Home»Correspondants»دع اللقالق ترحل

دع اللقالق ترحل

0
Shares
PinterestGoogle+

دع اللـــقــــالق تـــرحل

بقلم : ذ.عبد الفتاح عزاوي


لـم يثنيهم عن هجرتهم إلى باريس ، هول المجازر التي تركوها خلفهم في سوريا والعراق واليمن وليبيا  ، لم تؤثر فيهم الأشلاء المتطايرة في أفغانستان والصومال والعديد من البؤر الساخنة ، ولم  تعد فلسطين الجريحة تمثل بالنسبة لهم سوى معركة خاسرة بكل المقاييس أمام كيان صهيوني غاصب . إنه موسم هجرة اللقالق العربية نحو باريس لحضور مسيرة  التنديد بمجزرة ´´شارلي إيبدو´´ التي لازال يكتـنفها غموض كثيف كثافة ثلوج دمشق   .

       فالمتتبع للأحداث والوقائع اليومية  يتعجب لحال اللقالق العربية التي بلعت لسانها أمام مئات الأحداث الدامية التي حدثت ولازالت تحدث في كل من  سوريا، العراق، اليمن ،ليبيا ،فلسطين واللائحة تطول، ولم تكلف نفسها يوما عناء الالتقاء في عاصمة من عواصمنا العربية والإسلامية، لحشد الدعم الدولي من أجل حقن الدم  العربي المسفوك ، أو حتى السفر إلى هذه البؤر الملتهبة والجهر بكل العمليات الإرهابية التي أتت على الأخضر واليابس .  

      إنهم يعلمون جيدا أنه لايوجد في القرن الحالي ماهو أرخص من ربيع   الدماء العربية الذي لم يضع أوزاره لحد الساعة ، كما يعلمون أيضا حجم الإرهاب الذي يمارسه الصهاينة في حق فلسطين . ورغم ذلك  قرروا الذهاب إلى باريس للالتقاء بالإرهابي الأول بنيامين نتنياهـو، وتبادل القبل والابتسامات على هامش هذه المسيرة الماراتونية التي ستجوب شوارع مدينة الأنوار . فهل أصبحت باريس أهم من دمشق وبغــداد والقدس ، أم أن القوي يبقى قويا في نظرهم حتى وإن كان مارقا ؟ .

      على كل حال، يجب على العالم أن يستوعب جيدا أن إحلال السلم بالشرق الأوسط وإفريقيا ضامن أساسي  للتعايش بين الشعوب والأمم ، وأن اللقالق لايربطها بشعوبها إلا الخير والإحسان ،فالإرهاب لادين له،والدم المراق واحد ،بغض النظر عن الأجناس الأعــراق .

fattahazz@yahoo.fr

    

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *