Home»International»البيت الأبيض يدخل علانية مجال الفتاوى الشرعية

البيت الأبيض يدخل علانية مجال الفتاوى الشرعية

0
Shares
PinterestGoogle+

كان العالم الإسلامي في محيطه العربي يعرف بين الحين والآخر فتاوى شرعية في نوازل معلومة ينبري لها الأزهر بالدرجة الأولى ومعه بعض المرجعيات الدينية في شتى الأقطار العربية ؛ وكان أحيانا يحصل إجماع حول بعض الفتاوى مما يؤكد تواصل الحبل الفقهي مع الماضي العريق الملتزم بالكتاب والسنة ؛ وقلما كان يحصل التباين بين جمهور أهل الحل والعقد المشتغلين بالفتاوى لتقارب الأصول غير المتأثر بالفروع والخصوصيات.

وعلى اثر العدوان الصهيوني على لبنان كان لابد من فتوى شرعية للمسلمين تخص نصرة المقاومة في جنوب لبنان وفى قطاع غزة وجاءت الفتوى القائلة بالنصرة من كل مكان بما في ذلك الأزهر الشريف ورابطة علماء المسلمين العالمية ؛ وهي فتوى منسجمة مع إرادة الأمة الإسلامية وصادرة عن أهل علم ودراية لا يطعن فيهم ولا هم يجرحون ؛ وكان مصدر الخلاف وموطن الشذوذ من أرض الحرم على لسان أحد علماء الوهابية الذي أفتى خلافا لباقي علماء المسلمين بمنع نصرة المقاومة اللبنانية لأنها أخذت في نظره بجريرة المذهب الشيعي المخالف للايديولوجيا الوهابية بسبب خلاف سياسي محض مع إيران . ولقد حاول علماء سعوديون ثني صاحبهم عن فتواه الشاذة بكل المقاييس ولكنه أبى إلا الجهر بها ضاربا عرض الحائط حجج ودلائل جمهور العلماء على اعتبار المقاومة مسلمة تشهد ألا اله إلا الله وتقيم الصلاة وتجب نصرتها بموجب النص الشرعي في الكتاب الكريم (وان استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق والله بما تعملون بصير ) فظاهر أن المفتي السعودي عمد إلى ما يعرف بتخريجات الفقهاء أو حيلهم بتعبير آخر فمر بالبيت الأبيض فحصل على فتواه التي مرت بالقنوات السياسية قبل أن تصل إلى مراكز الفتوى في بلاد الحرم ؛ وغير خاف على أحد أن هذا البلد بينه وبين أمريكا ميثاق بموجبه تتمركز قوات كثيرة العدد والعدة من الأمريكيين ؛ ومن كان له ميثاق مع أمريكا لزمه ميثاق إسرائيل لا محالة لهذا فنصرة المقاومة في لبنان محرمة حسب مفتي السعودية لهذه العلة خصوصا وأن الأمر يتعلق بخلاف مع إيران الشيعية المقابلة للسعودية السلفية الوهابية ؛ وإيران المسلمة لا يربطها بالسعودية ميثاق كميثاقها مع أمريكا وإنما مجرد أخوة في الدين ليس غير لهذا تبطل النصرة بعد الاستنصار. والإشكال أمام مفتي البيت الأبيض أنه نسي أن الاستنصار جاء أيضا من غزة وهي سنية بامتياز ومع ذلك حجبها ميثاق الولايات المتحدة الأمريكية المبرم شرعا. ولقد جاءت عقب الفتوى البيت أبيضية إن صح التعبير خبر صفقات أسلحة بموجب الميثاق الغليظ لمواجهة إيران والله أعلم بما سيفتي المفتي بعد بركة البيت الأبيض في الأيام القليلة القادمة . ولو أن المفتي ذكر شيئا من الخوف والذلة والقلة أو ما شابه ذلك لكان له عذر ولكنه يتنطع ولا يخجل لذلك وقد خالف العلماء والأمة وتناسى أن السلفية نفسها تضرب عنق الخارج عن الإجماع المفارق للجماعة ؛ ولعل المستقبل القريب سيكشف ثمن الفتوى الشاذة الغريبة وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

  1. عبد الله
    01/08/2006 at 10:51

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على رسول الله
    أما بعد، ففي خضم هذه الفتنة السوداء اختلط الحابل بالنابل واختلط الحق مع الباطل فلا يدرى أيهما الحق.
    فكما قال القائل الفتنة يعلمها العالم حين تأتي أما الجاهل فلا يدركها حتى تمضي وقد حصدت في طريقها.
    فلذا كان الأجدر أن نصمت ونسأل الله العافية.ولكن مادمت كتبت المقال أجد نفسي مضطرا للتعليق. فأرجو أن تقبل مني و بصدر رحب. أنت متفق معي بأن من الأعداء ماهو معلوم لاخلاف في عدائه للإسلام.أقصد أمريكا وإسرائيل.
    بحسن ظني فيك أنك سني ولست شيعي. فوالله الذي لاإله إلاهو إن الروافض:شيعة إيران وحزب الله يقولون بأن النواصب أي أهل السنة كفرة دماؤهم ونساؤهم حلال.
    ليس هذا فقط ويقولون القرآن محرف وأن الصحابة كفرة ماعدا ستة. تذكر أخي ماحدث في غزوة أحد، خالف بعض الصحابة أمر الرسول صلى الله عليه وسلم فلم ينتصروا فكيف بهؤلاء الشيعة الذين لم يخالفوا فقط بل وحرفوا.
    ولك أن تستفيد مما يجري في العراق.
    أليس أهل السنة يقتلون ويذبحون؟ أليس السيستاني أفتى بعدم قتال أمريكا؟ أليس الشيعة هم الذين باعوا العراق؟ أما بخصوص إيران ألم يسلموا العديد من طالبان لأمريكا في حرب أفغانستان؟
    فلذا فالفتوى فهي لعالم بهذه الأمور ليست أمريكاالتي أمرته بذلك. على كل حال إن أخطأ فله أجر وإن فله أجر واحد ولا نزكي على الله أحدا. راقب الأيام وسوف ينكشف قناع الشيعة.
    اللهم انصر الإسلام والمسلمين في لبنان وفلسطين وفي كل مكان. والحمد لله والسلام عليكم

  2. يحي بنضيف
    01/08/2006 at 10:52

    لسم الله. وبعد. ان العبرة باجماع الامة و علمائها العاملين الحريصين على حمى الملة و الدين . اما الشاد – وحتى في اللغة- لا يقاس عليه. فالقاعدة – والحمد لله على دلك- ان عموم المسلمين مع اخوتهم في لبنان وفلسطين و العراق … بالقلب و الروح يتالمون لالم اخوتهم وهم مستعدون لبدل الغالي و النفيس من اجل نصرة اخوتهم لا يابهون لمن باعوا ارواحهم لامريكا و ضاعوا. فاللهم انصر اخوتنا في لبنان على الصهاينة المعتدين و ثبتهم و ارحم شهداءنا و اجعلهم في اعلى عليين كما وعدت. اللهم انصر الاسلام و المسلين و قوي شوكتهم. انك على كل شيء قدير و بالاجابة جدير و السلام على اهل السلام./.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *