Home»International»الإسلام مفتاح النجاح  » في ألمانيا « 

الإسلام مفتاح النجاح  » في ألمانيا « 

0
Shares
PinterestGoogle+
 

الإسلام مفتاح النجاح  » في ألمانيا  »
Islam als Schlüssel zum Erfolg
الدكتور عبد القادر بطار
الإسلام مفتاح النجاح، عنوان ندوة علمية نظمتها الجمعية المغربية – مسجد الموحدين بألمانيا- بشراكة مع المنتدى الألماني المغربي لجيل المستقبل بمدينة إسن الألمانية، وذلك يوم الجمعة 5 أبريل 2013 ابتداء من الساعة السابعة مساء، بفضاء مسجد الموحدين، أطرها كل من الأستاذ رافل بشر، Ralf buschr محامي، وعضو مؤسس في المجلس المركزي للمسلمين بألمانيا، والأستاذ الدكتور عبد القادر بطار، أستاذ العقيدة والفكر الإسلامي بجامعة محمد الأول بوجدة.
في بداية مداخلته أشار الأستاذ رالف بشر إلى قصة إسلامه وإعجابه بالإسلام بوصفه دينا شاملا لجميع مناحي الحياة، فقد أثار انتباهه في بداية الأمر تحية المسلمين، السلام عليكم، التي يرددها المسلمون بشكل ملفت للنظر، وطريقة عيشهم … وقد أيقن بعد بحث ودراسة عميقتين أن الإسلام جدير بالإتباع، وأنه الدين الذي يحقق السعادة والنجاة للإنسان.
وقد ركز الأستاذ المحاضر على مكانة الشباب في الإسلام، ودورهم في الدعوة إليه، حيث حث الشباب المسلم على ضرورة تعلم اللغات من أجل التواصل مع الآخر، إضافة إلى تنظيم أوقاتهم واستثمارها فيما يعود عليهم بالنفع، كما أشار الأستاذ المحاضر إلى تمجيد الإسلام  للعلم، حيث اشتهر بين المسلمين الدعوة إلى طلب التعلم ولو في الصين، علما أن الصين كان تمثل بالنسبة إليهم أبعد نقطة في الأرض يقول الأستاذ المحاضر.
وقد حدثني الأستاذ رالف بشر أثناء حفل العشاء الذي أقامه المنتدى الألماني المغربي لجيل المستقبل على شرفه أنه يهتم كثيرا بالفقه الإسلامي لأنه أقرب إلى تخصصه القانوني، ولا يهتم بالدراسات العقدية إلا قليلا، خصوصا لما علم أنني متخصص في العقيدة والفكر الإسلامي… وقد سألني عن موقع العقيدة في الإسلام، وقد أوضحت له أن العقيدة الإسلامية أمرها سهل، وأن سورة الإخلاص وحدها تلخصها. قبل أن يتأثر مفكرو الإسلام بالفلسفة اليونانية التي وإن وسعت النظر العقلي عندهم إلا أنها غشت على أبصارهم في فهم القرآن،  كما يقول المفكر الإسلامي الكبير محمد إقبال رحمه الله.(1)
أما بخصوص مداخلتي فقد تطرقت فيها إلى فلسفة الإسلام في الحياة، مبينا أن الإنسان الذي ظل مجهولا عند بعض المفكرين الغربيين  » الإنسان ذلك المجهول » (2) فإنه في التصور الإسلامي معلوم،  كما وقفت عند طبيعة التصور الإسلامي للأشياء، حيث الجمع بين المادة والروح، وسعادة الدنيا والآخرة، وهو كمال لا مثيل له، كما أوضحت أن الشريعة الإسلامي جاءت من أجل إسعاد الإنسان وتكريمه.
وقد عرجت على مقاصد الشريعة الإسلامية مبينا أن أحكام الشريعة الإسلامية السمحة اتجهت إلى نواح ثلاث:
أولا: تهذيب الفرد ليكون مصدر خير للجماعة التي ينتمي إليها ولا يكون منه شر أبدا تجاه أي أحد، وهذا ما تحققه العبادات كلها.
ثانيا: تحقيق العدالة الاجتماعية، حيث إن جميع الناس متساوون أمام القانون، فضلا عن العدل في الأحكام والمعاملات.
ثالثا: تحقيق المصلحة: من خلال مقاصد الشريعة الإسلامية  التي ترجع إلى حفظ خمسة أمور، وهي: الدين والنفس والعقل والمال والنسل، وهي أساس الحياة الكريمة، فالدين ضروري للإنسان، ومن ثم جرمت الشريعة الإسلامية الاعتداء على هذا الحق المقدس، كما اعتبرت  الاعتداء عليه أكبر فتنة يمكن أن تقع  » وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ »  [البقرة : 191] « وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ » [البقرة : 217] كما ضمنت الشريعة الإسلامية لغير المسلمين حرية التدين  » لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ » [البقرة : 256] كما أشرت إلى مكانة العقل في التصور الإسلامي وأنه شرط أساس ومناط للتكليف الشرعي، إضافة إلى تجريم الإسلام لأي اعتداء على الحق في الحياة، في إطار الحفاظ على النفس كمقصد شرعي عظيم، مصداقا لقوله تعالى: » مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ [المائدة: 32] مثلما أوضحت منهج الإسلام في التعامل مع المال حتى يستفيد منه الجميع ولا يكون حكرا على جماعة معينة أو فرد معين، أما الحفاظ على النسل، أي الحفاظ عل استمرار النوع الإنساني فقد أحاطه الإسلام بجملة من التشريعات، فكان الزواج ميثاقا شرعيا عظيما، كما جرمت جميع السلوكات التي تمس بهذا المقصد الشرعي.
وقد تابع هذه النوة العلمية عدد مهم من أفراد الجالية المغربية والجاليات المسلمة المقيمة بألمانيا. حيث استمرت أشغالها إلى حدود العاشرة ليلا من نفس اليوم. كما عهد إلى فضيلة الشيخ إبراهيم السوسي إمام وخطيب مسجد الموحدين بمدينة إسن الألمانية بتسيير أعمال هذه الندوة العلمية المتميزة.

هوامش:
(1)تجديد الفكر الديني في الإسلام، تأليف الفيلسوف الإسلامي محمد إقبال، ترجمه إلى اللغة العربية عباس محمود، الصفحة 8 مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر، الطبعة الثانية 1968.
(2)الإنسان ذلك المجهول، تأليف الدكتور الكسيس كاريل، ترجمه إلى اللغة العربية شفيق أسعد فريد.
وقد ولد الكسيس كاريل بفرنسا سنة 1873م، درس ومارس التعليم بفرنسا ثم رحل إلى الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1905 وتوظف في معهد روكفار للأبحاث العلمية بنيويورك … كما حصل على جائزة نوبل سنة 1939 على أبحاثه الطبية المتميزة، من أشهر مؤلفاته  » الإنسان ذلك المجهول » ترجمه إلى اللغة العربية شفيق أسعد فريد توفي الكسيس كاريل في باريز سنة 1944. أنظر مقدمة أسعد فريد لكتاب « الإنسان ذلك المجهول » مكتبة المعارف بيروت 1998.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. حميد
    10/04/2013 at 13:47

    جزاكم الله خيرا الأستاذ عبد القادر ووفقكم لما فيه الخير زالصلاح

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.