Home»International»لمن الكلمة ؟

لمن الكلمة ؟

0
Shares
PinterestGoogle+

 

لمن الكلمة ؟

كثيرا ما تحدث المفكرون والساسة والمهتمون في العالم العربي باسم

الأغلبية الساكنة الصامتة، وكثيرا ما أبدع هؤلاء في عرض الأدواء التي تفتك

بالأمة وتنخر جسمها منذ عقود.

ربما تحدثوا بوصفهم أطباء يشخصون العلل ويصفون الأدوية ؛ وربما بالغوا

في وصف حالة المرض ومدى استشرائه في باقي أعضاء الجسد ، وربما تناولوا

بعض أعراض المرض التي ظهرت على هذا الجسد المنهك فأفقدته السير مع

السائرين الأوائل ورضي بالزحف مع الخوالف ،وهذه إحدى علامات المرض

فالسليم الصحيح يسير مع الأقوياء وليس مع الضعفاء .

إلا أن هؤلاء المتحدثين باسم الأمة لم يستطيعوا إيجاد أدوية شافية لهذه العلل ، ولم

يوفقوا إلى ترجمة نظرياتهم المختلفة إلى برامج عملية قابلة للتطبيق.

الكل يتفق على أن الجسم العربي مريض، وأن مرضه مستعص، وأن حالته تدعو

للقلق وأن المرض استشرى وطال معظم أجهزة هذا الجسم، فلا تكاد تجد عضوا

سليما يقوم بدوره كما يجب وإنما معظم أجهزة هذا الجسم قد أصابها المرض

بدرجات متفاوتة، فلم تعد قادرة على القيام بوظيفتها كما ينبغي، وإنما أصابها قصور

في الأداء كما تصاب الكلى بالقصور .

لذا وجب التدخل السريع لإنعاش الجسم العربي والإبقاء على الحياة فيه، وإعادة

القوة والحيوية إلى أعضائه حتى يقوم كل منها بوظيفته؛ ونظرا لبطء تدخل المعنيين

بالأمر وعدم التوفيق في وصف الدواء الناجع ،وتأخر العلاج والشفاء، وبالتالي

تدهور صحة المريض ، فقد تقدم ثلة من الشباب في العالم العربي إلى إسعاف الجسم المريض :

لان الوضع حرج، ويحتاج إلى تدخل سريع لتستمر الحياة.

ولأن المتدخلين السابق ذكرهم لم يحلوا مشكلا، ولم يتجاوزا عقبة، وإنما كل ما

كانوا يتفوهون به مجرد كلام لايقدم ولا يؤخر في حالة المريض شيئا .

لأن الشباب ملوا وعود الساسة الذين هم جزء من المشكل وليس جزءا من الحل

لان الشباب راكموا من التجارب الفاشلة للذين كانوا يتحدثون باسمهم ما جعلهم

غير مستعدين لتكرار نفس الأخطاء.

تقدم ثلة من الشباب العربي على اختلاف مشاربهم ، وأهدافهم في الحياة ،

واختلاف رؤاهم ونظرتهم، ورغم قلة تجاربهم بالمقارنة مع من يحسنون الكلام

ويقل عطاؤهم في ميدان العمل، فقد عقدوا العزم على إلانجاز.

تطوعوا جميعا لتقديم الإسعافات الضرورية، تناسوا اختلافاتهم واتحدوا

لإنقاذ هذا الجسم العليل، وتبين أثناء انكبابهم على علاج المريض والسهر

على إخراجه من وضعه الحرج ، مدى حرص فئة من المنتفعين على استمرار

الداء ،واستفحال الوضع .

إن استجابة هؤلاء الشباب في العالم العربي لأنين الجسم المريض ، موقف سليم

صحيح، لأن الأصل في الإنسان الحي أن تكون له ردة فعل أما الذي لا ردة فعل

لديه مهما كانت الظروف والأحوال، فهو جسم ميت أو مريض؛ وقديما قال الشاعر.

من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام

ولذلك فإن موقف هؤلاء الشباب الذين خرجوا في العالم العربي كان لازما ؛وكان

خروجهم ضرورة، وكان لابد أن يقوم طرف ما بعملية الإنقاذ؛ إن الذين يستفيدون

من الوضع هم الذين يشككون في الأهداف ، ويتهمون الأفكار ، ويسجنون النوايا .

إن الذين ألفوا الحديث لسنوات عجاف ربما آن الأوان لمراجعة اسطوانتهم ، والبحث

في ذواتهم عن الاسباب الحقيقية التي أخرتهم وقدمت هؤلاء الشباب ، وأن الذين

كانوا يتحدثون وعلى الجميع الإصغاء إلى كل ما تجود به قريحتهم ربما آن لهم أن

يتراجعوا إلى الخلف، لان الشباب العربي بصدد خلق واقع يستطيع فيه الكل الحديث

وربما يقول قائل- وهو محق- إن الأمر ليس كما تدعي فنحن بعيدين كل البعد عن

هذا الواقع المتخيل، أقول : نعم وأنا أعرف ذلك ،ولكن في نفس الوقت ألا

تلاحظون أن الكثير من الأنظمة والكثير ممن بيدهم زمام الأمور أصبحوا مستعدين

على الأقل لمراجعة دساتيرهم ، ومستعدين للتنازل عن بعض مكتسباتهم ، ومستعدين

للاعتراف بالآخر ، وبتقسيم الحكم معهم ، وكل هذا بفضل قومة هؤلاء الشباب .

ولكن يبقى السؤال مطروحا .

لمن الكلمة ؟

يحي ابراهيمي

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *