Home»International»وقفة لغوية عند اسم ولقب طاغية

وقفة لغوية عند اسم ولقب طاغية

0
Shares
PinterestGoogle+

وهكذا يتحول اسم معمر الذي أريد به المدح  عن طريق الطغيان إلى قدح ، ذلك أن المعمر إذا كان شريرا كان طول عمره شرا ووبالا ، ومن ثم كان شؤما

كثيرا ما يثير الطغاة الانتباه إلى أسمائهم وأحوالهم حسب طغيانهم. ولعل الرأي العام العالمي والعربي قد أثار انتباهه ما يرتكبه طاغية ليبيا في حق شعبه من فظائع ، وهو الذي قضى ما يربو عن أربعة عقود لم يحارب عدوا ولم يطلق رصاصة ضده ولم يسجل له التاريخ إلا العبث والخزي ، وأبشع الخزي محاربة الطاغية شعبه عن طريق المرتزقة المأجورين . وعلى هذا الطاغية ينطبق قول القائل  » أسد علي وفي الحروب نعامة  » ذلك أنه سلم الأمريكان خوفا منهم ما كان بحوزته من عتاد وكان نعامة ، إلا أنه استأسد على شعبه الأعزل . ولما كان لا حياء فيه جاز له أن يصنع ما شاء وقد فعل لقلة ماء وجهه . ومن المعلوم أنه لأمر ما يقال  » اسم على مسمى «  ورب طاغية يختار لنفسه اسما يروم من ورائه الفخر فإذا به يتحول إلى هجو بسبب طغيانه ، وهذا حال طاغية ليبيا ، ذلك أنه تسمى معمرا ، والمعمر هو الذي يعيش طويلا ، أو الذي يجعل له أرضا طول عمره. وحقيقة الطاغية أنه عمر في الحكم أكثر من أربعة عقود ، وهو يحلم بأن يجعل أرض ليبيا له طول عمره ، ولعقبه بعده عن طريق التوريث. وهكذا يتحول اسم معمر الذي أريد به المدح عن طريق الطغيان إلى قدح ، ذلك أن المعمر إذا كان شريرا كان طول عمره شرا ووبالا ، ومن ثم كان شؤما . أما لقب الطاغية ـ مع احترامنا لقبيلته البراء منه ـ فقد أريد به القذف أو القذاف ـ بكسر القاف ـ وهو كل ما يرمى به ،ولهذا يسمى المنجنيق قذافا ـ بفتح القاف وتضعيف الذال المعجمة ـ وطغيان الطاغية حول هذا اللقب الذي أريد به المدح إلى قدح أيضا إذ صار شرا قذفت به ليبيا . وقد يخرج اسمه وفق طغيانه التخريج التالي وهو  » القذى في  » والقذى هو الغمص والرمص الذي يصيب العين وهو إذاية . والطاغية بطغيانه إنما هو قذى في ليبيا يؤذيها كالقذى الذي يصيب العين ويؤذيها. وربما صح تخريج آخر يضاف إلى القدح في الطاغية وهو انتسابه إلى القداف ـ بضم القاف وفتح الدال المهملة ـ وهو الجرة من الفخار، ومعلوم أن الطاغية لجهله وبلادته لا يعدو مجرد جرة فارغة، و دأب العرب وصف البليد بالجرة ، ودأب الجرة الكسر، وما أظن الطاغية الجرة إلا مكسورا بعد حين ، وما أظن الطاغية القذى إلا زائلا بعد حين ، وما أظن الذين يمجدون القذى في ليبيا إلا أصحاب قذى في العيون ، ودأب العيون التي فيها القذى سوء النظر ، ولا يغضي على القذى إلا أهل هوان ومن يهن يسهل الهوان عليه .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *