Home»Enseignement»تعويضات عن التخرج من مراكز تكوين وزارة التربية الوطنية تتأخر لأكثر من ثلاثة عقود ومستحقوها إما أموات أو متقاعدون

تعويضات عن التخرج من مراكز تكوين وزارة التربية الوطنية تتأخر لأكثر من ثلاثة عقود ومستحقوها إما أموات أو متقاعدون

0
Shares
PinterestGoogle+

تعويضات عن التخرج من مراكز تكوين وزارة التربية الوطنية تتأخر لأكثر من ثلاثة عقود ومستحقوها إما أموات أو متقاعدون

محمد شركي

سجلت وزارة التربية الوطنية عندنا رقما قياسا بخصوص مدة تأخر تعويض  أطرها المتخرجين من مراكزالتكوين، وحق لها أن يسجل لها ذلك في موسوعة غينيس للأرقام القياسية . وعلى وزارتنا ينطبق المثل العربي القائل :  » أحشفا وسوء كيلة  » ، وهو مثل يضرب لمن يجمع بين خصلتين ذميمتين كبائع حشف ـ وهو تمر رديء ـ وقد جمع بين رداءته وسوء كيلته .

وقياسا على هذا المثل يجوز القول لوزارتنا الوفية السخيّة:  » أمَطْل يا وزارة وعُطْل  » ، ذلك أنه مرت سنوات طوال على تكوين أطر وزارتنا في مختلف مراكزها وهم ينتظرون الحصول على مستحقاتهم، وقد علا الغبار ملفاتهم ، وتقاعد جلهم ، ولقي منهم من لقي ربه ، وهي لمّا تصفّ  بعد ،وقد تآكلت وثائقها، وغاب رسمها .

 ولمّا فكرت وزارتنا في تصفيتها، طالبت أصحابها بوثائق تثبت استحقاقهم للتعويض وكأنها لا تعرف عنهم شيئا ، علما بأن مراكزها تحتفظ بملفات التحاقهم بها وتخرجهم منها ،وكفى بها شاهدة على ذلك، إلا أن وزارتنا التي تكيل بمكيالين كما عهدناها  دائما مطفّفة وويل لها من ذلك ، فهي تسرّع  مسارالاقتطاعات ، وتماطل كأشد ما يكون المطل في صرف المستحقات .

ولقد اضطر أصحاب التعويض عن التكوين ، وقد تعهدت به الوزارة في قرارات شاهدة على ذلك والتي زودتهم بها عقب تخرجهم من مراكزها  إلى الانظار الطويل  لسنوات حتى تقاعد منهم من تقاعد  ، ورحل  منهم  من رحل عن هذه الدنيا لتنشرعلى موقعها الرسمي  لوائح بأسماء بعضهم، ومواعيد حجهم إليها بالعاصمة من كل فج عميق لتصفية ملفات تعويضهم ، ولتوقيع قرارات تمكينهم من مستحقاتهم الهزيلة والمخجلة ، وقد غابت أسماء البعض الآخر لأن ملفاتهم إما تنقصها وثائق أو هي في حكم  الضائعة . وعلى من لم تنشر أسماؤهم بتلك اللوائح أن يعدّوا من جديد ملفات المطالبة بمستحقاتهم، وشد الرحال إليها من جديد ، وفيهم مرضى وعجزة لا يطيقون سفرا ، علما بأن الشعارات المرفوعة عندنا ـ يا حسرتاه ـ  هي اللامركزية واللاتمركز ، وكذا تقريب الإدارة من المواطنين ، فضلا عن اعتماد الرقمنة  وأحدث وسائل التواصل .

وعوض أن يمكّن أصحاب هذه  المستحقات من تسوية ملفاتهم رقميا  عن بعد وهم في بيوتهم ، فإن الوزارة تأبى إلا حضورهم جسديا احترازا من أن تصرف تلك المستحقات  لغير مستحقيها حسب زعمها ، وهي  على علم بأصحابها أحياء وأمواتا في سجلاتها  المختلفة التي لا تضل ولا تنسى  حين يعلق الأمر بصرف الرواتب والمستحقات أوبالاقتطاعات.

ومن سوء حظ بعض أصحاب تلك الحقوق أن بعض ما تطالب به الوزارة أو ما تشترطه من وثائق قد ضاع منهم لسبب أو لآخر ، وعليهم أن يطرقوا أبواب مصالحها  المختلفة عسى أن يجدوا أثرا لها يثبتون به مرورهم بمراكز تكوينها ، فإن لم يجدوا ما يثبتون به ذلك، ذهبت مستحقاتهم أدراج الرياح ، وكان شأنهم كما جاء في رواية  » يحدث في مصر الآن  » للروائي المصري يوسف القعيد الذي صوّر مأساة بطل روايته الذي سماه  » الدبيش  » والذي  قتل نتيجة العنف الذي تعرض له بتهمة حصوله على أكثر من حصة تموين من مساعدة أمريكية لفقراء مصر بعد توقيع  رئيسها الراحل أنور السادات معاهدة السلام مع الكيان الصهيوني حيث أوعز  هذا البطل إلى زوجته التحايل بحمل كذب للحصول على حصة  تموين مع الحوامل ، فافتضح أمرها ،ولما لجأت إلى القضاء مطالبة بمتابعة  قتلة زوجها، طلب منها أن تثبت وجوده قبل هلاكه من خلال وثائق كعقد زواج أو صورة شمسية له أو صورة تشهد بزفافهما … وهو ما لم تكن تملكه ،فكان بذلك  إثبات وجود  » الدبيش  » الهالك قبل قتله مستحيلا ، وكان وجوده الحقيقي  في حكم العدم .

ومما يعترض بعض أصحاب تلك المستحقات من عوائق أن بعض الوثائق المطلوبة في ملفاتهم  قد تتضمن بعض الأخطاء من قبيل اختلاف رسم أسمائهم بين وثيقة وأخرى ، وقد تعزى  تلك الأخطاء إلى الجهات التي سلمت لهم  تلك الوثائق ، وهؤلاء عليهم تصحيحها إن أمكنهم ذلك وإلا  فلا حق لهم في مستحقاتهم . ولا زال على سبيل المثال  مشكل رسم اسم محمد بلغة المحتل الفرنسي  في وثائقنا  قائما لحد الساعة  في بلادنا، فهو يرسم برسمين مختلفين  بخصوص حرف الميم ،ذلك أنه تارة يرسم بميمين أو لنقل يفك إدغامه  في وثيقة، بينما يرسم بميم واحدة في أخرى من وثائق ملف التعويض ، وكفى بهذا حاجبا للتعويض كما يحجب وارث غيره من إرث .

وأما من رحلوا إلى الدار الآخرة من أصحاب  هذه المستحقات ، فعلى أصحاب الحقوق من ذويهم أن يلجئوا إلى القضاء ، ومساطره كما هو معلوم طويلة النفس ، ودون فضها في أمرهم شيب غراب، وخرط قتاد .

 وأخيرا يحدث هذا المطل  » الغينيسي » نسبة إلى موسوعة  » غينيس  » من وزارتنا في صرف مستحقات التكوين لأطرها ، ونحن في القرن الواحد والعشرين ، وهو عصر السرعة الرقمية ، ولهذا نقول لمن تأخرت مستحقاتهم لثلاثة عقود أو يزيد سواء من  مات منهم رحمة الله عليه ، أو بسبب ضياع ملفات بعضهم أو بعض وثائقها كما حصل لزوجة  » الدبيش  » بطل رواية يوسف القعيد أجركم جميعا على الله تعالى .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *