظرهم من المشاريع المقاولاتية التي لن تكون فاشلة… و الدليل القاطع على ذلك الكتب الوافرة التي يؤلفها الباحثون، و الأشرطة الوثائقية التي تبثها القنوات التلفزية في بقاع العالم كله.ودائما مصلحة التلميذ و المدرس الجاد و الجدي، أولا و أخيرا…أي إنها قضية مجتمع ووطن …

نعلم أن هذا قرار وزارة الشؤون الإدارية،و يمس كل المواطنين صغارا و كبارا ،فهل تمت استشارتهم،و هل أقنعتنا :ما هو الأساس النفسي  و التربوي والعلمي الذي بني عليه هذا القرار ؟

نعلم كآباء  قريبين من أبنائهم، أن التلميذ النجيب المواظب و الجدي في عمله(واعتذر إن لم استعمل تاء التأنيث،و يعلم الجميع أن الحديث  يخص التلميذ و التلميذة على السواء،و ليس هناك أي تميز أو تمييز بينهما) لا ينام إلا بعد أخذ حصص من الدعم الليلية( في المواد الأساسية)،وبعدها ينصرف إلى انجاز التمارين المنزلية و التحضيرات القبلية التي تتطلب الرجوع إلى المصادر و المراجع و إلى الانترنت في بعض الأحيان، عندما يتعذر إيجاد الكتاب المرجعي المناسب.كما يصرف التلميذ الجدي جزءا من وقته للتحضير للواجبات المدرسية و الاختبارات و الامتحانات النهائية و يضحي في سبيل ذلك تأجيل هواياته إلى  وقت مناسب.و كل هذا يتطلب منهم سهر الليالي:

( وما نيل المطالب بالتمني    و لكن تؤخذ الدنيا غلابا)

 هكذا قال الشاعر،وهكذا يؤمن التلميذ(ة) المجد، في عالم اليوم،و يؤمن به الآباء الذين أخذوا على عاتقهم  التواصل مع أبنائهم عن قرب،و على عاتقهم يشتركون في صنع النجاح لأبنائهم.

زيادة على ذلك ،فان المدرسة التي كانت تفتح أبوابها على الساعة 8 حسب توقيت جرينتش ،ستفتح أبوابها الآن على الساعة 7 حسب نفس التوقيت.فهل فكرت الحكومة في التلاميذ الذين يأخذون حافلة ذات خط واحد أو خطين؟،و الذي يتطلب  حضورهم في التوقيت المناسب إلى المدرسة، صرف وقت كبير يقضونه مابين خروجهم من المنزل إلى وصولهم إلى المدرسة و الذي يفوق في بعض الأحيان ساعة كاملة أو أكثر؟

 هذا النوع من التلاميذ البعيدين عن مكان دراستهم، عليهم أن يستيقظوا  على الساعة الخامسة حسب التوقيت الدولي؟و في القرى النائية و التي تتطلب من التلميذ المشي على الأقدام، عبر الأراضي الزراعية كيلومترات عدة تتطلب منه  جهدا ووقتا ،للوصول إلى المدرسة ،فهل يصل إليها في الوقت المحدد؟ وعلى حساب ماذا؟؟و متى يرجع إلى منزله سالما من آفات الطريق؟ و هل يستطيع بعد هذا الجهد أن يهيئ التحاضر للغد؟؟؟

كان من الممكن أن يكون التوقيت المقرر هذا، خاصا بالأنشطة الاقتصادية و بوزارة الخارجية أو كل الوزارات التي لها ارتباط بالاستيراد و التصدير و البيع و الشراء و التسوق. و أن يستثنى التعليم(لان أطفالنا هم المعنيون) . الم يعد بإمكاننا الانتظار حتى حلول الصيف الفعلي،أو على الأقل منتصف شهر ماي الذي تبزغ شمسه باكرا وغروب الشمس يكون متأخرا، و نطبق  القرار على المدرسة بإضافة ساعة على التوقيت الرسمي؟سيكون حينئذ النهار أطول و أشمس.

نحن نذكر فهل من مستوعب؟( » فذكر إنما أنت مذكر(21) لست عليهم بمصيطر(22) ». صدق الله العظيم من سورة الغاشية)…أم هل يضاف هذا الخطأ إلى خطا التوقيت الإداري المستمر الذي جعل الإدارة تعمل بنصف قدرتها؟ وجعل الموظف لا يرتب وقت غذائه  و لا راحته و لا نومه ؟و جعله يهمل تتبع ومعرفة أبنائه  هل يذهبون إلى المدرسة أم لا؟  من يرافقون؟ هل يدخلون إلى البيت أم لا؟أين و ماذا يأكلون؟ وأسئلة مقلقة أخرى،الله وحده عالم بحالهم…

 و التوقيت الإداري المستمر جعل مصالح المواطنين تتعثر بفعل هذا الإجراء غير المدروس العواقب و الارتجالي… و نواقص أخرى الموظفون في الدارة العمومية وحدهم من يعرفها…

 وننبه إلى:ألا نصنع بهذا التصرف(أي التوقيت المستمر في الإدارة) تلاميذ منحرفين،خاصة، عندما يغيب الآباء عن أبنائهم طول النهار  إلى الليل؟؟؟

وكل عام و الحكومات المتعاقبة على إدارة الشأن العام تجعلنا في حيرة و قلق…؟؟؟

 انجاز : صايم نورالدين

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. abdou
    27/03/2015 at 22:54

    اذا كانت ضرورات العلاقة مع العالم الخارجي تحتم تغيير التوقيت فانه يمكن تغيير مواقيت الدراسة وبدل الدخول على 8 صباحا يمكن الدخول على 9 وهكذا لن يتغير شيئ بالنسبة للتعليم وفي نفس الوقت تستجيب الادارات المعنية لحلجيات التوقيت الجديد.هناك مسالة أخرى مرتبطة بهاته ويتعلق الأمر باعادة التوقيت الى أصله في شهر رمضان وهذا يحدث ارتباكا ملموسا لدى عموم الناس فلماذا لا يتم تغيير اوقات الدخول والخروج فقط وترك التوقيت الصيفي على حاله لمدة 6 اشهر كاملة

  2. ام مروى
    28/03/2015 at 12:17

    ان الامور ادا الت الى غير اهلها فاتنظر الساعة .لو ان اي عمل نقوم به وباستشارات لما وقعنا في مازق .ولكن الامر.الامر.يتم اسقاطه علينا …لاننا نتحمل ولا نواجه. ليت كل قلم يحدث بما تحدث لسمع القلم واضيات انوار وسكرت ابوب العشوائيةوافواه الغوغاء

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *