Home»International»ضرورة فرض الأمم المتحدة إعلامها على كل دول العالم

ضرورة فرض الأمم المتحدة إعلامها على كل دول العالم

0
Shares
PinterestGoogle+

لقد كشفت أحداث العالم العربي الحالية عن اعتداء سافر على حق الإنسان العربي خاصة في معرفة الحقائق إعلاميا ، والإنسان في العالم عامة. فتغطية أحداث العالم العربي تعاني من غياب الإعلام الحقيقي ذلك أن الأنظمة المستبدة والمنفردة بشعوبها تمنع كل نقل إعلامي لما يحدث فوق أراضيها ، ولا تسمح إلا بإعلام يخدم أطروحاتها في حين تتهم الإعلام الذي لا يجاريها في أطروحاتها بأنه إعلام منحاز ضدها ، وأنه شريك فيما تسميه المؤامرات ضدها. ومعلوم أن منع وصول الحقيقة إلى الرأي العام العالمي هو مخالفة واضحة ولا غبار عليها لميثاق الأمم المتحدة الذي يضمن حق معرفة ما يجري في العالم لكل ساكنة الأرض. ومن أجل حل هذا الإشكال لا بد أن تتولى الأمم المتحدة اتخاذ جهاز إعلامي تشارك فيه كل المؤسسات الإعلامية العالمية الرسمية وغير الرسمية على غرار جهاز ما يعرف بقوات حفظ السلام الدولية أو الإعلام الأزرق على غرار القبعات الزرق ليتولى نقل ما يحدث في كل شبر في هذا العالم ، وبكل حياد وبكل موضوعية ، وبكل دقة من أجل منع كل احتكار للإعلام قد تمارسه أنظمة العالم أو غيرها من الشركات الإعلامية لأغراض معروفة أو خفية . وإن ما يحدث في العالم العربي وتحديدا في البلدان التي تتعرض فيها الشعوب للموت والإبادة الجماعية شيء يثير القلق لأن التعتيم الإعلامي يجعل هذه البلدان خارج التغطية الإعلامية ، ويحجب ما يجري فيها من جرائم عن العالم. فالأنظمة المستبدة تمارس القمع ضد شعوبها ، ولا تجد هذه الشعوب الضحية من ينقل مآسيها للرأي العام العالمي الذي لا يمكن أن يظل ساكتا ومتفرجا على جرائم تحدث ضد الإنسانية.

 

وليس من حق الأنظمة المستبدة أن تحتكر الإعلام وتصادر حرية الإعلام بدعوى أنه تدخل في شؤونها الداخلية . فالشؤون الداخلية لا علاقة لها بعمليات إبادة وقتل الشعوب. والدول العظمى التي تتولى تنفيذ قرارات  مجلس الأمن لا يمكن أن تفعل ذلك في غياب تغطية إعلامية أممية محايدة ونزيهة  تنقل ما يجري بكل دقة

 

وليس من حق الأنظمة المستبدة أن تحتكر الإعلام وتصادر حرية الإعلام بدعوى أنه تدخل في شؤونها الداخلية . فالشؤون الداخلية لا علاقة لها بعمليات إبادة وقتل الشعوب. والدول العظمى التي تتولى تنفيذ قرارات مجلس الأمن لا يمكن أن تفعل ذلك في غياب تغطية إعلامية أممية محايدة ونزيهة تنقل ما يجري بكل دقة ، وتبين للعالم أن الأمر لا يتجاوز تطبيق قرارات مجلس الأمن إلى أمور غير معلنة فيها مصالح بعض الدول المشاركة في تطبيق هذه القرارات الأممية . إن من حق الإنسان في العالم أن تصله الحقائق من مصدر إعلامي أممي غير منحاز لجهة من الجهات ، وإنما ينقل الحقائق بكل موضوعية وتجرد. إن الإعلام المنحاز لهذا الطرف أو ذاك لا يمكن أن يقدم الحقائق كما هي بل يصنعها صناعة وفق انحيازه ، لهذا تضيع هذه الحقائق ، وتترتب عنها مظالم ، وكل ذلك يعتبر اعتداء على حرية التعبير وحرية وصول الحقائق إلى سكان الأرض صحيحة غير مزورة ولا ملفقة لأغراض ومصالح خاصة. ولقد عانى العالم من انحياز أجهزة الإعلام الغربية لعمليات احتلال وجرائم على غرار جرائم الكيان الصهيوني في فلسطين ، والاحتلال الأطلسي للعراق وأفغانستان لهذا لا بد أن يتخلص العالم من هذا الانحطاط الأخلاقي للإعلام الغربي ، ولكل إعلام يحذو حذوه

 

. ومشكلة الإعلام العربي الرسمي وهو إعلام أنظمة أدهى وأمر فهو يقدم الحقائق عن طريق أساليب التزوير. فالناس يموتون في الشوارع وإعلام الأنظمة الفاسدة المستبدة يعيد تصوير التظاهرات المناهضة لها بعد تحريفها وتقديمها كمواد إعلامية تخدم أطروحاتها ،أو يقدم ما يسميه المظاهرات المضادة المؤيدة لهذه الأنظمة ، وفي ذلك استخفاف وعبث بالرأي العام العالمي. ولا بد أن تنتهي مهزلة الإعلام في هذا العالم ، ولا بد أن تظهر الحقائق عن طريق فرض الأمم المتحدة إعلامها على كل دول العالم بدون استثناء ، ولا بد أن يجد الناس في العالم إعلاما يقارنون ما ينقلهم لهم مع ما ينقله إعلام الأنظمة أو إعلام الشركات التجارية الذي تخضع للعرض والطلب بعيدا عن أخلاقيات الإعلام النزيه وفق ما ينص عليه ميثاق الأمم المتحدة.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *