إن ما يريد القس تيري جونز فعله لايعدو على أن يكون محاولة لاستفزاز مشاعرالمسلمين في عيدهم. وينغص عليهم فرحتهم. وأحسب أن محاولة هذا العمل الجبان قد سبق إليها من قبل بعض أمثاله ممن يكننون العداء المبيت للإسلام.
إن الأمة الإسلامية قد تولى الله لها حفظ قرآنها من خلال عدد الحفظة الذين يزداد عددهم يوما بعد يوم. بل إن الأمي ممن لم يلتحق بمدرسة ولم يجلس إلى شيخ ليعرف الاية من غيرها بكثرة سماعه لكتاب الله في المناسبات والمساجد والقنوات الفضائية. فلو كان هذا الذي يزعمه جونزتهديدا جديدا لناقشناه في ذالك وعرفنا الدوافع والأسباب ولكن فعله عادة الجبان الخائف الذي يرعد ويبرق من بعيد. لقد كان حريا بهذا القس أن يرحم نفسه ويشفق من حاله وينظر إلى العواقب الوخيمة من وراء هذا التصرف الهمجي الذي لانراه إلا كما قال الشاعر العربي:
يا ناطح الجبل العالي لتكلمه أشفق على رأسك لاتشفق على الجبل
إن في هذه المحاولة الاستفزازية ميسما واضحا وبرهانا ساطعا على قداسة كتاب الله وأنه مصدر عزة وفخر للمسلمين الذين ينصرون بتمسكهم بالقرآن ويخذلون بهجره. كما أن هذا الكتاب مصدر رعب وخوف للكفارلأنه يكشف ما انطوت عليه بصائهم من حقد دفين وكفرشديد
ألم يعلم هذا الرجل ما يسمى بحوار الأديان وأن هناك علما يسمى بالتواصل وأسلوبا يدعى التعايش عاش من خلاله أجداده أزمنة من الانسجام مع المسلمين رغم اختلافات الأديان بدون تصادم أو تعارض يجمعهم الأمن والسلم وتبادل المصالح