Home»National»رافع الراية ممزقها

رافع الراية ممزقها

0
Shares
PinterestGoogle+

أستوقفتني عبارة ممتازة للأستاذة فاتحة بوعلالة  » اختلطت علينا الأمور حتى أصبح رافع الراية ممزقها  » وهو تشبيه رائع لواقع من حملوا شعارات كبيرة تناست في خضم الأحداث والتسابق والتهافت …
و أريد في هذا المقام أن أذكر القارئ ببعض مبادئ ومنطلقات حركة التوحيد والإصلاح التي انطلقت منها قيادات العمل السياسي في حزب العدالة والتنمية لنرى مدى انسجام الأفكار مع الممارسات ولنتفهم موضوع الأستاذة حسب رأيي ….
وهذه أهم المبادئ والمنطلقات التي توجه أعمال حركة التوحيد والإصلاح التي أردت التذكير بها :

1 ـ ابتغاء وجه الله والدار الآخرة
أول مبادئنا ومنطلقاتنا التي نحرص عليها ونتربى عليها ونذكر بها على الدوام أن نجعل وجه الله هو المراد من حركتنا وسكوننا ومن قولنا وعملنا و ألا نريد إلا الله والدار الآخرة قال تعالى: وتلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين. (القصص/83). فلا نسأل الناس أجرا على عملنا في الدعوة إلى الله ولا ننتظر منهم ثناء ولا نقبل أن يتخذ أحد عمل الدعوة وسيلة لغرض دنيوي شخصي بل نريد أن نعمل الخير وندعو إليه .إن منطلقنا الأول هو ابتغاء وجه الله تعالى في أعمالنا عامة وفي أعمال الدعوة خاصة ولا تسلم لنا تلك الأعمال إلا إذا دفعنا عنها المحبطات وهي الشرك والرياء والعجب والغرور والكبر وحب الجاه والمحمدة من الناس والمن والأذى .
5 ـ الأخوة والموالاة
ومعنى هذا المبدأ أننا نرتبط في الأصل بأخوة الإسلام ومودة الإيمان قبل أن نرتبط بعلاقات التعاون والعمل المشترك داخل التنظيم، وهذا ما يجمعنا ويربطنا بسائر المسلمين الذين يجب أن نتبادل معهم الأخوة والمحبة والتناصح والتناصر . وحين تجمعنا علاقات الدعوة إلى الله والعمل بالإسلام والتعاون عليه، فإن ذلك يكون مدعاة لمزيد من حقوق الأخوة ومقتضياتها. ولذلك وجب أن يسود بيننا الصدق والنصح والصفاء والوضوح والثقة وحسن الظن، مع التنزه عن أضداد هذه الخصال من سوء ظن أو غل أو نجوى أو تشكيك أو اتهام بغير حق ودون تبين وتيقن. وكل هذا ثابت ولازم في حق جميع المسلمين، فكيف بمن تجمعهم روابط إضافية، ويتعاونون على فريضة عظمى ورسالة عليا تستوجب صفا مرصوصا وبناء متلاحما متينا.

6 ـ العمل الجماعي المنظم
إن العمل الجماعي بصورته الملتزمة بالشرع مبدأ أصيل ووسيلة ضرورية تستمد أصالتها من النصوص التي تأمر بالتعاون على البر والتقوى وتأمر بإقامة الدين مع عدم التفرق فيه، قال تعالى : وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان. (المائدة / 3). ونقصد به القيام بالدعوة إلى الله تعالى بطريقة جماعية منظمة تأخذ صورة حركة إسلامية ذات هيئات ولجان وأطر ووثائق وبرامج تتحرك في المجتمع وتقوم فيه بواجب البلاغ المبين.

7 ـ الحرية والشورى
ونقصد بالحرية ما فضل الله به الإنسان من حرية في اتخاذ القرار بما فيها القرار المتعلق بمصيره الأخروي وهي حرية تترتب عنها مسؤولية يتحمل الإنسان فيها عواقب اختياره وتصرفه. وإن التزامنا بالشورى والعمل الشوري هو أفضل مجال وأرقى ممارسة للحرية المسؤولة. ونقصد بالشورى ذلك الخلق الإسلامي الذي يقابل الاستبداد بالرأي والإعجاب به، وما لم نتشاور فيه ولم نتخذ فيه قرارا بعد فهو مفتوح للتفكير والاجتهاد، ومن حق كل فرد داخل الحركة أن يدلي برأيه ويبلغه إلى من يهمه الأمر وعليه أن يبتغي به وجه الله، ويتحرى فيه الصواب. إن من حق كل فرد على الحركة أن تقف إلى جانبه إذا منع من التعبير عن رأيه ومن واجبها أن تقف في وجهه إذا اشتط في استعمال هذا الحق على حساب الشورى والتزاماتها.
10 ـ المخالطة الإيجابية
المخالطة لها صورتان هما المجالسة والمعاملة، فمجالسة الناس ومعاملتهم تفتح آلاف الفرص لدعوتهم إلى الحق الذي بعث الله به نبيه، وهذه سيرة الأنبياء كلهم تشهد أنهم لم ينتظروا مجيء الناس إليهم ليبلغوهم، بل ذهبوا إلى الناس يغشونهم في مجالسهم ومجامعهم ومنتدياتهم بقصد الدعوة. فالوسائل لها حكم المقاصد، ومن ثم لا يجوز للداعية أن ينهى قوما عن منكر ويشاركهم فيه، لأن هذا لعب بالدين وصد عن سبيل الله، ولا يجوز له أن يحذرهم من بدعة ثم يعمل بها، أو يأمرهم بمعروف ثم يتعمد تركه كما نهانا الإسلام عن العزلة المطلقة، لأن للإنسان حاجات لا يمكن قضاؤها إلا بمخالطة الناس، وعليه فرائض عينية وكفائية لا يمكنه إقامتها إلا بالتعاون مع الغير، وما يلحقه من الأذى بمخالطة الناس لا يبرر اعتزالهم لأنه مأجور إن شاء الله إذا لحقه ذلك الأذى بسبب استقامته ونزاهته وحسن سلوكه أو لحقه بسبب أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ودفعهم عن الكفر والظلم والفسوق والعصيان،
11 ـ التعاون على الخير مع الغير
إن المخالطة تجمعنا بأصناف شتّى من الناس، والمبدأ العام في التعامل معهم هو الاستعداد للتعاون على الخير مع مختلف الجهات التي أبدت لذلك استعدادا ما لم يقم مانع معتبر يجعل ذلك التعاون مرجوحا. وأول جهة نتعاون معها هم الدعاة العاملون خارج حركتنا، لأن وحدة الهدف تجعل المتفق عليه أوسع بكثير من المختلف فيه، ففي التعاون عليه فسحة واسعة. ثم يأتي بعد الدعاة عموم المسلمين. وبعدهم غير المسلمين. وفي كل هؤلاء أصناف ودرجات وأولويات والمبدأ دائما هو التعاون على ما فيه الخير مع أي كان. وإذا كان التعاون مع المسلمين لا يطرح إشكالا، فقد يستشكل البعض التعاون مع غيرهم. وقد جاء في كتاب الله ما يدل على جواز ذلك إذا لم يكونوا محاربين، لأن البر بهم والقسط إليهم ليس من الولاء المحرم، ومن باب أولى التعاون على الخير معهم، قال تعالى: لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين، إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون. (الممتحنة/8-9).

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. قارئ
    24/08/2019 at 02:04

    قناعتي أن الحل في فصل الدين عن السياسة تماما كما حصل في الغرب المسيحي الذي وجد بذلك بوابته للعصر الحديث

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *