Home»Correspondants»ظاهرة الشيخوخة

ظاهرة الشيخوخة

2
Shares
PinterestGoogle+

الشيخوخة مفهوم عام يطلق على الفرد ويقصد به الشخص الذي بلغ سن التقاعد أي 60 سنة فما فوق . كما يطلق على المجتمع , الذي تكون فيه نسبة الزيادة السكانية ضعيفة ولا تتجاوز 2%. وفي كلتا الحالتين , يرتبط مصطلح الشيخوخة في أذهان الناس ,كما يعني في المتداول اليومي عندهم حالة مرضية ,غير صحية ,كالعجز ,وعدم الإنتاج, وسوء التدبير وهوس التفكير…وتلمس ذلك من خلال حديثهم عن الشيخ ووصفهم له بأوصاف كلها تدل على الضعف ,كقولهم شيخ, هرم,خرف لم يعد له عقل ,مريض, لا يغادر البيت , لا يعي ما يقول…
والحقيقة أن ظاهرة الشيخوخة هي ظاهرة غير صحية سواء ارتبطت بالفرد أم بالمجتمع .فإذا أصابت المجتمع جعلت قاعدة هرمه السكاني ضيقة ,بينما قمته عريضة ,وكذلك الحال في الفرد المصاب بسوء التغذية ,إذ يكون هو الآخر ذو رأس كبير وأطراف ضعيفة وهزيلة وخصوصا السفلى منها .والنتيجة هي أن كل منهما يكون عاجزا عن القيام بدوره في الحياة الاقتصادية والاجتماعية.
ولقد عرف المجتمع الغربي هذه الظاهرة ,وما زال يعاني منها ,رغم التشجيع الخيالي على تكاثر النسل .ولولا الهجرة سواء النظامية منها والتي تهدف إلى استقطاب الأدمغة المفكرة والكفاءات العالية ,أوالغير الشرعية وهي الأخرى يغض عنها الطرف مستغلا إياها أقصى الاستغلال ,لما تجددت دماؤه ولكان في حكم المبشرين بالزوال.صرح أحد الخبراء بأن المانيا تحتاج إلى 450000 مهاجرا سنويا إن كانت ترغب في المحافظة على مستواها المعيشي الحالي ,لأن طبقة المسنين عندها في تزايد مستمر, وهي غير قادرة على العمل ولا الإنتاج وتحتاج إلى من يخدمها ويعيلها ,بل وإلى من يقوم بخدمتها.ولقد تعالت مؤخرا أصوات أروبية تحذر مجتمعاتها من كارثة الشيخوخة التي قد تلتهم وبشكل متزايد كل نسب التزايد في معدل النمو الاقتصادي خصوصا مع ارتفاع متوسط العمر لدى الغربيين . وهذه المفوضة الأوربية في تقرير لها تقول محذرة <<….في ظل ارتفاع متوسط الأعمار لدى الشعوب الأوربية سيتقلص معدل النمو بمقدار النصف من الآن حتى عام 2030
>>.والمغرب الذي لا أريده شيخا ولا هرما مقبل هو الآخر على هذه الكارثة التي لا تزال صورتها في التشكل لكن سرعان ما تكتمل إن لم نتدارك الموقف قبل فوات الأوان .
إن المغرب ظل يتمتع بقاعدة شبابية عريضة على مر العصور .{ولا زلت أذكر كيف كان معلمونا يفتخرون بكثرة شبابنا وهم يرسمون على السبورة الهرم السكاني للمغرب ويسطرون بالأحمر على القاعدة العريضة التي تمثل الشباب ,فيأخذنا نحن العجب والاعتزاز بوطننا المغرب.} أما اليوم ونتيجة للسياسة العرجاء التي اتبعها المغرب في المجال السكاني بدعوى تنظيم النسل والتي أدت به إلى الانحدار الرأسي نحو الشيخوخة ,كما تؤكد ذلك بعض الإحصائيات التي صدرت مؤخرا والتي تذكر أن نسبة الأطفال دون 15سنة عام 2004قد تراجع إلى 30%وفي مقابل ذلك تزايد ت نسبة الشيوخ إلى 8%بدلا من7%خلال 10سنوات فقط أي ما بين 1994و 2004 كما أن سكان المغرب طول هذه الفترة لم يزدد إلا ب 3ملايين و800نسمة مع ارتفاع متوسط العمر لدى المغاربة إلى 67سنة وهذه مؤشرات واضحة على زحف كارثة الشيخوخة على المغرب وانحداره السريع نحو مصيره المحتوم الشيخوخة إن لم نتداركه قبل أن يستقر في لاوعي الناس الوأد الخفي والقتل المروع تحت أسماء مختلفة تنظيم النسل ,تحديد النسل ,تنظيم الأسرة الإجهاض…
إن هناك عوامل شتى تضافرت كلها لتقود بلدنا إلى هاوية الشيخوخة التي لا نتمناها له .وتأتي في مقدمتها سياسة الدولة في قطع النسل كما ذكرت وذلك بإشاعة وسائل منع الحمل والتشجيع عليها وتوفيره وتوزيعها بالمجان في المراكز الصحية المنتشرة بالأحياء .ورفع سن الزواج وتأخيره الشيء الذي قد أثر على الخصوبة وبالتالي على الحد من تزايد السكان .أضف إلى ذلك هجرة الشباب إلى أوروبا مع الإشارة إلى أن العديد منهم قضى نحبه في البحر .تقول بعض الإحصائيات شبه الرسمية أن 5000شابا مات غرقا في البحر خلال 20سنة وفي سنة 2005وحدها غرق 200شابا مغربيا وقد يكون أكثر من ذلك .إلى جانب هذا هناك ظاهرة تزوج المغربيات بالأجانب وقد يأخذك العجب وأنت تتصفح الأنترنيت من كثرة المغربيات اللائي يبحثن عن زوج أجنبي وأحيانا يشترطن أن يكون من دول الخليج .ولقد أشارت الجمعية الديموقراطية ,لنساء المغرب ,انطلاقا من المعطيات التي حصلت عليها من وزارة العدل لعام 2001أن 2507فتاة مغربية تزوجت من أجانب من أصول أوروبية .مع العلم أن الإحصائيات لم تذكر اللائي تزوجن من أجانب من أصول عربية .ولقد اهتمت بعض الصحف الإسبانية بالموضوع فذكرت أن المغربيات يرتبن من حيث الخصوبة في المرتبة الثالثة .وهذا يؤدي الى تجديد الدم الإسباني وارتفاع نسبة سكانهم وهذا ما أكدته إحصائياتهم بالفعل.كما ذكرت الجمعية الديموقراطية لنساء المغرب أن 1336رجلا مغربيا تزوج من أجنبيات ,وأكاد أجزم بأنهن مسنات لسن في سن الإنجاب ,وإنما الزواج من هن كان القصد منه أوراق الإقامة وتسوية الوضعية في المهجر والسلطات في بلد المهجر واعية بهذا وتحاول عرقلة مثل هذا الزواج بقوانين تضعها من حين لآخر ولكنها ميالة لغض الطرف عنه وهي تحبذه في عمق قريرة نفسها لأنها تعلم أن الأبناء الذين سيولدون من هذه العلاقة لن يلتحقوا أبدا بمجتمع أبيهم أو أمهم الأصلي .
يمكن أن نضيف عاملا آخر قد لا نعيره اهتماما كبيرا وهو مرض السيدا الذي بدأ في الانتشار في بلادنا وإن كان الحديث عنه ما زال محتشما والإحصائيات عنه قليلة وشحيحة وغير موثوق بها .فهذا الداء العضال الذي هو نتيجة طبيعية لانتشار الفاحشة خصوصا في المدن السياحية وعدم وجود أي رقابة صحية أو كشف طبي على الوافدين على بلادنا لنتأكد من سلامتهم من الأمراض المعدية ولا سيما مرض العصر السدا الذي لا علاج له حتى الآن أو له مسكنات باهظة الثمن لا يستطيع تحملها حتى الأغنياء.هذا الداء له انعكاسات خطيرة على المجتمع فهو يؤدي إلى ارتفاع نسبة الوفيات ,وارتفاع كلفة العلاج الصحي ,وعجز الشباب المصاب عن الإنتاج والمشاركة في العملية الاقتصادية بصفة نهائية وبالتالي زيادة التسارع نحو شيخوخة المغرب الشيء الذي لا يمكن تداركه ببعض العملة الصعبة التي نحصل عليها من الوافدين على بلادنا باسم السياحة وهم يجرعونا السم في العسل .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. عبد الغني من المغرب
    22/03/2007 at 23:18

    في البداية احييك اخي عمر حيمري على هده الدراسة القيمة التي تناولت من خلالها مفهوم الشيخوخة وما يترتب عنها من مشاكل و اخطار.

  2. علي عرايبية
    10/11/2012 at 14:29

    انا احبك يا راحيل زريس

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *