Home»National»تاريخ سهل أنجاد وثقافة سكانه (14)

تاريخ سهل أنجاد وثقافة سكانه (14)

1
Shares
PinterestGoogle+
 

            تاريخ سهل أنجاد وثقافة سكانه (14)

                                             الأستاذ: الفيلالي عبد الكريم

  • صورة تعكس وجهة نظر رسمية:

أ – الترجمانة الكبرى.

  كان أبو القاسم الزّياني خادما للدولة العلوية، تقلد مناصب سامية على عهد سيدي محمد بن عبد الله، وقد بعثه المولى سليمان لولاية مدينة وجدة، فنكّل به أهل أنـﯕاد، وانهزم جيشه أمامهم، يقول الزياني: «وخرجت لها (وجدة) في طالع نحس مكدر للسابق المحتوم مقدر، فجاءنا العرب من كل حدب ينسلون، ووقع الحرب فانهزم من معنا من العسكر هاربون، فنهب العرب ما عندنا من صامت وناطق، وصاهل وناعق..»[1]، وفرَّ أبو القاسم الزّياني عبر جبال بني يزناسن وقصد مدينة وهران التي كان بها الباي محمد بن عثمان.

  إن الزّياني يعد مؤرخا للدولة وفي ذات الوقت ما وقع له من أحداث كان أثناء أداء مهمة رسمية، فهو يعكس وجهة نظر السلطات التي كلفته بهذه المهمة، وقد أصر على وسم ما قام به عرب أنـﯕاد بالنهب دون تعليل.

  إنه وضع عام كان سائدا في جميع مناطق المغرب، فتمردات القبائل  كانت عامة والسلطة المركزية لم تكن تفرض هيمنتها على جميع المناطق.

  ب – منتهى النقول ومشتهى العقول. 

 قام أبو الحسن علي بن محمد السوسي السملالي بزيارته إلى المنطقة سنة 1844م، وكان ذلك من أجل مهمة رسمية تتمثل في مراقبة الحدود بين المغرب والجزائر التي كانت خاضعة  للمستعمر الفرنسي.

   وأثناء زيارة أبي الحسن السوسي للمنطقة كان هناك  وفاق بين السلطة وأهل أنـﯕاد، بينما انتقل صراع السلطة إلى  بني يزناسن، يقول أبو الحسن السوسي: «ولما خرجنا لقبائل بني يزناسن بقصد « الحدادة » مع النصارى وجدنا أهل الدين عندهم كحمار مدبور، ويتيم مقهور، ولا يكترثون بهم فرح أو قرح، بل ولا غضب، ولا لهم إلى أمر الدين أرب، وكل نفس منهم للخبث كامنة، وللشر ضامنة، فالسفيه للسفيه يوالي ويسب غيره ولا يبالي. وكلما فتحنا لهم باب السلامة أسرعوا إلى ما يعود عليهم بالندامة..»[2]، ويبدو أن المخزن من أجل إخضاع بني يزناسن استغل الصراع  بين القبائل وأشاع قرب هجوم المهاية على بني يزناسن، يقول أبو الحسن السوسي: «فعطفنا على القوم (بني يزناسن) بجيوش السياسة المشوبة بأنواع السفسطة، بأن أذعنا أن القائد بوبكر المهياوي، ولفَّه بأن يركب لهؤلاء الأراذل الذين ليس لهم نظير في الأوائل، فلما رأوه خرج بإخوانه ليجمع ما يلقانا به من الوفود والجموع والحشود، رجعوا إلينا وعطفوا عطفة الوالدة على ولدها ..»[3].

    إن صورة عرب أنـﯕاد في رحلة العبدري وأبي القاسم الزّيَاني صورة بئيسة، وقد ساهمت في إنشائها ظروف تاريخية، منها هيمنة الصورة التي رسمت عن بني هلال وسليم منذ دخولهم إفريقية، وقد كرس هذه الصورة غياب كتابات صادرة عن السكان أنفسهم التي كان من شأنها أن تجلي التنظيم القبلي لهذه المجموعة وتبين المواقف من الدول والسلاطين الذين تعاقبوا على حكم المغرب، ولكن كتاب الحسن الوزان يوضح الصورة بشكل جلي.

[1]  ـ الترجمانة الكبرى في أخبار المعمور برا وبحرا. أبو القاسم الزّياني. تحقيق عبد الكريم الفيلالي . نشر وزارة الأنباء. ط: 1- 1967. ص: 140.

[2]  ـ منتهى النقول ومشتهى العقول أبو الحسن علي بن محمد السوسي. (م س). ص: 106.

[3]  ـ منتهى النقول ومشتهى العقول أبو الحسن علي بن محمد السوسي. (م س). ص: 106-107.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.