Home»Débats»قراءة متأنية في هزيمة المنتخب الوطني ضد نظيره الايراني …الأخطاء الخمسة القاتلة

قراءة متأنية في هزيمة المنتخب الوطني ضد نظيره الايراني …الأخطاء الخمسة القاتلة

0
Shares
PinterestGoogle+

بالعودة إلى مقابلة المنتخب المغربي ونظيره الإيراني التي انهزم فيها منتخبنا الوطني بهدف لصفر في الأنفاس الأخيرة من اللقاء. ومن خلال مشاهدتي المقابلة مرة ثانية ومناقشتي للمعطيات التي أفرزتها مع مجموعة من الأصدقاء التقنيين والإعلاميين، يمكن إجمال أسباب الهزيمة المفاجأة للمنتخب الوطني في أول مباراة له بالمونديال إلى 5 عوامل رئيسية :

1/ الإختيارات البشرية للمقابلة :

التحليل : من خلال التشكيلة المعتمدة في المقابلة الأولى ضد إيران؛ يتضح أن الناخب الوطني هيرفي رونارد غير قناعاته بخصوص اللاعبين الرسميين على مستوى خط الهجوم، وهكذا اعتمد على كل من الكعبي وحريث وهما لاعبان شابان لم يسبق لهما المشاركة في أية مقابلة رسمية مع المنتخب وبالتالي يفتقدان إلى عامل التجربة والإنسجام والتفاهم بينهما من جهة وبين المجموعة ككل. حيث بدا الكعبي تائها وسط دفاع المنتخب الإيراني واعتمد حريث على اللعب الفردي والمراوغة في غياب الحلول الهجومية الجماعية. من جهة أخرى اعتمد رونارد على نورالدين امرابط كظهير أيمن في التنشيط الدفاعي وكجناح أيمن في التنشيط الهجومي في غياب الظهير الرسمي نبيل درار المصاب وهو ما جعله يظهر بقوة في بداية المقابلة لينطفأ بريقه بعد ذلك بسبب المجهود البدني الكبير الذي بدله خلال بداية المقابلة في ظل المهام الدفاعية والهجومية المنوط إليه.

الخلاصة : الاعتماد على لاعبين شباب في أول مقابلة بالمونديال بشكل رسمي، لم يسبق لهما المشاركة في أية مباراة رسمية سابقا مع المنتخب الوطني هي مغامرة غير محسوبة العواقب وكان من الأفضل الاعتماد على خالد بوطيب ونورالدين امرابط في الخط الأمامي والإعتماد على كل من حكيمي كظهير أيمن ومنديل كظهير أيسر وبالتالي سيكون لنا فريق مجرب متوازن كون جميع اللاعبين ال 11 سبق لهم أن خاضوا عدد مهم من المقابلات الرسمية (بالنسبة لمنديل لن يكون هنالك خوفا على أداءه الدفاعي كون المنتخب الإيراني لا يعتمد على الهجمة المنظمة، بل كان بإمكان منديل لو لعب أساسيا أن يكون سندا قويا للهجوم بفضل خصائصه الهجومية (السرعة والتوغل) أكثر مما قدمه حكيمي في الجهة اليسرى.

2/ استراتيجية المقابلة والنهج التكتيكي المتبع:

التحليل: خلافا للمقابلات الرسمية والودية التي خاضها الفريق الوطني المغربي قبل المونديال؛ استهل المنتخب المغربي لمقابلته ضد المنتخب الإيراني بنهج تكتيكي جديد يعتمد دائما على الضغط العالي على حامل الكرة في منطقة الخصم لكن بتوجيه اللعب على الأجنحة بشكل كلي؛ بدل من الاعتماد على التنوع في بناء العمليات من خلال الاعتماد على الأجنحة تارة وعلى التوغل في الوسط تارة أخرى وبالتالي كان لاعبي الوسط خصوصا بلهندة وزياش مقيدين بتعليمات المدرب وغاب عنهم الحس الإبداعي والتوغل في وسط دفاع الخصم بل كانوا مجبرين على العودة إلى نصف الملعب من أجل تسلم الكرة لبناء العمليات ولعب الكرة على الأجنحة ، حيث قاموا لاعبو المنتخب الوطني بتمرير عدد كبير من التمريرات العرضية لكن بدون جدوى بسبب غياب المساندة الهجومية للاعبي الوسط وترك الكعبي وحيدا؛ في الوقت الذي كان يختار فيه حريث الحل الفردي والمراوغة دون فعالية.
بل الأكثر من هذا سقط لاعبو المنتخب الوطني المغربي في فخ المنتخب الإيراني الذي كان يبحث عن الاحتكاك بلاعبي المنتخب من أجل تكسير العمليات الهجومية في ظل التفوق اللياقي والبدني للاعبين الإيرانيين الذين يتمتعون ببنيات جسمانية معتبرة وبالتالي نجح المنتخب الإيراني في نهجه واستطاع الفوز بالنزالات الثنائية وتكسير هجمات المنتخب المغربي وكبح إيقاع المقابلة.
الاعتماد على نهج تكتيكي واحد طيلة المقابلة في غياب اللعب بالذكاء الجماعي للمجموعة؛ سهل المقابلة على المنتخب الإيراني الذي دافع بشكل جيد طيلة المقابلة.

الخلاصة : النهج التكتيكي للمدرب هيرفي رونارد خلال مقابلة إيران جعل نقطة قوته التي تتمثل في وسط الميدان تتحول إلى نقطة ضعف؛ من خلال تقييد اللاعبين باللعب على الأجنحة وحرمانهم من اللعب في محور دفاع المنتخب الإيراني وإبداء حسهم الإبداعي من خلال التوغل في مربع عمليات الخصم وبالتالي لاحظنا لاعبين قليلي الحركة بدون كرة. كان من المفروض أن يمنح رونارد لاعبي الوسط خصوصا (بوصوفة، بلهندة، زياش) حرية أكثر في اللعب والاعتماد على التنوع في اللعب، مرة الهجوم عبر الأجنحة ومرة أخرى التوغل في الوسط حتى يمكن خلق ثغرات في دفاع المنتخب الإيراني.

3/ اللياقة البدنية وتدبير المخزون الطاقي:

التحليل: خاض المنتخب الوطني المغربي الثلث الأول من مقابلته ضد المنتخب الإيراني بإيقاع عالي جدا بفعل النهج التكتيكي الذي يعتمد على الضغط العالي على حامل الكرة ومباغتة الخصم بهجمات سريعة بل يتضح من خلال طريقة اللعب أن هيرفي رونارد طلب من اللاعبين التسجيل وحسم المقابلة في البداية حتى لا تصعب عليهم في الأخير، وهو ما
جعل اللاعبين يستنزفون كل طاقتهم البدنية خلال الشوط الأول من المباراة؛ لينقص مردود جل اللاعبين في الربع الساعة الأخير من الشوط الأول وخلال الشوط الثاني من المقابلة مقارنة بالشوط الأول وفي مقدمتهم اللاعب نور الدين امرابط. وهو ما جعل أداء المنتخب المغربي لا يرقى إلى المستوى المطلوب خلال الشوط الثاني وخصوصا في الربع الساعة الأخير

خلاصة : يتضح من خلال مجريات المقابلة أن المنتخب الوطني المغربي افتقد إلى استراتيجية لتدبير المخزون الطاقي للاعبين خلال ال 90 الدقيقة للمقابلة؛ بل أن المجهود البدني الذي قام به اللاعبين المغاربة خلال المقابلة الأولى ستكون له عواقب وخيمة في المباراتين المقبلين ضد كل من البرتغال وإسبانيا؛ بل إن عملية استرجاع اللياقة البدنية لن يكون أمرا سهلا بسبب الفاصل الزمني الضيق الذي يفصل المقابلات. وبالتالي فإن استراتيجية اللعب والاختيارات البشرية خلال المقابلتان المقابلتان يجب أن تأخد بعين الاعتبار هذا العامل الجد مهم.

4/ التغييرات المحدثة أثناء المقابلة:

التحليل : لا يختلف إثنان كون التغييرات التي قام بها الناخب الوطني هيرفي رونارد خلال المقابلة التي خاضها المنتخب الوطني المغربي ضد المنتخب الإيراني جاءت متأخرة وغير مفهومة فتغيير الكعبي ببوحدوز كان تغيير لاعب بلاعب في نفس المركز دون تغيير تكتيكي في الوقت الذي كان الجميع ينتظر أن يدفع بمهاجم ثاني في وسط دفاع المنافس والضغط أكثر، تغيير نورالدين امرابط بشقيقه سفيان كان اضطراري لكن إقحام هذا الأخير الذي هو لعب وسط أصلا كظهير أيمن لم يكن مفهوم وبدأ سفيان امرابط مرتبكا وتاءها وهو ما جعله يرتكب خطأ سادجا أتى منه الهدف فيما كان التغيير الثالث دون جدوى خروج حريث ودخول دكوسطا غير من التكتيك بالاعتماد على 3 لاعبين في الدفاع و 4 في الوسط و 3 في الهجوم لكن لم يكن ليغير شيء في المقابلة.

الخلاصة : التغييرات التي قام بها الناخب الوطني هيرفي رونارد لم تكن موفقة سواء من حيث التوقيت أو الاختيارات وبالتالي كوتشينغ المدرب كان فاشل خلال المقابلة.

5/ المقابلات الإعدادية للمونديال :

الجانب السلبي للمقابلات الودية للمنتخب الوطني المغربي قبل المونديال هو غياب إجراء مقابلات مع منتخبات قوية تلعب بنفس نهج المنتخب الإيراني الذي يرتكز على التكثل الدفاعي والهجمات المضادة وهو ما جعلنا نواجه مشاكل في هذه المقابلة لم نواجهها من قبل ولم نجد لها الحلول ؛ لو واجهنا منتخبات تلعب بنفس النهج كان بإمكاننا التوفر على الحلول لفك عقدة الدفاع الإيراني .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. Jack De clerck
    17/06/2018 at 19:48

    ملاحظة: من الناحية التكتيكية لعب رونار في البداية ب 4_3-2-1 خطة جد متحفظة و دفاعية ضد فريق لعب بخطة 5-4-1.
    بعد التغيرات اصبح رونار يلعب ب 5-4-1.
    رونار لم يخسر فقط مبارة ايران بل خسر جل اللاعبين الأساسيين.
    لقد اثبت رونار في المباريات السابقة في نهاءيات كأس الأمم الإفريقية و في تصفيات كأس العالم ضد مالي ببماكو و ضد الكابون انه جبان. يلعب ضد فريق ضعيفة تعتمد على تكتيك دفاعي بخطة دفاعية.
    هنري ميشيل كان شجاعا في مونديال98 لم يغير تكتيك 4-3-3و لو في مواجهة البرازيل.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *