Home»International»انحياز موقع دنيا الوطن الفلسطيني المكشوف

انحياز موقع دنيا الوطن الفلسطيني المكشوف

0
Shares
PinterestGoogle+

كم كانت فرحتي عارمة يوم علمت بوجود موقع فلسطيني على الشبكة العنكبوتية، ولم أتردد لحظة في المشاركة فيه بمقالات وإبداعات شعرية . وكانت الحفاوة من المسؤولين عنه بمشاركاتي كبيرة في البداية . وكانت جل مقالاتي انتصارا للقضية الفلسطينية ، ولقضايا الأمة العربية والإسلامية العادلة . ومع مرور الأيام بدأت أحس بنوع من انحياز هذا الموقع لحركة فتح على حساب حركة حماس. وظننت في البداية أن القضية مجرد وجود أقلام فتحوية أكثر من أقلام حماسية في الموقع . وبمجرد مشاركتي بمقالات تدافع عن بعض مواقف حركة حماس اتخذ المسؤولون في الموقع مني بعض التحفظ ، وظهرت بعض التعليقات المستفزة ، وظننت أن القضية لا تعدو سجالا بين موقفين لهما وجهتا نظر مختلفتان من حيث الشكل ومتفقتان من حيث الجوهر ، ولكن مع مرور الأيام تأكد لي أن الموقع منحاز بامتياز لحركة فتح حيث جربت الكتابة عن محمود عباس فلم تنشر مقالاتي ، والتمست العذر لأصحاب الموقع بخصوص هذا الأمر وتجنبت الكتابة عن عباس حتى لا أحرج الموقع كما حاولت تنكب الكتابة عن المواقف الفتحوية لنفس السبب حتى جاءت قضية إعدام الرئيس صدام حسين المجيد رحمه الله صبيحة عيد الأضحى المباركة نكاية في مشاعر المسلمين من طرف اليمين المسيحي الموالي للصهيونية وعلى يد الرافضة الخونة في العراق ، وبحضور قزم من رموزهم السيئة والتهليل باسمه التافه احتفالا بشنق الشهيد صدام الذي يمثل رمز الصمود العربي ضد الركوع والاستسلام لأمريكا والغرب وإسرائيل.

وبمجرد ظهور مقالاتي ضد الرافضة بدأت التعليقات المسيئة تظهر وبأسماء مستعارة ، وبأقنعة مختلفة لوجه واحد . وحدث أن نشرت مقالا عن حسن نصر الله الذي لم يتردد الموقع في نشر قصيدة لي في الإشادة بمقاومته من قبل ، وكان في المقال عتاب على السكوت عن شنق المحتل الأمريكي للشهيد صدام ، بل والتشفي فيه من طرف جهة تتبنى المقاومة والجهاد في لبنان ،و تزكي عمل الخيانة في العراق . وكان من المفروض أن يطغى انتماء المقاومة والجهاد على الانتماء الطائفي إلا أن طائفية حسن نصر الله طغت على مقاومته ، فاحتفى بشنق الشهيد لمجرد أن انتماءه الطائفي والسياسي لا يوافق انتماء صدام ، وفضل نصر الله التعاطف مع الخونة الرافضة المتعاونين مع المحتل الأمريكي ، في الوقت الذي رفع فيه شعار المقاومة والجهاد ضد إسرائيل ، فسجلت هذا التناقض في المواقف. وبادرني أحد كتاب الموقع بشتائم فرددت عليه بضاعته بكيل موفور ، وهو من المحسوبين على حركة فتح التي اختارت نهج المفاوضات العابثة مع إسرائيل ،عوض نهج المقاومة كما فعلت حركة حماس. وأزبد هذا الكاتب وأرغى لأنني في نظره مسست بأقدس المقدسات عندما انتقدت موقف زعيم حزب الله من شنق الشهيد صدام حسين المجيد. وبدا موقف هذا الكاتب متناقضا فمن جهة يتظاهر بالبكاء والأسى على شنق الشهيد صدام ،ومن جهة ثانية يسبح بحمد حسن نصر الله مع تجاهل حقيقة انتماء نصر الله لنفس الطائفة المسؤولة عن تنفيذ عملية الشنق بأمر من المحتل الأمريكي. وظهر الموقف المنحاز بوضوح ضد مقالاتي في دنيا الوطن حيث حرص المسؤولون عن التعليقات على إثبات التعليقات المسيئة لي شخصيا ، والمجرح لشخصي ولوطني ، واضطررت للرد عليها بالكيل الوافي ، ولكن المسؤولين عن الموقع دخلوا على الخط حتى بلغ الأمر حد نشر ردود على تعليقات لي لم تنشر ، وكانت سرا بيني وبين هؤلاء المسؤولين عن الموقع . ولأول مرة تأكد ت من مشاركة بعض مسؤولي الموقع في الإساءة إلي ضمن التعليقات المسيئة . ولا يعقل أن أرسل تعليقا فيه رد على إساءة ، فلا ينشر ويبقى سرا بيني وبين الموقع ثم يظهر الرد عليه بعد ذلك ، ولا يمكن أن يفهم من هذا الإجراء إلا أحد أمرين بلادة واضحة ـ وأنا استبعدها ـ أو تعمد إشعاري بالانحياز لصرفي عن الكتابة في الموقع ـ وهو ما أعتقده ـ واستمرت مصادرة بعض مقالاتي . وبلغ الأمر حد العبث بإحدى مقالاتي مع الإساءة إلى اسمي بلفظة نابية عندنا في المغرب حيث تعمد المسؤولون نشر هذا المقال مع أنه نشر من قبل وقد توصلوا به من طرف أحد المراهقين والذي حاول الرد على رأيي المخالف لرأيه بالإساءة إلى اسمي تعبيرا عن ضحالة مستواه ومراهقته.

و أرسلت إلى الموقع مقالا عن الانتخابات الإيرانية وما شابها من تزوير، فرفض نشره . وأرسلت مقالا عن هوس مباراة كرة القدم بين مصر والجزائر للتنبيه إلى التخذير الكروي للشعب المصري في ظرف حساس تمر به مصر والأمة العربية والقضية الفلسطينية فلم ينشر. وعبرت عن احتجاجي على ذلك فلم ينشر الاحتجاج أيضا ليتأكد لي أن الموقع لا يرغب في كتاباتي لأنه ليس موقع القضية الفلسطينية و لا موقع قضايا الأمة العادلة بل هو موقع الدعاية للجهات التي تموله ، لهذا هو يمتنع عن نشر كل مقال ينتقد هذه الجهات ، وفي نفس الوقت ينشر النقد اللاذع في جهات أخرى ولا يبالي بالإساءة إليها ، ويرفع شعار النزاهة والموضوعية والحياد ، ولكنه في نهاية المطاف موقع شبهة ، وشبهته تعكسها مواقفه المنحازة لجهات على حساب أخرى. وهذا أمر لا يشرف الإعلام الفلسطيني الذي نربأ به أن يكون مأجورا ، وأصحابه أصحاب قضية مقدسة ، ولهم مسؤولية إعلامية أمام التاريخ.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *