Home»International»العالم في أمس الحاجة إلى نظام جديد قوامه العدالة الحقيقية

العالم في أمس الحاجة إلى نظام جديد قوامه العدالة الحقيقية

0
Shares
PinterestGoogle+

إن ما آل إليه العالم من أزمات خانقة على كل المستويات يستدعي التفكير الجاد في مخرج من خلال نظام عالمي جديد قوامه العدالة الحقيقية . لقد كانت مصيبة العالم الكبرى في نشوء أيديولوجيات منحرفة ومتطرفة تقوم على أساس أفكار واعتقادات واهية من قبيل التعصب للأعراق والأجناس والحضارات والثقافات مما ولد الاتجاه نحو العنصريات والفاشيات التي تتغذى بدماء وأرواح الشعوب. وبالرغم من كون العالم جرب الوبال الذي جرته عليه الفاشيات في القرن الماضي فإنه لم يتعظ واستمر في توفير المناخ لفاشيات أخطر من الفاشيات السابقة لأنها تلجأ إلى أساليب التمويه من خلال الترويج لقيم لا علاقة لها بها في الحقيقة كالديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان ….. لقد كانت فاشيات القرن الماضي واضحة وصريحة ، وكانت لا تشعر بحرج وهي تصرح وبشكل علني عن توجهاتها العنصرية السادية ، ولكن فاشيات هذه الفترة تعتمد طرق التمويه من أجل إخفاء توجهاتها العنصرية ، ولكن ممارساتها فضحت نوازعها وكشفت النقاب عن طبيعتها.
لقد حلت الفاشية الغربية بشطريها الأوربي والأمريكي الشمالي محل الفاشيات البائدة . فمن يستطيع أن ينكر وجه الشبه بين مطامع هتلر النازي ، وجورج بوش الفاشي حسب الوصفة الجديدة للفاشية ؟ لقد حركت الأطماع النازية العنصرية هتلر لغزو ما جاوره من أقطار استعدادا لبسط هيمنته على العالم مما سبب اندلاع الصراعات التي بدأت أوربية ثم صارت عالمية بعد ذلك .

وهو نفس النهج الذي اتبعه جورج بوش عندما غزا العراق وأفغانستان وهدد بغزو أقطار أخرى استعدادا للسيطرة على العالم . والفرق بين هتلر وبوش أن هتلر لم يستعمل النفاق الذي استعمله بوش للتمويه على عنصريته التي لا تختلف عن عنصرية هتلر في شيء. ولما زكمت رائحة العنصرية الغربية بشقيها الأوربي والأمريكي الشمالي الأنوف حاول الغرب تجريب أساليب تمويه جديدة لمخادعة العالم وصرف أنظاره عن عنصرية كريهة . ولقد كشفت الأزمة الاقتصادية الحالية وهي نتيجة مباشرة للتحركات الفاشية الجديدة عن الطرق المسدودة للفكر الفاشي في شكله المموه . وما هذه الوقفات الاحتجاجية العالمية إلا ضد الفاشية الجديدة التي تحاول السيطرة على العالم من خلال عولمة نموذجها بشكل مقلوب حيث يكون مدخل هذه العولمة هو الوجه الاقتصادي الذي تتبعه باقي الوجوه السياسية والعسكرية والاجتماعية والثقافية التي تكرس العنصرية الغربية على حساب باقي الحضارات والثقافات ..
وعوض أن يتجه العالم نحو التفكير في استئصال الفاشيات الجديدة من خلال البحث عن نظام عالمي جديد يقوم على أساس عدالة حقيقية لا على أساس عدالة مسرحية هزلية فإنه مازال يراهن على تمديد عمر الفاشية الغربية الجديدة . إ

ان العالم يجب أن يطلق طلاقا بائنا مفهوم الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن ، ومفهوم الفيتو ، ومفهوم الأحلاف العسكرية ، ومفهوم الأسواق الإقليمية ، ومفهوم العملات القومية ، ومفهوم العنصريات من قبيل السامية الصهيونية ، ومفهوم الكيل بمكيالين بين الشعوب والأمم … إلى غير ذلك من المفاهيم التي أفرزتها الفاشيات الغربية الجديدة .
إن الأزمة الاقتصادية الحالية تثبت بما لا يدع مجالا للشك بأن المفاهيم المذكورة آنفا أصبحت متجاوزة . فلا الأسواق الإقليمية ، ولا العملات الإقليمية استطاعت أن تقف في وجه التسونامي المالي المدمر. فلماذا تتشبث الفاشيات الغربية بنظام بائد ؟ وما يقال عن المفاهيم الاقتصادية المتجاوزة يقال عن المفاهيم السياسية والاجتماعية والثقافية المنهارة بسبب سقوط قناع الفاشيات الغربية .
إن الإنسان في هذا العالم سيكون مرغما لتعطيل عقله من أجل أن يصدق أكاذيب الفاشية الغربية التي توهم العالم بأن الخطر المحدق به يوجد في أفقر بلد في العالم وهو أفغانستان . والحقيقة أن الأيديولوجية التي ظهرت في أفغانستان ولها مثيلات حتى في الغرب تنبهت إلى خطورة الفاشية الغربية عندما قطعت الصلة بمفاهيمها فكان ذلك مصدر تهديد الفاشية الغربية . فالخطورة التي تتحدث عنها الفاشية الغربية في أفغانستان ليست عسكرية كما يروج لذلك وإنما هي أيديولوجية بحثة .
فإذا كان مصير الفاشيات هو الانتحار فإن أساليب الانتحار متباينة ، والفاشية الغربية الجديدة منتحرة لا محالة وبطريقة تناسب ظروفها ونحن في انتظار زوالها . وفي انتظار أن يستعيد العالم رشده بعد نزق مراهقة أودت به إلى مهالك لها بداية والله أعلم بنهايتها لا زالت الآمال عريضة تستشرف خلاص هذا العالم البائس .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *