لماذا تجرد العرب من الاعتزاز بقوميتهم,هل هو راجع الى ضعفهم امام القوى العالمية الاخرى,ام هي سياسة المثل الشعبي:بعد غير على راسي.

فحين كان الاعتزاز بالقومية والدفاع عن الكرامة كانت الجحافل تقطع الاف الاميال لنصرة الكرامة,وقد ضرب التاريخ لنا اروع مثل في الفخر بالعروبة والذود عن مقوماتها.كان ذلك المثل الراسخ حين لبى المعتصم نداء امة عربية استنجدت به في بلاد الروم بعد تعرضها للاهانة والاحتقار,فبمجرد ما وصله خبر الاستنجاد امر جحافله بالتحرك نحو مكان المظلمة,شعاره لبيك يا امة العرب.فقد حاصر المدينة التي ظلمت فيها الامة العربية من طرف احد العجم الذي اراد النيل من عفتها .الى ان فتحت ابوابها لجحافل المسلمين العرب,طالبة العذر ومستنكرة ظلم العجمي للعربية التي نادت من تقلد امور الامة انذاك بالكلمة المشحورة:وامعتصماه.

وحين تقابلت المراة المظلومة مع غريمها قيل لها هيت لك فهذا يوم القصاص,لكن الامة ضربت اروع مثل في العفو,وهي تعلم ان العفو عند المقدرة من شيم العرب.فهل نجد هذا العفو عند بني صهيون قتلة الانبياء,الذين تجبروا على المستضعفين العزل من شعب فلسطين,وهم يجربون  في الاطفال والمسنين اسلحتهم الفتاكة,امام انظار العالم قاطبة والعرب على وجه الخصوص.واعتقد جازما انه لو تحرك العرب لما نجرأ الصهاينة على هذا التقتيل المهول,لان التاريخ علمنا انهم شعب خواف لا يستبسلون الا على المستضعفين,كما انهم شعب يكنون الحقد للمسلمين والعرب منذ الازل,وكراهيتهم للعرب ترسخت في نفوسهم منذ كراهيتهم للنبي المصطفى عليه السلام,ومجابهته علبه السلام بالنفاق والخديعة بلغت ذروتها في غزوة الاحزاب حين خانوا العهد وارادوا نصرة القبائل حين علموا ان الرسول والمسلمين في محنة.لكن الله خيب امالهم ونصر المسلمين بعد محنتهم,فكان القصاص منهم عنيفا عنف خداعهم.

ثم يتساءل المرء كيف اصبح دم العربي رخيصا الى هذا الحد,الاف القتلى والجرحى  لا يواجه الا بالاستنكار,بينما اسير واحد من الجيش الصهيوني تقوم لاجله الدنيا وتقعد,ويسعى بنو صهيون لسلامته بكل ما يطيقون,ولو ادى ذلك الى المقايضة به بالاف الفلسطينيين المتواجدين في غياهب السجون.

والطامة الكبرى انهم بعد تخليص كلبهم من الاسر ينقضون العهد ويعودون الى سجن المحررين,فهل هو الشعب يا اولي الاباب الذي تعقد معه المواثيق والمعاهدات؟

لم يسجل التاريخ امة نقضت العهد كهؤلاء؟ وهذا امر على المسلمين ان يحذروا غدرهم,فلو كانت لهم عهود  لحافظوا عليها مع انبياء الله ورسله,ولم  تتجرا امة قبلهم رغم كفرها على قتل الانبياء ومحاجاة الرسل في امور نهى الله عنها في رسالاته,ومنها مطالبة نبي الله موسى عليه السلام برؤية الخالق.

انها امة الفساد والغدر والنفاق,ولا مراد لظلمها وتجبرها الا بالمقاومة العنيفة لاجتثاث المسؤولين عن هذا التجبر.