Home»Correspondants»الادارة التربوية و المدمرات الثلاثة.

الادارة التربوية و المدمرات الثلاثة.

0
Shares
PinterestGoogle+

    ادا كانت وزارة التربية الوطنية سابقا تراهن على الاستاد داخل القسم من أجل الارتقاء بجودة التعلمات و النهوض بالمدرسة العمومية ,فانها اليوم تراهن على رجل الادارة التربوية بصفته قطب الرحى و صاحب الدور المركزي داخل المؤسسة التربوية و المدخل الرئيسي لاصلاحها.و ادا كان مدير المؤسسة التعليمية في العقود الماضية ناجح في عمله بدون الخضوع للتكوين الاساس أو المستمر تجده اليوم يعاني الامرين في التدبير اليومي للمؤسسة بسسبب الخضوع للضغوطات الداخلية و الخارجية ,و محاولة شراء السلم الاجتماعي داخل المؤسسة على حساب مصالح التلاميذ الابرياء,ناهيك عن الانزال اللامنتهي للمراسيم و المذكرات و المشاريع و الرافعات و التدابير…
لكن رغم الاوراش الاصلاحية الكبرى التي عرفتها وزارة التربية الوطنية بدءا بعشرية الميثاق الوطني للتربية و التكوين , مرورا بتقرير المجلس الاعلى للتعليم ,فالبرنامج الاستعجالي ,ثم الرؤية الاستراتيجية 2015_2030, مازالت دار لقمان على حالها و مازال مستوى التلميد ضعيفا و شخصيته مهزوزة بسبب غياب الامن النفسي و الثقة في الوطن التي كان من الاجدر ان يغرسعا فيه كل من الاستاد و الاداري و الاسرة. ان الحقيقة داخل الشان التربوي مرة لكن لا يجب اعدامها بل نريدها ان تبقى مضيئة وسط ركام التعتيم و ضبابية التزييف و الكذب.الى متى يستمر النفاق مع الوطن ؟متى نقول الحقيقة و نكتبها في المحاضر التي نرسلها للسلطات العليا بدون زركشتها بالاساليب و المسطلحات الرنانة لدغدغة مشاعر المسؤولين المباشرين حتى يرضوا عنا ؟متى نطبق القانون في وجه المتقاعسين و الغشاشين و الانتهازيين ؟متى ……عندما نستحضر المدمرات الثلاثة للادارة التربوية و هي كالتالي :
  أولا :غياب الوازع الديني و البعد الأخلاقي في عملية التغيير.
بحيث لا يمكن لرجل الادارة أن يكون فاعلا ايجابيا داخل مؤسسته  ,يدافع عن مصالح التلاميد و لا يرضخ للمساومات و الضغوطات بدون الاحتكام الى مرجعيات دينية تقوم سلوكه و تمنعه من استغلال تجهيزات المؤسسة لفائدته من حواسيب و اوراق و ماء و كهرباء و……في كل حركاته التدبيرية يستحضر الحق و الواجب, العدل و الظلم ,الخير و الشر, التمييز و المساواة ,الحلال و الحرام ,الدنيا و الاخرة.
    ثانيا :غياب الضمير المهني .
ميزعالم النفس الالماني فرويد عندما رصد بنية الجهاز النفسي للانسان بين :الهو , الانا ,ثم الانا الاعلى . و اعتبر الانا الاعلى هي الضمير المراقب القاسي على افعال الانا و رغبات الهو.و الضمير المهني تترجمه ميكانيزمات دفاعية تجسدها سلوكات ايجابية تهدف الى تصحيح سلوك غير لائق أو الامتناع عن تصرف غير أخلاقي.ويتمثل غياب الضمير المهني داخل جسم الادارة التربوية اساسا في المساهمة في هدر زمن التعلم لدى التلاميد بغض الطرف عن الغيابات الغير المبررة للموظفين و عدم التبليغ عنها خوفا من نشوء تكتلات فئوية مدعمة من طرف بعض نقابات العاروبالتالي زعزعة استقرار المدير و ربما الزج به في اتجاه الاعفاء أو التوقيف و الرجوع الى القسم بحجة عدم القدرة على التدبير الناجع…فضلا عن ذلك يتجسد غياب الضمير المهني في تزوير المحاضر و التقاريرخاصة فيما يتعلق بالجانب المالي و المادي و المحاسباتي بتواطئ مع بعض المزودين من الكتبيين و الشركات ومحلات العقاقير…
ثالثا :غياب روح المواطنة.
ان مدير المؤسسة التعليمية هو ممثل الوزير داخل المدرسة أو الثانوية التي يشتغل بها.  داخل مكاتب المؤسسة تعلق الصورة الرسمية لصاحب الجلالة نصره الله و أيده.وسط الساحة يتربع العلم الوطني اين تؤدى تحية العلم مرتين في الاسبوع.مدير المؤسسة طبقا للمرسوم 376_02_2 بتاريخ 17 يوليوز 2002.الباب الحادي عشر : هو الممثل القانوني للمؤسسة ازاء السلطات المحلية و الهيئات المنتخبة ,هو المسؤول عن ضمان حسن سير الدراسة و النظام بالمؤسسة و توفير شروط الصحة و السلامة للاشخاص و الممتلكات. اذن يجب أن تتوفر في المدير روح المواطنة العالية حتى يكون عبرة للموظفين و التلاميد.أول من يدخل الى المؤسسة واخر من يخرج منها.لكن غياب روح المواطنة لدى رجل الادارة يجعل التلاميد يتقاعسون عن أداء تحية العلم في وقتها بنظام و انتظام مرددين النشيد الوطني.و المؤسف -من بعض ما يدخل في خانة المسكوت عنه-  هو تقاعس بعض الموظفين في الوقوف لتحية العلم أو حضورهم متأخرين يوم الاثنين صباحا.و هذه أخطر ملاحظة يمكن تسجيلها في ظل مس الوحدة الترابية بعد تصريحات الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الموالية لاعداء الاستقرار و الامن الداخلي.و ما أحوجنا في هذه الظروف الى التعبئة الشاملة و رص الصفوف بزرع بذور الأمن النفسي و حب الوطن لدى تلامذتنا.
ان النهوض بالتنمية الاجتماعية و الاقتصادية لبلدنا رهين باصلاح المنظومة التربوية.وهدا الاصلاح لن يحصل ابدا مهما تغيرت الرؤى و المخططات ما دامت الرغبة في الاصلاح غير موجودة.لقد اقتنعنا اليوم انه بامكاننا ان نغير و نساهم في تربية الاجيال و نشر ثقافة بانية بعيدا عن كل أشكال التبخيس و العدمية و الاستكانة الى الامر الواقع.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

4 Comments

  1. ملاحظ
    11/04/2016 at 20:27

    ماذا سيحقق رئيس مؤسسة تربوية تجتمع فيه أضداد هذه  » المدمرات الثلاثة  » و مؤسسته تشكو من نقص فادح في الأطر الإدارية المساعدة ؟؟؟ أضن أن المدمر الأساسي هو النقص المهول في هذه الأطر و الذي يزداد تفاقما موسما بعد آخر . أضف إلى ذلك عدم الاستقلالية في الندبير و التسيير و الاكتفاء بإنزال و تطبيق محتوى النصوص الصادرة مركزيا و جهويا و إقليميا .

  2. يونس
    11/04/2016 at 22:08

    بوركت أيها الرجل الفذ.ان الاوان لتعرية الواقع و فضح التواطءات.ما أحوج الادارة التربوية الى هده المبادئ..

  3. المدير البار
    12/04/2016 at 09:12

    كلام في الصميم ،لأن القيم التي يتحلىبها المدير هي التي تفرض عليه تطبيق التشريعات و القوانين الجاري بها العمل و تجعل ضميره حيا يسعى في كل لحظة و حين التغيير و التطوير قصد تحقيق الجودة المنشودة و تحقيق الوطنية الصادقة الصالحة الغيورة…
    قيم + عمل + تخطيط = نهضة و تطور.

  4. مدير
    12/04/2016 at 10:50

    الاستاذ السباعي حتى لاتكن درجة التعميم عالية فان اغلبية اطر المؤسسات ادارية وتربوية تقوم بالواجب حسب الامكانات المتوفرة وحتى لاتكن لدينا نظرة سوداوية عامة على المنظومة التربوية نعم هناك اكراهات وعراقيل ولكن حسب رايي المتواضع هناك اشياء كثيرة ايجابية رغم دكنات الدهر وعلى كل حال مقال جيد وضع الاصبع على الداء نتمنى الرقي بهذه المنظومة لتحقيق الغايات مع ازكى التحيات

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *