Home»Islam»الصدق

الصدق

1
Shares
PinterestGoogle+

الـــــصـــــــــدق

يقول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكون صديقا ، وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا ) رواه البخاري ومسلم
وجاء في لسان العرب للعلامة ابن منظور أن الصدق هو نقيض الكذب وهو قول الحق والمطابق للواقع والحقيقة ، والصدق هو المخبر بما يطابق اعتقاده ، والصديق هو المبالغ في الصدق .

والصدق له مكانة عظيمة في الإسلام ففيه يتميز أهل النفاق من أهل الإيمان وأهل الجنة من أهل النيران وهو ركن من أركان الإيمان وأساس قبول الطاعات عند الله عز وجل وعليه يترتب الأجر والثواب يوم القيامة لقوله تعالى : ( ليجزي الله الصادقين بصدقهم ) سورة الأحزاب آية 24 وقوله أيضا : ( هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ) سورة المائدة الآية 119 وهو أيضا صفة الأنبياء قال تعالى : ( واذكر في الكتاب إبراهيم أنه كان صديقا نبيا ) وقال أيضا : ( واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا ) وقال أيضا : ( واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا ) فإذا كان الرسل الذين قبل محمد عليه الصلاة والسلام يتصفون بهذه الصفة الحميدة فما بال رسولنا عليه الصلاة والسلام الذي كان خاتمهم وأفضلهم وقد أطلق عليه الصحابة إسم الصادق الأمين .

واستمر هذا المبدأ الراسخ معه منذ طفولته حتى توفي صلى الله عليه وسلم ، لم يكذب كذبة واحدة ، بل كان الكذب أيغض خلق إليه ، قالت عائشة رضي الله عنها : ما كان من خلق أبغض إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب ، ولقد كان الرجل يكذب عنده الكذبة فما يزال في نفسه حتى يعلم أنه قد أحدث فيها توبة ) أخرجه الإمام أحمد وابن حبان
وفي مسند الإمام أحمد عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أتمن خان )
والكذب ينقص الإيمان ، قال الله عز وجل ( إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله) سورة النحل الآية 105 بل إن الكاذب معرض للعن قال تعالى : ( ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين ) سورة آل عمران الآية 61 .
لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يذمه مهما كان يسيرا ، وينفر من الكذب حتى على الصغار لأجل أن ينشؤوا على الصدق ويألفوه ويتباعدوا عن الكذب وينفروا منه ، عن عبد الله بن عامر أنه قال : دعتني أمي يوما ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا ، فقالت : ها تعال أعطيك ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أردت أن تعطيه ؟ قالت : أعطيه تمرا ، فقال لها عليه الصلاة والسلام أما أنك لو لم تعطه شيئا كتبت عليك كذبة ) رواه أبو داود بإسناد حسن ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي عليه السلام قال : من قال لصبي تعال هاك ثم لم يعطيه فهي كذبة ) رواه الإمام أحمد لذلك كان للصدق منزلة عظيمة ليس في دين الإسلام فقط بل في جميع الأديان ، لا لأنه خلق من الأخلاق الحميدة فحسب بل لأنه أصل الإيمان المقبول عند الله عز وجل .

وللصدق صفات ثلاث ، صدق مع الله وصدق مع الناس وصدق مع النفس ، فالصدق مع الله تكون بإخلاص الأعمال كلها لله ، فلا يكون فيها رياء ولا سمعة ، فمن عمل عملا لم يخلص فيه النية لله لم يتقبل الله منه عمله ، والمسلم الحقيقي يخلص في جميع الطاعات بإعطائها حقها وأدائها على الوجه المطلوب منه أما الصدق مع الناس فيكون بعدم الكذب في حديثه مع الآخرين ، وقد روي أن النبي عليه أزكى الصلاة والسلام قال : ( كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثا ، وهو لك مصدق ، وأنت له كاذب ) رواه أحمد
والصدق مع النفس تكون بعدم خداعها ومن ثم يعترف المسلم الصادق بعيوبه وأخطائه ويصححها فهو يعلم أن الصدق طريق النجاة ، قال عليه السلام : ( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ، فإن الكذب ريبة والصدق طمأنينة ) رواه الترمذي .
فالمسلم الحقيقي يجب أن يسير على نهج الرسول عليه الصلاة والسلام في خلقه وفي صدقه ، وأن يجعل هذه الصفة ميزة حسنة يتميز بها

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. بلخير سرحاني
    25/01/2011 at 23:41

    ما أحوج الامة إلى فضيلة الصدق

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *