Home»International»عندما نخجل من عروبتنا

عندما نخجل من عروبتنا

0
Shares
PinterestGoogle+

بقلم:- راسم عبيدات

في مشاهد متناقضة أحياناً تود لو ان الأرض تبتلعك وتعلن البراءة من عروبتك عندما تشاهد مدى الذل والخنوع والإنهيار الذي لحق بهذه الأمة على يد حكام وقيادات عربية لا ينطبق عليهم سوى قول الشاعر العربي العراقي الكبير مظفر النواب »هم بغايا بأفواههم »….نعم يا مظفر بغايا وأكثر من ذلك،فعندما تسمع تصريحاتهم ومقابلاتهم تجزم بأن هؤلاء لا ينتمون ولا يمتون لهذه الأمة بصلة من قريب او بعيد،فهم وسمة عار في جبين هذه الأمة التي أصبحت خارج حسابات التاريخ البشري العاقل،لا تمتلك التقرير بشأن قضاياها،وغير مؤثرة او فاعلة في اي من القضايا الإقليمية والدولية،فرغم كل المجازر الوحشية التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق غزة وأطفالها والتي وصلت حد الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وجرائم الحرب،ترى وزير خارجية النظام المصري يتحدث وكأنه وزير خارجية فرنسا او بريطانيا بدعوة اسرائيل الى عدم استخدام القوة المفرطة في عدوانها على غزة،في تشريع واضح لها في جرائمها ومجازرها،وكذلك وزير الاستخبارات السعودي السابق تركي الفيصل,,,,,,,,وبندر بن سلطان يحملان ما جرى ويجري في غزة لحماس والمقاومة، وغيرهم من القيادات والزعامات العربية المنهارة التي تعودت على الذل والخنوع والعيش على التبعية والإستقواء بالأجنبي لحمايتها والدفاع عن عروشها ومصالحها…. فهذه النوعية من تلك القيادات والزعامات ليست هي من تتحمل المسؤولية فقط،بل الشعوب العربية واحزابها وقواها السياسية ومؤسسات مجتمعها المدني،التي تسكت على مثل هذه القيادات والزعامات،فلو كانت شعوب واحزاب حية لما سكتت وصمتت صمت القبور تجاه ما يجري ويرتكب في غزة من جرائم حرب وتطهير عرقي على يد الإحتلال الصهيوني،اليس من العار أن تقدم دول امريكا الجنوبية على سحب سفرائها من دولة الإحتلال وتوجه لها الإتهام بإرتكاب جرائم حرب،وسفارات وممثليات الإحتلال في عواصمنا تحرسها جيوش الأنظمة،جيوش مجللة بالعار وتيجان ونياشين واوسمة الخسة والنذالة…فحرية الشعوب لا تجلبها لا بيانات شجب واستنكار ولا صور واعلام ولا خطب نارية ولا سجع ولا طباق،…الحرية تعمد بالدم والتضحيات والسجون،تعلموا الرجولة وكرامة الرجال وعزتهم من اطفال غزة،وليس من مقاوميها فأنتم قاماتكم جنود وضباط وقادة وزعامات،لم تطاول قامات اطفال غزة وليس مقاوميها….أنتم قيادات وزعامات تستدخل الهزائم وتنظر لها على أنها إنتصارات،أنتم قيادات لا تعرفون معنى العزة والكرامة…قيادات ليست مستنمرة،بل مستنعجة.
تلك هي الصورة الأولى والوجه الأول للعملة،والتي تشعرك بالغثيان والرغبة في التقيؤ والبراءة من العرب والعروبة،وحتى الكفر بها وفي المقابل وعلى الوجه الاخر من العملة صورة تشعرك بالعزة وتفخر بعروبتك عندما تجد بلد بحجم قطاع غزة محاصر من العرب العاربة والمستعربة قبل غيرها من الدول الإستعمارية الأخرى،فيه رجال مقاومين يصنعون فخراً وفجرا لأمة أذلتها تلك القيادات المهترئة والمخصية،نعم رجال يثبتون للقاسي والداني بأن الإرادة تصنع المعجزات،وبأن دولة الإحتلال هذه كما قال عنها سماحة الشيخ حسن نصر الله « أوهن من بيت العنكبوت » لمن يمتلك الإرادة،لمن يريد ان يمحو ذله وعاره،لمن يبني إستراتيجية على أساس الصمود والإنتصار.

دولة مدججة بكل انواع السلاح والتكنولوجيا يهزمها بضعة الآلآف من المقاتلين رغم الفارق الكبير في التسليح وموازين القوى في كل المجالات،وقد ثبت في الميدان أنهم متفوقين على العدو بالإرادة وبالإنتماء وحب الوطن وقوة الحق واخلاقياً كذلك تفوقوا عليه،حيث إستهدفوا جنوده،ولم يستهدفوا اطفالاً ونساءاً ومدنيين عزل، وتفوقوا عليه أيضاً بأنهم طلاب نصر او شهادة….تفوقوا عليه بأنهم أصحاب حق …إنهم يقولون لنا إفخروا فنحن نقول لكم كما قال الشاعر العراقي الكبير مظفر النواب »إننا امة لو جهنم صبت على رأسها واقفة » وهذه القيادات والزعامات الماجورة والمخصية،والتي ادمنت الذل لا تمثلنا ولا تمت لعروبتنا بصلة،تلك هي جرذان صعدت وداست على رقاب شعوبها في غفلة من الزمن…آن الاوان لكنسها والتخلص منها….ونحن من يقرر مصير شعبنا،من يناضل ويضحي ويدفع الثمن ويستمر في المقاومة وصيانة اهدافنا وحقوق شعبنا الفلسطيني،فهو صاحب الشرعية،ولا شرعية خارج إطار المقاومة،من ادمن المفاوضات من اجل المفاوضات والف لها الكتب،فليسر خلف مفاوضاته العبثية،فهذا خيار سقط وسقط معه كل حملة هذا الخيار والنهج والثقافة،العدو عنجهي ومتغطرس ولا يقدم تنازلات جدية وحقيقية مجانية،وهو مرتاح لهذا النهج الذي يخدم مشروعه في التهويد والأسرلة،وفي إستمرار قضم الأرض وطرد البشر.
غزة يا عرب المحاصرة تهزم وتمرغ في الوحل هيبة « الجيش الذي لا يقهر » وأنتم تدعمون وتقفون الى جانب دولة الإحتلال من أجل أن تذبح المقاومة وتهزمها،حتى لا تظهروا عراة على حقيقتكم،فنحن خبرناكم جيداً عندما شنت اسرائيل حربها العدوانية على حزب الله والمقاومة اللبنانية في تموز/2006،وقفتم وساندتم اسرائيل سراً وعلانية،ووصفتم حزب الله بالمغامر،وأنتظرتم أن تجهز اسرائيل على حزب الله،وكظمتم غيظكم عندما لم تستطع ذلك،وحتى لا تعمم تجربة حزب الله ويشتد ويقوى حلف ومحور المقاومة والممانعة في الوطن العربي،لجأتم الى شن حملة ظالمة ومشبوهة ضد حزب الله،وصلت حد التخوين والتكفير والشيطنة،وحتى إثارة الفتن المذهبية وإرسال الإنتحاريين والسيارات المفخخة للضاحية الجنوبية.
الآن بعد الحرب الصهيونية الهمجية على شعبنا وأهلنا في قطاع غزة،أصبح الفرز واضح بين من هو عربي أصيل ومنتمي،ومن هو عربي فقط بالأسم وثيقة السفر او قيد النفوس،هذه الملايين كغثاء السيل تذهب ولا يمكث في الأرض ولا يبقى فيها غير الحجارة والمقاومين.
رغم إنهياركم وتخاذلكم وتآمركم،فإن هذه الأمة لا بد لها أن تأخذ درساً في التخريب،لا بد لهذه الأمة أن تصحو وتقلب عروشكم المثبتة بالدبابيس،فزلزال غزة ونصرها،هو ربيع عربي حقيقي سيزهر ويثمر في اكثر من بلد عربي.

القدس المحتلة – فلسطين

1/8/2014

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *