Home»International»عيد « لوبيركليا » الوثني

عيد « لوبيركليا » الوثني

0
Shares
PinterestGoogle+

لا جدال في أن الحب طاقة بدونها تحترق البشرية، وهو  أهم حافز للإبداع وإنجاز الأعمال سواء كانت أعمالا أخروية من ورائها حب الله وحب رسوله وحبا وطمعا في رضى الله والنظر إلى وجهه الكريم يوم القيامة، وحبا في شربة ماء من يد رسول الله الشريفة، أم أعمالا دنيوية من ورائها حب الوالدين والإخوة والأقارب والناس وعندنا نحن المسلمين من تجليات هذا الحب ما يجعل المرء يتذوق حلاوة الإيمان كأن يحب الإنسان المسلم أخاه المسلم لا يحبه إلا لله. وهذا الحب في هذا الإطار هو الحب الوحيد الذي يدوم ويعبر من الدنيا إلى الآخرة حيث قال الله تعالى ( الأخلاء بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) فكل خل حينها سيخون خليله مما يثبت أن هذا الحب الأرضي الدنيوي عندما يكون زائفا يتحول  إلى لعنة وعداوة يوم القيامة. هذا عن الحب بين الناس عموما، أما الحب بين النساء والرجال فلا ذكر له إلا في إطاره الشرعي الذي يحميه أي في إطار مؤسسة الزواج. وقد اعتبر الحب الذي دار بين  رسول الله صلى الله عليه وسلم و أمنا خديجة أعظم حب عرفه التاريخ على الإطلاق، وتجليات هذا الحب قد ذكرتها كتب السيرة في روعتها ورونقها وجماليتها ما يعجز عن وصفه كائن من كان.

فماذا عن حب فالانتين؟ أو حب ( لوبيركليا)؟ ففلانتين أولا ليس بعالم مسلم ولا فقيه ولا مربي أجيال أومهندس قناطر قدم لأمتنا ما يتطلب تخليد ذكراه. ففلانتين هو قس نصراني يلقب بشهيد الحب ورمز للعشاق وشفيع لهم وراعي مشاعرهم. فما قصته؟ وما علاقته بالحب يا ترى؟ وما سر الرابع عشر من فبراير؟

       فلانتين هو قس عاش في القرن الثالث الميلادي، أعدم سنة 270 ميلادية من طرف الأمبراطور الروماني لأنه عارض قرار ا أمبراطوريا يقضي بإلغاء زواج الشباب على اعتبار أنهم القوة الضاربة في الحروب وهم أكثر صبرا من الشيوخ الذين غالبا ما يرفضون الذهاب إلى الحرب تحت مبرر الزوجة والأولاد. فلجأ فلانتين كمعارض إلى تزويج الشباب سرا في كنيسته. فكانت النتيجة هي إعدامه جزاء خيانته للأمبراطور. وعندما دخل الرومان في النصرانية بنوا كنيسة في  المكان الذي أعدم فيه فلانتين تخليدا لذكراه.

       وبما أن الرومان قبل دخولهم النصرانية كانوا يحتفلون في يوم 14 فبراير بعيد الوثنية ( لوبيركليا) حولوه بعد إعدام فلانتين إلى عيد الحب والتضحية من أجل العشاق.

       فما نريده من شبابنا هو أن يفهموا أن الحب على رأسه حب الله ورسوله وحب الوالدين وحب المسلمين وحب المساكين وحب الخير وحب الصدق والأمانة…هو أسمى حب في الوجود لأنه يرتبط بقيم هي من يجعلنا نشعر بكينونتنا، وهي المحدد الأساسي لطبيعتنا الحضارية العريقة، أما هذا الحب الذي مصدره الوثنية المتخلفة الذي أريد له أن ينتشر في صفوف شبابنا حتى تنتشر العلاقات غير الشرعية ويعم الزنا والفحشاء التي تجعل الإنسان يخسر الدنيا كما يخسر الآخرة.

وكل إنسان يحشر يوم القيامة مع من أحب..فنرجو من شبابنا أن يحسنوا الاختيار مع من يحشروا يوم القيامة.. أيرضون لأنفسهم أن يحشروا مع القس فلانتين وأمثاله، لأن الاحتفال بذكراه حب له، فنحن بكل صدق نريد لهم أن يحشروا مع الحبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام يوم القيامة يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *