Home»International»انكشاف خيوط مؤامرة صليبية صهيونية تحاك ضد الإسلام في بلاده شرقا وغربا

انكشاف خيوط مؤامرة صليبية صهيونية تحاك ضد الإسلام في بلاده شرقا وغربا

0
Shares
PinterestGoogle+

انكشاف خيوط مؤامرة صليبية صهيونية تحاك ضد الإسلام في بلاده شرقا وغربا

 

محمد شركي

 

صحيح أن الغرب يدعي فصل الدين عن السياسة ، ويعلن بأشكال متفاوتة اعتماد العلمانية واللائكية ، إلا أنه في الحقيقة لا زال عمقه وواقعه صليبيا حتى لا أقول  نصرانيا لوجود فرق بين المصطلحين ، فشتان بين عقيدة الثالوث الصليبية التي يقف منها الإسلام موقف الرفض والإدانة في قوله تعالى : ((  لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد ولئن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم )) ، وبين العقيدة النصرانية التي حدد الإسلام منها أيضا موقفه بشكل واضح ، وهو عبارة عن شهادة  بصحة اعتقاد بعض أصحابها في قوله تعالى : (( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للدين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين )) . فلا زالت الصليبية تقيم لها مركزا رئيسيا  في الفاتكان ، وعلى رأسه أكبر حبر لها ، ولا زالت  كنائسها تقرع أجراسها أسبوعيا في طول بلاد الغرب وعرضها ، ولا زال أهلها  يظهرون إشارة الثالوث في كل ما يقدمون عليه من أعمال ، بل وحتى في لهوه ولعبهم كما هو الشأن في ملاعب كرة القدم ، حيث لا يدخل لا عب منهم ولا يخرج من الملعب ،ولا يسجل هدفا إلا  وأشهر إشارة الثالوث ، الشيء الذي يعني أن الصليبية لا زالت حية وموجودة في مجتمعات الغرب الذي يزعم أنه علمانيا ولائكيا يفصل الدين عن السياسة  صوريا ، ولكنه إجرائيا له شأن آخر . ولا زال الكتاب المقدس يجمع بين عهدين الشيء الذي يعني أن الصليبية والصهيونية وجهان لعملة واحدة ، وقاسمهما المشترك كما جاء في قول الله تعالى هو إضمار العداوة  الشديدة للإسلام . ومعلوم أن الصراع بين الصليبية والإسلام دام لقرون طويلة  ،ولا زال من خلال أشكال مختلفة ساخنة وباردة ، وظاهرة وخفية . وأكبر ضربة وجهتها الصليبية للإسلام هي اختلاق الكيان الصهيوني في قلب العالم الإسلامي، الشيء الذي يعني بلوغ العداوة الشديدة للإسلام أقصى درجاتها .

ومن أساليب الكيد للإسلام بدافع العداوة الشديدة غزو بلاده غزوا فكريا ، وهو ما أفضى إلى خلق ما يمكن أن يسمى نابتة من أبناء الإسلام المحسوبين عليه ،وهي فئات مستلبة فكريا وعقائديا تسوق للمشروع الحضاري الصليبي الصهيوني على حساب المشروع الإسلامي . والغرب الصليبي ومعه الصهيونية يراهنون على هؤلاء المستلبين الذين يعرقلون مسيرة الإسلام حيث ضاعت عشرات العقود في صراع داخل المجتمعات الإسلامية بين أصحاب المشروع الحضاري الإسلامي ، وهؤلاء المستلبين الذين يزعمون أن لهم مشروعا حضاريا  ، و الحقيقة أنهم مجرد أبواق دعاية للمشروع الحضاري الصليبي الصهيوني ، سواء كانوا على وعي بذلك وهو المرجح ، أم كانوا على غير وعي بذلك ، وهو المستبعد في مثل هذا العصر المتطور في كل المجالات . ولقد كانت نسخة العداوة الغربية للإسلام واضحة خلال القرن التاسع عشر بعد قضائه على الخلافة الإسلامية العثمانية ، وما كان لها من دلالة ، وتفتيت الدولة الإسلامية إلى دول كدول الطوائف يوم فتتت الخلافة الإسلامية في الأندلس المسلمة . وبعد فترة الاحتلال الغربي الصليبي لأقطار الخلافة الإسلامية المفتتة ، حرف المحتل مسار ثورات التحرير ،حيث آلت الأمور إلى أنظمة توزعها الغرب ضمن مناطق نفوذه مع جناحه الروسي  بعد الحرب العالمية الثانية . وتمت تصفية الحساب بين الغرب الصليبي بجناحيه فيما يسمى الحرب الباردة على حساب أقطار الإسلام المفتتة أصلا. وازداد الصراع بين المستلبين من أبناء الإسلام المحسوبين عليه ، حيث سوقت بينهم العلمانية في نسختها الليبرالية ، ونسختها الاشتراكية أوالشيوعية ، وهو ما عطل المشروع الحضاري الإسلامي لعقود من السنين . ونتج عن تمكين الحكام المستلبين من مراكز صنع القرار في الأقطار الإسلامية نماذج من الدكتاتوريات سواء الليبرالية أو الاشتراكية أوالشيوعية . وهو ما مكن للغرب الصليبي  وللصهيونية تمكينا  كبيرا .

وجاءت الانتفاضات الأخيرة ضد أشكال الدكتاتوريات في الأقطار الإسلامية ، بعدما سقطت مقولة القطبين في العالم الصليبي ، وتحول الصراع البارد المفتعل بينهما إلى صراع ساخن مع الإسلام حيث تم التسويق  لفكرة إلصاق تهمة الإرهاب  به ، وهي  فكرة صيغت من طرف الكيان الصهيوني الذي أزعجته المقاومة الإسلامية ، فحاول إضفاء الشرعية على احتلاله للأراضي الإسلامية بما فيها فلسطين ، وسحب هذه الشرعية من المقاومة الإسلامية . وكان ما كان من مسرحيات مطبوخة ومكشوفة من أجل تحويل أنظار العالم عن حقيقة الحقد الصليبي الصهيوني الشديد على الإسلام ، وهو ما كشفت عنه زلة لسان الرئيس الأمريكي بوش في لحظة من لحظات النشوة الصليبية ،وهو يغزو العراق وأفغانستان . ومع مطلع الربيع في بلاد الإسلام حتى لا أقول العروبة ، وهو وصف  يركبه الغرب الصليبي عمدا للتحريض بين المسلمين من خلال النفخ في النعرات الطائفية ، عاد الغرب الصليبي من جديد للتآمر على الإسلام حتى لا يكون هذا الربيع لصالحه . فما إن أعلنت الشعوب الإسلامية عن هوية ربيعها رافعة شعاراته ، حتى قامت قيامة الغرب الصليبي ولم تقعد. والغرب الصليبي اليوم مشغول بعملية تحريف مسار هذا الربيع  بعد أن صارت مراكز القرار بيد بعض الأحزاب الإسلامية التي راهنت عليها الشعوب من أجل التخلص من الفساد والدكتاتوريات . ولقد بدأت المؤامرة بأرض الكنانة ، وهي أرض  كانت عبر التاريخ هدف الصليبية من أجل النيل من الإسلام ،لأنها القلب النابض بالنسبة إليه . فبعدما أفرز الربيع الإسلامي في مصر فوز حزبين إسلاميين دخل الغرب الصليبي على الخط ، وأوعز إلى المؤسسة العسكرية التي لا زالت قيادتها بيد رموز النظام البائد للتضييق على الحزبين الإسلاميين الفائزين حتى لا تصير الأمور لصالح المشروع الحضاري الإسلامي . وحرك الغرب الصليبي ومعه الصهيونية كل المستلبين من المحسوبين على الليبرالية والعلمانية من أجل تأخير وصول قطار المشروع الحضاري الإسلامي الذي يقلق المشروع الحضاري الصليبي الصهيوني .

وهكذا صرنا نسمع من جديد بترشيح رموز النظام الساقط في مصر، وهو ما يعني مؤامرة مكشوفة من الغرب الصليبي ومن الصهيونية من أجل إجهاض المشروع الحضاري الإسلامي . وما قيل عن مصر ينسحب تماما على باقي الأقطار الإسلامية التي فازت فيها الأحزاب الإسلامية . وتم تضخيم المخاوف  من المشروع الحضاري الإسلامي حتى  وضع له مصطلح وهو  » الإسلاموفوبيا  » . واشتد هوس المستلبين الذين يرفعون شعار المشروع الحضاري الغربي من ليبراليين  وعلمانيين ، وكثرت مطالبهم على إثر وصول الأحزاب الإسلامية إلى مراكز صنع القرار ، وهدفهم هو إجهاض تجربة المشروع الحضاري الإسلامي في مهدها لفائدة المشروع الحضاري الصليبي الصهيوني . وبدأت تحديات  الحكومات  والبرلمانات الإسلامية في شكل مخططات مكشوفة لإحراجها في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية من خلال مظالم مختلقة من أجل البرهنة على عدم صلاحية المشروع الحضاري الإسلامي للحياة  ، وهو ما سوقه ويسوقه الغرب الصليبي مع الصهيونية .  وبدأ تفتيت جديد لأقطار الإسلام حيث فصل جنوب السودان عن شماله على أساس عقدي صليبي مكشوف . وكثر النفخ في النعرات الطائفية حيث تروج أخبار مفادها أن ليبيا مستهدفة بهذا النفخ . وغير بعيد عن ليبيا أعلن قبل ثلاثة أيام قيام دولية طائفية في شمال مالي ، وهو قطر كان عبر التاريخ تحت سيادة المشروع الحضاري الإسلامي . ويركب الغرب الصليبي الصهيوني النزعات الطائفية لدى العقيدة الرافضية الفاسدة التي تحاول  تفتيت العراق من خلال  ممارساتها الطائفية المهددة للحمة الشعب العراقي المسلم إسلاما ينبذ الطائفية . ولا أحسب أن تآمر الغرب الصليبي مع الصهيونية ضد الإسلام كان بهذا الحجم من قبل ، خصوصا بعدما اختارت الشعوب الإسلامية الرهان على المشروع الحضاري الإسلامي من خلال التصويت على أحزاب إسلامية . ومن المنتظر أن  ترتفع وتيرة العداء الشديد للإسلام من خلال النفخ في النعرات الطائفية من جهة ، ومن خلال تحريك  المستلبين من الليبراليين والعلمانيين باعتبارهم طوابير خامسة  متربصة في الداخل بالمشروع الحضاري الإسلامي  من أجل التمكين للمشروع الحضاري الصليبي والصهيوني ، الذي خسر رهان الاحتلال العسكري ، والغزو الفكري على حد سواء في مناطق نفوذ الإسلام. والمؤسف أن فئات من الإسلاميين يغفلون عن المؤامرة ، ويستنزفون الطاقات في خلافات هامشية  بينهم ، الإسلام في غنى عنها في هذا الظرف العصيب .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *