Home»Enseignement»نظمت الثانوية التأهيلية المسيرة الخضراء بمدينة وجدة نشاطا ثقافيا بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية

نظمت الثانوية التأهيلية المسيرة الخضراء بمدينة وجدة نشاطا ثقافيا بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية

2
Shares
PinterestGoogle+

 نظمت الثانوية التأهيلية المسيرة الخضراء بمدينة وجدة نشاطا ثقافيا بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية

محمد شركي

في إطار الأنشطة الثقافية التي ينظمها نادي الفن والثقافة بالثانوية التأهيلية المسيرة الخضراء بوجدة ، وهو ناد منبثق عن مشروع المؤسسة الذي تتبناه إدارة هذه الثانوية ،والهادف إلى تنشيط الحياة المدرسية للرفع من مستوى تحصيل المتعلمين ، وصقل مواهبهم ، وتشجيعهم على الإبداع ، أشرف  النادي يومه 28 دجنبر 2022  على الساعة  العاشرة صباحا على تنظيم نشاط ثقافي بمناسبة حلول ذكرى اليوم العالمي للغة العربية الذي يصادف الثامن عشر من شهر دجنبر، وهو عبارة عن محاضرة تحت عنوان : اللغة العربية بين الماضي والحاضر  » ، و هي محاضرة وجهت إليّ دعوة كريمة من إدارة المؤسسة لإلقائها باسم رئيسها الأستاذ الفاضل السيد منير شطيبي ، وقد تولى تبليغها إليّ أستاذ  اللغة العربية الكريم السيد خالد عيادي

.

ولقد حضر هذا النشاط الطاقم الإداري ممثلا في السيدات الفضليات منسقة النادي أستاذة  اللغة العربية فاطمة الخالدي ، و الحارسة العامة الأستاذة رجاء مخلوفي ، والسادة الأفاضل ناظر الدروس عاشور أرنو ، والحارس العام محمد قارة ، والمقتصد محمد الغول ، ورئيس جمعية آباء وأولياء التلاميذ عبد القادر الوشاني ، وكاتب الجمعية يحيى بلهادف ، ويحيى العربي المكلف بأرشيف المؤسسة ، وهو أيضا عضو الجمعية ، وبحضور جمع غفير من التلميذات والتلاميذ ، كما صاحبني إلى هذا النشاط زميلي الأستاذ الحسن جردوي مفتش مادة العلوم الفيزيائية سابقا

.

 ولقد حظيت بترحاب كبير من طرف الجميع لذا أغتنم الفرصة لشكرهم جزيل الشكر مع الثناء عليهم ، ولهم مني كل العرفان والامتنان لأنهم مكنوني من فرصة اللقاء بتلاميذ هذه المؤسسة بعد طول عهدي بمثل هذا اللقاء المبارك الذي كان مناسبة طيبة للحديث عن لغة الضاد التي شرفها الله تعالى بنقل رسالته إلى العالمين لأنها اللسان العربي المبين .

وفيما يلي خلاصة المحاضرة :

بدأت الحديث عما سجلته كتب التاريخ عن ماضي اللغة العربية الذي يقدرعمرها بنحو ألف سنة قبل الميلاد ، وقد نشأت مع لغات سامية  كالآرمية ، والكنعانية والعبرية ، كما كشفت عن ذلك نقوش قديمة . وتمت الإشارة  بعد ذلك إلى الجنس الذي ينسب إلى هذه اللغة، وهم العرب الذين منهم عرب البائدة  هم قوم عاد وقوم ثمود ، وعرب باقية وهم القحطانيون العرب العاربة، و يرجع نسبهم إلى يعرب بن قحطان، وموطنهم اليمن، ولغتهم الحميرية ، وعدنايون  أو العرب المستعربة، وهم من ولد إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام ، ولغتهم العربية الفصحى كما نقلتها إلينا أشعارهم ، ونقلها القرآن الكريم ، وأحاديث سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم .

ولقد تم التركيز  بعد ذلك على اللغة العربية في فترة الجاهلية التي تقدر بقرن أو بقرن ونصف قبل بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والتي بلغت فيها اللغة العربية أوج نضجها وكمالها  وجمالها ، وهو ما جعلها تشرف بحمل الرسالة الخاتمة إلى العالمين . وتمت بعد ذلك الإشارة إلى النصوص الشعرية الجاهلية، وهي نصوص شاهدة على ماضي اللغة العربية  العريق ، ومنها المعلقات التي كانت تعلق على جدار الكعبة احتفاء بها، وهي من عيون الشعر العربي التي هي من ديوانهم والذي جمع بعضه  المفضل الضبي في مفضياته ، والأصمعي في أصمعياته ، والأخفش في اختياراته.

واقتضى الحديث ذكر مختصر لحياة العرب في جاهليتهم التي كانت مرتبطة بالتماسهم مواطن الكلإ والعشب لرعي أنعامهم في صحراء شبه جزيرة العرب ، وهي حياة كان فيه حضور قوي لإبداعاتهم الشعرية التي تزخر بتصوير رائع لحياتهم في سلمهم، وحربهم ،وترحالهم، ومغامراتهم العاطفية … إلى غير ذلك من جواب حياة بدوية مثيرة للإعجاب . واقتضى الحديث أيضا عن سنّهم تقاليد شعرية حيث كانت قصائدهم  تفتتح بمقدمات غزلية أو طللية يتخلصون منها إلى المواضيع التي يريدون طرقها في شعرهم الذي لم يكن لهم علم أصح منه كما قال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه . واقتضى المقام أيضا الإشارة إلى طبيعة النثر العربي في الفترة الجاهلية، وقد تم التمثيل له ب فقرات من حديث أم زرع  كنموذج . وتمت الإشارة بعد ذلك إلى طبيعة لغة القرآن الكريم التي بلغت أوج جمالها وكمالها ، وما صاحبها من لغة الأحاديث النبوية الشريفة ، وقد أوتي صاحبها عليه الصلاة والسلام مجامع الكلام . وتمت الإشارة أيضا إلى ما تلا عصر النبوة من عصور تأثرت فيها اللغة العربية بما أضفاه عليها القرآن الكريم من سمو الفصاحة والبلاغة والبيان، فأبدع بها المبدعون الأشعار، والخطب والرسائل، ومختلف العلوم المعارف إلى أن ابتلي العرب في العصر الحديث بالغزو الأوروبي الذي استهدف هذه اللغة الجميلة ، وحارب معاهدها الكبرى كالقرويين، والزيتونة، والأزهر الشريف، وغيرها من المعاهد ، وقد شوش ذلك  على فصاحة وبلاغة  الناطقين بها الذين انصرفوا عنها إلى عامياتها ، وانشغلوا بألسنة المحتلين ، وركبتهم عقدة الانبهار بها مقابل ازدراء لغتهم لغة الضاد، ونشأت عن ذلك ما صار يسمى لغة عربية وسطى بين الفصحى والعاميات ، وهي مما يتعاطاه الإعلام ، ولا زالت هذه العقدة تطاردنا  إلى يومنا هذا حيث يتندر أبناء العروبة بمن يتحدث بلغته الفصحى ، بينما ينظر إليه بإعجاب وإكبار حين يتحدث بغيرها من اللغات الأجنبية .

واقتضى المقام أيضا الإشارة إلى واقع اللغة العربية في حاضرنا حيث يقتصر استعمالها على تدريس بعض حصصها في مؤسساتنا التعليمية  ، وتدريس بعض المواد المتآخية  بها ، ويقتصر الحديث بها بين جدران الفصول الدراسية ، أما خارجها، فالسيادة الكاملة للعامية التي هي خليط من لحن فاحش يصيب الفصحى، ومن كلمات ،وعبارات فرنسية دون أن يكون ذلك مبعثا للتندر الذي يحصل حين يتحدث المتعلمون بالفصحى .

ومن أسباب ضعف الأداء الجيد للفصحى في تعليمنا غياب النصوص الإبداعية الجيدة شعرا ونثرا من كتب ومقررات مادة اللغة العربية ، وهو أمر نكاد نجزم أنه مقصود من أجل صرف الناشئة المتعلمة عن طلاقة ألسنتها بالفصحى ، وإلجامها بالعامية التي  بلغ الأمر ببعض الجهات المشبوهة  حد اقتراح التدريس بها  لتحل محلها في التدريس إلى جانب اللغات الأجنبية .

وتناولت المحاضرة بعد ذلك توجيهات إلى الناشئة المتعلمة من أجل استعادة الصلة بلغتها العربية التي هي أساس هويتها ، ومن تلك التوجيهات الاهتمام بمهارة الحفظ التي تقوي الذاكرة  والذكاء عكس ما يروج له البعض ، وخير ما يحفظ ما تيسر من كتاب الله عز وجل، وسنة رسوله  صلى الله عليه وسلم ،  وبعض عيون الشعر العربي قديمه وحديثه ، مع بديع نثره  أيضا. ومن تلك التوجيهات أيضا تعاطي العربية الفصحى نطقا ورسما بشكل مستمر لأن اتقانها لا يكون إلا بكثرة ممارسة الحديث والكتابة بها، فضلا عن ممارسة قراءة ما يكتب بها من مؤلفات إبداعية لكبار ومشاهير المبدعين .

ومن أجل حث الناشئة المتعلمة على الإقبال على تعلم اللغة العربية، اغتنمت الفرصة للتذكير بما حققه فريقنا الوطني لكرة القدم في مباريات كأس العالم  في قطر ،والذي حطم عقدة الشعور بالنقص أمام كبريات الفرق الكروية ، وتغلب عليها ، وصار بذلك قدوة  يجب الاقتداء بها  في كل المجالات ،وعلى رأسها مجال التعلم  .

وختمت المحاضرة بإلقائي آخر ما نظمت من شعر ، وكان عبارة عن قصيدة عمودية نوهت فيها بإنجاز أبطال فريقنا الوطني ، علما بأن المحاضرة كانت قد افتتحت بقصيدة لشاعر النيل حافظ إبراهيم التي تحدث فيها بلسان اللغة العربية لما اتهمها أبناؤها بالعجز والقصور، وقد أنشدتها إحدى التلميذات فأحسنت الأداء. وفي نهاية المحاضرة تدخل التلاميذ ،فطرحوا أسئلة ركزوا من خلالها على طلب  كيفية تحسين أرصدتهم من لغة الضاد ، فتم تزويدهم بما يحقق لهم ذلك، واغتنم هذه الفرصة الأساتذة الأفاضل ، فشاركوا بدورهم في توجيههم بحثهم على  بذل الجهد لتحسين استعمال  لغتهم التي هي ضمان صيانة هويتهم .

وانتهى هذا النشاط الثقافي على أمل أن تليه أنشطة ثقافية  أخرى خصوصا وأن المتعلمين أبدوا اهتماما كبيرا بما يقدمه لهم نادي الفن والثقافة ، واستزادوا من أنشطته الوازنة.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *