Home»International»إذا كانت النية وراء اعتماد كتابة الأمازيغية بغير الخط العربي هي النيل من القرآن فالله متم نوره

إذا كانت النية وراء اعتماد كتابة الأمازيغية بغير الخط العربي هي النيل من القرآن فالله متم نوره

0
Shares
PinterestGoogle+

إذا كانت النية وراء اعتماد كتابة الأمازيغية  بغير الخط العربي هي النيل من القرآن فالله متم نوره

 

محمد شركي

 

ما بين وجهة نظر المفكر الأستاذ عباس الجراري ، والباحث الأستاذ رمضان مصباح الإدريسي بخصوص طريقة رسم الأمازيغية   يظل دائما السؤال المطروح لماذا الخلاف حول طريقة الرسم ؟  ولماذا إصرار من أصر على طريقة من الطريقتين ؟ لقد عاشت الأمازيغية  قرونا طويلة تنطق قبل أن ترسم ، ولم تمت ولم تضمحل ، بل ظلت موجودة تعانق العربيتين  الفصيحة المكتوبة الملفوظة والعامية الملفوظة ، ولم تشعر الأختان أبدا  في ظل عقيدة الإسلام بوجود ما يفرق بينهما ، بل كانت قناعتهما دائما أنهما آيتان من آيات الله عز وجل في خلقه الذي  خلق الخلق مختلفا  في اللون واللسان . والذي ضمن تعايش اللغتان معا  منذ نعمة الإسلام على بلاد المغرب هو هذه النعمة  نفسها التي لم تجعل إحدى اللغتين تحس أنها مهددة بالأخرى أو عدوة لها أو منافسة . ولم  تبدأ فكرة الصراع بين مستعملي اللغتين ولا أقول بين اللغتين إلا  بظهور نوع من النابتة كما يسميها الجاحظ التي أرادت أن تسبح في ماء عكر حتى لا يكتشف أحد جهلها بالسباحة. أجل بدأ المشكل مع حساسية بعض المحسوبين على الأمازيغية  ليس ضد العربية  كلغة تواصل، بل ضد الإسلام وقرآنه الذي نزل باللسان العربي . وهذه الحساسية هي نتاج الاحتكاك بالفكر الغريب عن الثقافة المغربية الإسلامية قبل أن تكون عربية أو أمازيغية ، وهو فكر يقيم سلطانه على أساس نقض سلطان الإسلام  ، وهو فكر وافد وغريب عن البيئة المغربية . ومن أجل  الوصول  إلى هدف  إقامة سلطان  هذا الفكر على حساب سلطان الإسلام كان لا بد من التمويه على هذا الهدف المكشوف عن طريق اختلاق خلاف وصراع مفتعلين  بين  لغة الإسلام وشقيقتها  الأمازيغية التي لم  يبد منها عبر عصور طويلة ما يشير إلى ضجرها أو ضيقها من  شقيقتها العربية.

وشأن أصحاب هذا التمويه كمن أدرك  أن السير على حد السيف مستحيل، فقلبه ليسير على صفحته بأمان ، وهذه عبارة اقتبستها من المرحوم فضيلة الأستاذ الدكتور العلامة  السوداني  عبد الله الطيب  رحمه الله  قالها في ندوة البلاغة العربية والبلاغة الغربية بجامعة فاس حين وقف  يومئذ أصحاب البلاغة الغربية صفا ضد البلاغة العربية ، وكانوا هم أيضا يموهون على فكرة إقصاء الإسلام لأنه هو صاحب البلاغة العربية  ، تماما كما يفعل اليوم أصحاب الأمازيغية . ولم يستوعب لحد الساعة  لا أصحاب البلاغة الغربية  ولا أصحاب الأمازيغية  من النابتة الذين يستهدفون القرآن الكريم إذا خلوا إلى بعضهم  أن القرآن الكريم الذي شرف الله عز وجل اللغة العربية  بنقله عبارة عن نور لا يمكن أن يطفأ ، لأن ذلك هو إرادة الخالق  سبحانه التي لا ترد ولا تغلب . وقد تجرح العربية أو تنتقد أو  تلتمس لها المثالب والعيوب في  نقطها أورسمها ، ولكن لا علاقة لذلك  بنقلها لنور الله عز وجل. وعلى  الذين  يصرون على رسم الأمازيغية بغير الحرف العربي ـ ولن يزيد العربية شرفا أن تقتبس غيرها من اللغات حرفها أو رسمها  بعدما نالت شرف  نقل نور الله عز وجل الذي لم تحظ به غيرها ـ أن  يدركوا  أن نور الله عز وجل قد دخل  منذ قرون إلى قلوب ألسنتها غير اللسان العربي في كل  أقطار العالم ، ولم يخطر ببال غير العرب  أن يستشعروا ما يستشعره اليوم بعض المحسوبين على الأمازيغية من توجس من العربية. وما رسم غير العرب من الأمم الأخرى التي دخل نور الله عز وجل قلوبها لغاتهم بالخط العربي إلا حبا في النور الذي شرفت العربية بنقله إليهم.  ولم تشعر الأمم المسلمة غير العربية بحرج عندما اختارت الخط العربي  لرسم لغاتها كما هو حال الفارسية والبهارية وغيرهما كما يشعر اليوم المحسوبين على الأمازيغية الذين  يتعسفون في ربط مصير الأمازيغية بالتنكر للخط العربي  ضرورة ، وما هي بضرورة إلا أن يكون وراء القصد ما كان وراء قصد مصطفى أتاتورك العلماني الذي فضل رسم اللغة التركية بالحرف اللاتيني  بنية  إطفاء نور الله عز وجل  ، ولكن الله تعالى أتم نوره  رغم أنف أتاتورك  ،ولا زال نوره يشع من قلوب الأتراك بالرغم من أنهم يتلفظون  لغتهم المرسومة بغير الرسم العربي. وبلغة القضاء نقول للمحسوبين على الأمازيغية الذين يردون اختلاق   مظلمة وهمية للأمازيغية من أجل  هدف مبيت  ومكشوف هو الحلم بإطفاء نور الله عز وجل  إن قضيتكم ساقطة  شكلا ومضمونا  ،لأن  نور الله عز وجل الذي شرفت بنقله العربية يؤكد أن اختلاف الألسنة آية من آيات الله عز وجل، وفي هذا شرف كبير للأمازيغية ولغيرها من اللغات البشرية . ومن كانت له منكم الشجاعة الكافية فليصرح بوضوح أنه  إنما يعادي  نور الله عز وجل النازل بالعربية  ولا يعادي العربية في حد ذاتها  ، عوض لجوئه إلى أسلوب التمويه على النية الخبيثة والمبيتة ضد نور الله  عز وجل الذي تعهد بإتمامه سبحانه ولو كره الكارهون .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. رفاف
    19/11/2012 at 14:45

    بسم الله الرحمان الرحيم
    اخال نفسي انني لازالت في صفوف الدراسة عند استاذي الجليل الذي تتلمذنا على يديه في مادة اللغة العربية .غير ان الاطيب في هذا غزارته المعرفية في الشان الديني .
    فلايسعني الا ان ابارك الرسالة النبيلة التي ما فتأ يناضل من اجلها وهو التيليغ عن المعرفة العلمية الرصينة ليس الا.والسلام

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *