Home»Correspondants»الكلمة الافتتاحية للسيد محمد بنقدور رئيس جامعة محمد الأول خلال (ندوة الأقراص المهلوسة)‎

الكلمة الافتتاحية للسيد محمد بنقدور رئيس جامعة محمد الأول خلال (ندوة الأقراص المهلوسة)‎

0
Shares
PinterestGoogle+
 

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي كرم العقل وأوجب حمايته .

ايها الحضور الكريم،
لي عظيم الشرف، باسم جامعة محمد الأول، أن استهل أعمال هذه الندوة العلمية الجهوية بالتعبير عن الشكر الجزيل لتلبيتكم الدعوة للإسهام في أعمالها.   واني على يقين أن حضوركم سيكون مثريا وفاتحا لآفاق واعدة من التعاون الفكري والعلمي المستقبلي. وخير ما نفتتح به هذه الكلمة مقتطف من الخطاب الملكي السامي الذي القاه جلالته بمناسبة الذكرى الثامنة والثلاثين للمسيرة الخضراء حيث قال « … كما أن المغرب ما فتئ يؤكد على ضرورة التصدي للتهديدات الأمنية التي تعرفها منطقة الساحل والصحراء، التي أضحت فضاء لجماعات التطرف والإرهاب وتهريب المخدرات والاتجار في البشر والسلاح، بما لها من تداعيات وخيمة على تنمية واستقرار المنطقة…. »
واستجابة  لما جاء في هذا الخطاب ، تنظم جامعة محمد الاول بوجدة بشراكة مع جمعيات المجتمع المدني  ندوة تحت عنوان « . ظاهرة الأقراص المهلوسة: مقاربات لملامسة المصادر والتجليات والآثار بالجهة الشرقية ».
ايها الحضور الكريم،
لقد استفحلت ظاهرة الاقراص المهلوسة بمجتمعنا وانتشرت بين أوساط أسرنا إلى درجة خطيرة مما تترب عنها من نتائج وانعكاسات سلبية على الاسرة والمجتمع من جميع النواحي: الاجتماعية والامنية والنفسية، فمشكلة المخدرات يتخطى تأثيرها حدود الزمان والمكان ولم يسلم منها مجتمع من المجتمعات لتصبح بذلك احدى المشكلات العالمية المؤرقة سياسيا واقتصاديا وأمنيا واجتماعيا. ولا شك أنها أخطر عدو يتربص بشبابنا، لذلك يجب أن تتكاثف الجهود بين مختلف الفاعلين من جهات أمنية وتعليمية وسياسية ومجتمعية من أجل بث ثقافة الوقاية خير من العلاج. وفي هذه اللحظة ورغم الحملات الامنية المتواصلة لمكافحة شبكات التهريب التي تسعى بشتى السبل لتخريب عقول شبابنا، لازلت مدن الجهة المستهدف الاول من هذه الحرب الاستنزافية تأن تحت وطأة اغراق مقصود لهذه السموم من طرف الجارة الجزائر.وان الكميات المحجوزة خلال هذه الايام التي تعدت 350 الف قرص لخير دليل على ذلك. وهنا افتتح قوس لأقدم الشكر والعرفان لكل السلطات الامنية من امن ودرك وقوات مسلحة وجمارك وسلطات محلية عن الجهود المبذولة لمحاربة الظاهرة. قلت 350 الف قرص ،أي بلغة علماء النفس والمهتمين بالمجال 350 الف جريمة ،350 الف ملف امام القضاء، 350 الف عائلة تعاني من اثرها 350 الف طاقة ضائعة بل 350 الف طاقة سلبية تنهك المجتمع.
ان الجامعة تسعى ، من خلال هذه الندوة الفكرية، إلى التأكيد على ضرورة حماية المغرب ومواطنيه من هذه الآفة التي باتت تهدد المجتمع. وهي مسؤولية تشاركية بين الجميع. ومن هذا المنطلق تبرز أهمية دور المؤسسة الجامعية ،من واقع المسؤولية الاجتماعية التي تمارسها في المجتمع بالإضافة الى التعليم والبحث العلمي ، في التصدي لظاهرة المخدرات ، وذلك بالاعتماد على آراء الخبراء والمختصين في تقديم مواضيع تحليلية ونقدية تتناول مختلف الأبعاد السياسية والفكرية والاجتماعية التي ترتبط بقضايا المخدرات اي  ملامسة المصادر والتجليات والآثار ، ولذلك تأتي هذه الندوة منسجمة مع أهداف جامعة محمد الأول الرامية إلى تفعيل الأنشطة الثقافية والملتقيات الفكرية وتكريس ثقافة المواطنة ومد جسور التواصل بين كل اطياف المجتمع.
ايها الحضور الكريم،
لاشك أن الندوات المتخصصة تشكل طريقا معرفيا تختزل المسافات لتقريب الحقيقة والوصول اليها بعيدا عن تعقيدات المقدمات والنية في التفاصيل، لأنها تعتمد على  المباشرة  والوضوح. وان جامعة محمد الاول ستبقى دائما رهن اشارة كل المبادرات المسؤولة المندرجة في اطار المشاريع الفكرية والتنموية الكبرى التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بإقدام وحكمة وتبصر.
باسم جامعة محمد الاول أجدد الترحيب بالحاضرين في هذا اللقاء العلمي الذي يجمع بشكل تفاعلي وتشاركي بين كل الفعاليات ، مما سيمكن من تعميق النقاش والدراسة لملامسة المصادر والتجليات والآثار للمخدرات  بالجهة الشرقية وطرح سبل المعالجة ليس الجهوية او الوطنية فحسب بل الدولية ايضا. واشكر كل من كانت له يد من قريب او بعيد في تنظيم هذا اللقاء والشكر موصول ايضا للجنة المنظمة والمسؤولين عن  مركز الدراسات والبحوث الاجتماعية والانسانية بوجدة عن توفيرهم لنا هذا الفضاء الرائع.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. محمد بوعصابة
    16/05/2016 at 00:02

    أين كنا ايام بدإ تسرب هذا النوع من المواد السامة والمهلوسة ؟ أين كنا أيام بداية بيعها في النقط السوداء ثم تدريجيا بالأحياء الفقيرة ثم الشعبية ثم بأزقة المدينة ثم قرب المؤسسات التعليمية ؟ أين كنا أيام إكتشاف الألف الأوائل من الثلاثمائة والخمسين ألفا ؟ أين كنا أيام إعتقال الخمسمائة الأوائل منهم؟ والخمسون الأوائل منهم الذين ارتكبوا جريمة ما ؟ أيام ولوج المائة الأوائل منهم مستشفى الأمراض النفسية ؟ أين كنا أيام تطرق الصحف المكتوبة لهذا الموضوع منذ حوالي ربع قرن ؟ ثم بدأ إدراج هذه المواضيع ضمن برامج تلفزية وإذاعية ؟ أأحصيتم متناولي الحشيش الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و50 سنة ؟ قوموا بذلك بواسطة مجموعة من الطلاب الذين يهيؤون شواهدهم العليا إن لم يكن ذلك قد أنجز وسوف تكتشفون الكارثة الكبرى بوجود صفرٱخر بعد الرقم الذي لديكم. أفبمثل هذا الحديث وبمثل هذه الندوات سوف نتصدى لهذا المشكل العويص الذي أدى بعدد هائل من أبناء هذا الوطن إلى الهاوية والذي سوف يؤدي ببلادنا إلى ما لا يحمد عقباه؟ لنحاول رد المياه إلى مجاريها بشيء من التفكير والإرادة لا بالخطب والمداخلات , وإلا سوف يتحول هذا المجرى إلى واد منبعه الجهل ومصبه الهاوية و الذي سيجر الأمة بأجمعها إلى نفق غير محدود…محمد بوعصابة /فاعل جمعوي/الرباط .

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *