Home»National»مدينة وجدة مدينة المساجد بامتياز

مدينة وجدة مدينة المساجد بامتياز

1
Shares
PinterestGoogle+

من فضل الله عز وجل على مدينة الألفية أنه قيض لها من أهل العلم ومن أهل الإحسان من يهتم فيها بدور العبادة التي صارت  معلمة مميزة لها بين مدن الوطن. وتفخر مدينة زيري بن عطية بما يزيد عن 350 مسجد تلقى فيها خطب الجمعة، فضلا عن المساجد التي تصلى فيها الصلوات الخمس ، وفضلا عن قاعات مخصصة للصلوات الخمس في العديد من المرافق العمومية والخاصة . كما تفخر مدينة وجدة  بمساجد أحوازها التي بلغت 137 مسجد أكثر من نصفها تلقى فيه خطب الجمعة. وبهذا العدد الكبير من بيوت الله عز وجل ـ ولله الحمد والمنة ـ يكون أهل الجهة الشرقية قد عبروا عن مكانة الإسلام في نفوسهم ذلك أنه لا يشرع البناء في تجزئة قبل أن يفكر سكانها في بيت الله ، وقبل أن يكون  ذلك شغلهم الشاغل الذي يجعلهم يتصلون بالجهات المعنية بالشأن الدينيوالإداري من أجل بناء المسجد قبل بناء دور السكن أوموازاة مع بنائها. ولولا الوازع الديني لما كان هذا الإقبال على بناء المساجد . ودلالة هذا الإقبال على بناء بيوت الله عز وجل يعني أن ساكنة الجهة الشرقية تراهن على الإسلام من أجل المحافظة على هويتها وعلى أصالتها في زمن المتاجرة بالقيم ، واستيراد كل غث من القيم التي ثبت إفلاسها من خلال عملية الاحتكاك الحضارية مع الأمم المجاورة خصوصا أمم الضفة الشمالية التي طالما استهوت  المنبهرين بقيمها النافقة بشهادة أصحابها من الأكياس الذين يمموا صوب قيم ديننا الحنيف وأقبلوا عليها زرافات . وقد لا يعرف المسلمون قيمة دينهم حتى يعاينوا اعتناق أفراد الأمم الشمالية له بعد تشرب له وفقه وعلم به ، وحينذاك ينتابهم الشعور بالفخر بعدما كاد الشعور باليأس يقضي على جذوة الإيمان في القلوب ، وبعدما باءت عمليات الارتماء في أحضان قيم الغرب بالفشل الذريع . وبنعمة الله عز وجل  صار الآذان يرفع أكثر من 2435 مرة في اليوم في مساجد مدينة وجدة وأحوازها فيها من التكبير 8740 تكبيرة  ، ومثلها من الشهادتين.

وعلى المصلي في مدينة وجدة أن يقضي سنة كاملة إذا ما أراد أن يطوف بمساجد المدينة وحدها ليصلى كل يوم في مسجد، وعليه أن يقضي من عمره ما يزيد عن 6 سنوات  ليحضر خطب الجمعة في مساجد المدينة  وحدها ، و10 سنوات  إذا ما أراد حضور خطب مساجد أحوازها أيضا . وعلينا أن نتصور حجم الذكر الأسبوعي والشهري والسنوي لهذه الخطب ، من خلال الورق المستعمل والحبر ، ومن خلال عدد المعلومات الموظفة  بما فيها آيات الذكر الحكيم والأحاديث النبوية الشريفة ، وآراء العلماء والفقهاء ، والأشعار وغير ذلك مما يرد في خطب الجمعة. وعلينا أن نتصور عدد رواد هذه المساجد خصوصا يوم الجمعة فإذا ما سلمنا بمعدل ألفين في كل مسجد ذكورا وإناثا كان الحاصل حوالي 70 ألف مصل في 350 مسجد . وهذا العدد يزيد في شهر الصيام بسبب حضور المصلين صلاة التراويح . وعلينا أن نتصور أن قراءة الحزبين يوميا تبلغ في مساجد المدينة ومساجد أحوازها 974 حزب يوميا ، وهي أكبر عملية تدارس لكتاب الله عز وجل. وعلينا أن تستحضر إقبال الناس في الجهة الشرقية على حفظ كتاب الله عز وجل إذ تخصص مساجد كثيرة لعملية الحفظ التي يزداد إقبال الإناث عليها حتى أن عدد الحافظات من ربات البيوت تجاوز المئات ، وهو في ازدياد كبير. وإلى جانب ذلك تنتشر المدارس القرآنية في الجهة الشرقية سواء داخل المدار الحضري أو في الأحواز حيث يقصدها الحفاظ من كل جهات البلاد لختم القرآن الكريم حفظا قبل التفرغ لدروس العلم الشرعي  في معاهد دينية تخرج منها المئات لحد الآن . وعلينا أن نستحضر قراء المدينة الذين طبقت شهرتهم الآفاق ، ذلك أنه لا تخلو مساجد المدينة والأحواز من قراء يجيدون القراءة مما جعل الناس يقبلون على صلاة التراويح في رمضان رغبة في سماع القرآن الكريم بالأصوات الندية التي تثير الخشوع في النفوس. وعلينا أن نستحضر الهندسة الإسلامية الراقية التي تشاد وفقها المساجد في مدينة وجدة حيث ينبهر الزائر بهندستها وزخرفها الدال على العناية  الكبيرة التي توليها ساكنة الجهة الشرقية لدور العبادة  انطلاقا من حبها للإسلام  وتعلقها به . ومن المؤكد أن هذه الترسانة من المساجد ـ إذا صح التعبير ـ بالجهة الشرقية تعني أن الحياة في الجهة الشرقية  تتميز بسيادة القيم الإسلامية لأن وجود المساجد في حياة الناس يعني احتكاكهم بالقرآن الكريم ، وبشرع رب العالمين  مما يجعل حياتهم تأخذ منحى خاصا مخالفا لمنحى الحياة في البلاد التي يغيب فيها البعد الديني .

فساكنة الجهة الشرقية سواء في المدار الحضاري أو في الأحواز صارت تتمثل الإسلام في سلوكها اليومي وفي معاملاتها ، وساعدها على ذلك طبيعتها المحافظة الموروثة التي جعلتها تعود إلى القيم الإسلامية بيسر وسهولة . والملاحظ أن مظاهر الوقار تسود المدينة على العموم حيث تلتزم معظم نساء وبنات الجهة الشرقية بالزي الشرعي الإسلامي ، كما أن مظاهر التهتك الأخلاقي شبه غائبة إلا في بعض الحالات التي  تكون في الغالب وافدة . والفئات التي تزاول السلوكات المتهتكة جد قليلة مقارنة مع غالبية الساكنة المحافظة على قيم دينها .  والملاحظ أن الأسر الوجدية حتى في الأماكن العمومية على سبيل المثال أماكن الطعام في ضواحي المدينة تحرص على أداء صلوتها ،كما تحرص على سلوكاتها المحافظة خلاف ما يحصل في بعض  الأماكن العمومية في جهات أخرى من استهتار بالأخلاق  والقيم . وحتى عند ارتياد الأسر الوجدية لشواطىء الجهة نجدها تحرص على  هذه الأخلاق والقيم إلى درجة انتشار ظاهرة استحمام الإناث بألبستهن  المحتشمة عوض ألبسة الاستحمام نظرا لكون الجهات المسؤولة لم تفكر في  تخصيص أماكن اصطياف تناسب قناعات الساكنة الأخلاقية ، في حين يجد السواح الأجانب ضالتهم في شواطئنا  ووفق  قيمهم وأخلاقهم  ، دون أن تجد الساكنة ضالتها في شواطئ آبائها وأجدادها لأن قيمها لا تحترم في هذه الشواطىء بسبب الوافد من القيم الدخيلة  والمتجاسرة على قيمنا الأصيلة . ولقد اضطر العديد من سكان الجهة الشرقية إلى تجنب أماكن الاصطياف بسبب غياب قواعد احترام قيمنا في هذه الأماكن ، وصار ارتياد هذه الأماكن من خوارم المروءة .

وأمام التضييق على ساكنة الجهة الشرقية في أماكن اصطياف هي أولى بها من غيرها تجد هذه الساكنة السكينة في بيوت الله تحفظ كتابه مما جعل ظاهرة دورات تحفيظ القرآن الكريم تنتشر في الجهة سنويا منذ أكثر من عقد من السنين  ، ويجد فيها الآباء والأولياء ما يعوض أبناءهم عن أماكن الاصطياف التي تفتقر إلى الحد الأدنى من شروط المحافظة على الأخلاق والقيم الإسلامية . وأخيرا لا بد أن يلتفت الغافلون من المسؤولين إلى ظاهرة انتشار المساجد في الجهة الشرقية والتي تعني خيار الساكنة للقيم الإسلامية مما يفرض احترام خيارها على المسؤولين  الذين  قد لا يراعون أحيانا خصوصيات جهات الوطن ، ويحاولون نقل الثقافات المختلفة بشكل عشوائي ، وفرضها فرضا كما هو حال المهرجانات الدخيلة على جهتنا ،والتي يحاول البعض أن يجد لها نسبا مدسوسا  في جهتنا ، كما هو شأن  ما يسمى فن » الراي  » الذي هو جزائري المولد ويحاول البعض نسبته لمدينة وجدة وللجهة الشرقية من أجل الارتزاق به على حساب قيم وأخلاق ساكنة الجهة النابعة من الثقافة الإسلامية الخالصة من كل الشوائب . وعلى هؤلاء أن يزوروا بيوت الله عز وجل للتأكد من أن حساباتهم خاطئة عندما يقيسون ساكنة الجهة الشرقية  التي ترتاد المساجد  بما يحضر مهرجاناتهم التافهة من غرباء عن الجهة خاصة الذين تستهويهم العربدة والسكر والانحلال الخلقي تحت شعار الفن الساقط . وأتحدى من يزعم أن الأسر الوجدية الأصيلة ترضى لنفسها حضور مثل هذه المهرجانات النافقة  في جهة تعرف قدر بيوت الله عز وجل ، وتحرص على هويتها الإسلامية ، وعلى مشروعها الحضاري العظيم الذي هو مشروع قيادة البشرية والشهود عليها . ومن البشائر أن  مدارس الأحواز القرآنية  استعادت مجدها القديم ، وصارت تخرج حفظة كتاب الله عز وجل من جديد كما كانت في سابق عهدها الذهبي  مما يعني أن خيار ساكنة الجهة الشرقية بات واضحا ولا غبار عليه ، وأنه لا مجال لمساومتها في هذا الخيار الراسخ .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. عبدالحميد بنزواوي
    04/08/2011 at 11:56

    اعتقد يا استاذ وانت خير العارفين ان المشكل ليس في وجود المساجد لكنه في افعال من يؤم المساجد …كثرة المساجد فضل من الله وتسخير منه للغير الفاضل الصالح الذي يجد ويكد ويضحي من اجل بنائه …الكثير من اآمي المساجد لايمثلون الدين الاسلامي الا في مظهره …لان افعالهم تناقض ما يامرنا الله بفعله وينهانا عنه …. ديننا الحنيف ليس اقوالا ولغة وفصاحة ومظاهر وشعارات ..ديننا الحنيف افعال وتطبيق وفق تعاليم شريعتنا السمحة … وحتى كثرة الحديث والهتاف والتطبيل في الامور الدينية مرفوض …ديننا دين العمل وليس دين الكلام وتنميقه .

  2. عابر
    04/08/2011 at 16:55

    إن مظلمة واحدة من الفساد القضائي بمدينتك الجميلة لا تغني عنها كل مساجد الارض

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *