Home»National»الاحتفال بمناسبة المولد النبوي الشريف في أحواز وجدة لأول مرة تحت أضواء الإعلام

الاحتفال بمناسبة المولد النبوي الشريف في أحواز وجدة لأول مرة تحت أضواء الإعلام

0
Shares
PinterestGoogle+
 

الاحتفال بمناسبة المولد النبوي الشريف في أحواز وجدة لأول مرة تحت أضواء الإعلام

محمد شركي

الاحتفال بمناسبة المولد النبوي الشريف تتعدد مظاهره على الصعيد الوطني ، وتشترك جهات الوطن في العديد من مظاهر الاحتفال ، إلا أنها تتميز عن بعضها بمظاهر ذات خصوصية محلية . وإذا ما استعرضنا مظاهر الاحتفال بالجهة الشرقية ، نجد أنها تتنوع ما بين حاضرة  زيري بن عطية ، وبين أحوازها . وإذا كانت بعض وسائل الإعلام قد  سلطت الضوء على بعض مظاهر الاحتفال لدى جهات رسمية  ،وغير رسمية مع اختلاف في هذه المظاهر باختلاف الخلفيات  والأهداف والمقاصد  ما خفي  وما ظهنر، فإن احتفالات الأحواز ظلت  مجهولة لا يعلم الرأي العام من أمرها شيئا . وأمام  وضعية انعدام التغطية الإعلامية لهذه الاحتفالات، اقترحت  نقل أجواء الاحتفالات إعلاميا على أخي الفاضل الأستاذ بنعيسى قماد أستاذ مادة التربية الإسلامية بالثانوية التأهيلية زيري بن عطية ، وخطيب مسجد ابن عبد البر، وهو المسؤول  المتطوع عن الوعظ والإرشاد بأحواز مدينة وجدة جزاه الله كل خير بعدما زهدت الوزارة الوصية عن الشأن الديني في خلايا الأحواز ، وظل الأستاذ قماد مأجورا ومشكورا يواصل عمله اعتمادا على إمكاناته الشخصية ، هو ومن يتطوع معه من أساتذة  أفاضل بدروس الوعظ والإرشاد في الأحواز ، ويستعملون وسائل نقلهم الخاصة لقطع المسافات بين مدينة وجدة وأحوازها ، وذلك في صمت ، وبنكران ذات واحتساب الأجر على الله عز وجل. ولقد امتنع الأخ بنعيسى قماد في البداية عن  نقل أجواء الاحتفال إعلاميا  وهذا دأبه لأنه يفضل العمل بعيدا عن الأضواء الإعلامية ، إلا أنه وبعد إلحاح مني قبل  اصطحابي معه  لحضور احتفال من احتفالات الأحواز ، وكان الأخ الفاضل الحاج عبد القادر كترة الإعلامي وصاحب موقع وجدة زيري  رفقتنا إلى النقطة الحدودية المعروفة بروبان لحضور نموذج من نماذج الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف ، وكان هذا النموذج هو  الاحتفال ما بعد الثلاثين  احتفالا عبر الشريط الحدودي ،وجهة بني درار، وعين الصفاء ، والزكارة . ولقد وصلنا قبيل آذان صلاة المغرب ، وكان سكان النقطة الحدودية يتوافدون على المسجد في ظروف طبيعية استثنائية  بسبب الثلوج فوق الجبال المجاورة ، وبسبب الصقيع والزمهرير . ومباشرة بعد صلاة المغرب  اجتمع الناس لتلاوة حزب القرآن الكريم المألوف ، ثم  انطلق الحفل بالمدائح. والمثير للانتباه واللافت للأنظار أن فرق المديح لم تكن كالعادة من  طلبة المدارس القرآنية، بل كانت من  سكان النقطة الحدودية، وهم من الفلاحين والتجار.

وكانت أذكارهم باللغة العامية، إلا أنها  كانت تتغنى بالشمائل المحمدية بعيدا عن كل البدع والضلالات المعهودة في احتفالات البهرجة والدعاية المغرضة . ولقد برع أحد الزجالين الشيوخ في عرض أمداحه في رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونال إعجاب الحاضرين بشاعريته المتميزة. ولقد حركني شعره ،فشاركت بدوري بقصيدة في مديح النبي الكريم ، وكنت قد ألقيتها في احتفالات مماثلة بوجدة ، وبمستكمر. وانتقل الحفل من أجواء المديح إلى جو الوعظ والإرشاد حيث ألقى الأستاذ الفاضل  محمدين المومني أستاذ علوم الحياة والأرض بالثانوية التأهيلية العربي الحسيني ، وهو يستعد مؤخرا لمناقشة أطروحته في تخصص الدراسات الإسلامية ، حيث يجمع بين الاختصاص العلمي والديني ،مما جعل منه شخصية فذة . وكانت كلمته مؤثرة في الحاضرين الذين حجوا إلى المسجد من كل أطراف الشريط الحدودي. وقد دأب سكان الشريط الحدودي طيلة فترة الاحتفالات بعيد المولد النبوي على حضور كل الاحتفالات في كل المساجد. ويتنافس سكان الشريط الحدودي ،وباقي جهات الأحواز على التباهي  بالفرح بهذه المناسبة الكريمة ،من خلال إقامة حفلات  الشاي ، وحفلات العشاء  في المساجد  أثناء وبعد الاحتفالات. وقد مر الحفل بالنقطة الحدودية روبان في جو تغمره السكينة والخشوع في أجواء ربانية ومحمدية  خالية من كل مظاهر الابتداع ، والتكلف المعروفة في بعض الجهات بسبب بساطة سكان هذه المنطقة وصدق عاطفتهم الدينية . ويلمس بوضوح من يحتك بهم عمق  تعلقهم بشخص الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم ، حتى أن أعينهم  كانت تنهمر بالدموع ، وهم يستمعون  إلى المديح أو إلى سيرة الرسول العطرة . والجميل في هذه الاحتفالات هو إقبال ساكنة الأحواز عليها برجالهم ونسائهم ، وشيوخهم ، وصبيانهم، حيث تتحرك قوافل السيارات من جهة إلى أخرى عبر الممرات الوعرة حبا في رسول الله صلى اله عليه وسلم وفي ليالي الشتاء القارسة

. والغريب أنه بعد مرور وقت طويل ، وفي ظروف البرد القارس ،يستزيد  سكان الأحواز من الأنشطة الخاصة بمناسبة المولد ،الشيء الذي يعكس مدى تغلل حب رسول الله صلى الله عليه وسلم  في قلوبهم . وقد أبلغني الأخ الفاضل الأستاذ بنعيسى قماد أن هذه المناسبة كانت فرصة  لتدشين مدارس لتحفيظ القرآن الكريم في الأحواز ، وكذلك فرصة لإكرام  حفظة كتاب الله عز وجل الذين  يتولى سكان الأحواز الإنفاق عليهم جريا على عادة ما يسمى الشرط في البوادي المغربية ، وهو سنة حميدة تحمد لأسلافنا رحمهم الله  . والافت للنظر أيضا حفاوة سكان الأحواز بمن  ينزل عليهم ضيفا من الزوار، حيث يبالغون في إكرامه  فرحا بمناسبة المولد الشريف. وما عايناه في النقطة الحدودية روبان كان  صورة تعكس أجواء الاحتفال بالمولد في الأحواز  كلها ،خاصة الشريط الحدودي الذي يعتبر بحق شريطا روحيا يحمي حوزة الوطن من جهة الشرق  حماية روحية موازية للحماية الأمنية. ولقد عاتبت الأخ بنعيسى قماد  كثيرا على عدم إطلاع الرأي العام على أجواء الاحتفالات بالأحواز في الوقت الذي تقام الدنيا ولا تقعد بالنسبة لاحتفالات قد يراد بها غير وجه الله عز و جل  ولا تخلو من رياء . كما طلبت من الإخوة أصحاب المواقع الإلكترونية في الجهة الشرقية  تخصيص حيزمن مواقعهم  للأنشطة الروحية لسكان الأحواز ولهمومهم اليومية ،لأنهم يمثلون وجها من وجوه الجهة الشرقية ، و من ثقافتها الأصيلة . وآمل أن يلتفت من يعنيهم الأمر إلى هذه الأحواز ، وأن تحظى بما تستحقه من عناية ، وما تستحقه ساكنتها الكريمة من عطف . وآمل أن تستمر عادة الاحتفال بالمناسبات الدينية ، وألا يتأثر الإخوة الأساتذة المتطوعون للوعظ والإرشاد بالظروف الصعبة  التي يواجهونها وهم ينتقلون عبر الأحواز، وما يبذلونه من تضحيات  مشكورة خصوصا الأخ الفاضل الأستاذ بنعيسى قماد الذي يعتبر نموذجا للداعية الصادق المخلص ، و الذي  يجتهد في خدمة دين الله عز وجل بنكران ذات وإيمان واحتساب ، في وقت قد يتخذ البعض من الاشتغال بالمجال الديني وسيلة ارتزاق مكشوفة لا يخفى أمرها على ساكنة الجهة الشرقية وأحوازها ، وأختم بقول الله تعالى : (( قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هوى أهدى سبيلا )) صدق الله العظيم .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.