Home»Enseignement»ورقة مختصرة تتضمن توجيهات متعلقة بمقاربة مكونات درس اللغة العربية في السلكين الابتدائي والثانوي الإعدادي لفائدة مدرسي المادة خاصة المبتدئين

ورقة مختصرة تتضمن توجيهات متعلقة بمقاربة مكونات درس اللغة العربية في السلكين الابتدائي والثانوي الإعدادي لفائدة مدرسي المادة خاصة المبتدئين

2
Shares
PinterestGoogle+

ورقة مختصرة تتضمن توجيهات متعلقة بمقاربة مكونات درس اللغة العربية في السلكين الابتدائي والثانوي الإعدادي لفائدة مدرسي المادة  خاصة المبتدئين

 إعداد :

 محمد شركي مفتش مادة اللغة العربية بالتعليم الثانوي (سابقا) بجهة الشرق

تمهيد : معطيات لا بد من التذكير بها

بداية لا بد من التذكير بأن مادة اللغة العربية التي تعد للتدريس  من خلال منهاج داسي خاص بها ،وما يتضمنه من برامج ،ومقررات، ووسائل خاصة  بكل أسلاك التعليم هي عبارة عن وحدة مكوناتها  القرائية واللغوية والتعبيرية غير قابلة للتجزئة لأنها  متداخلة ومتقاطعة يصعب الفصل بينها .

وتسميتها أو نعتها  بمكونات على الشكل التالي : (مكون  الدرس القرائي / مكون الدرس اللغوي / مكون درس التعبير الكتابي  ) ،لا يعني استقلالها عن بعضها  البعض بل هي مجتمعة تمثل درس اللغة العربية .

ولهذا فالمشتغل بتدريس المكون القرائي على سبيل المثال لا مندوحة له عن استحضار المكونين اللغوي والتعبيري ، والعكس يصح أيضا ، والبرهنة على ذلك ممكنة وإجرائية .

ومما يجب التذكير به أيضا أن التوجيهات التربوية الرسمية عندنا  تتبنى بيداغوجيا الكفايات التي تنمى لدى المتعلمين من خلال تمهيرهم على مهارات وإقدارهم على قدرات تراكم كلها عبر نسق معين لتحقيق امكتساب تلك الكفايات في نهاية المطاف ، والتي تتحقق على مدى فترات دراسية عكس  ما هو عليه الحال بالنسبة للأهداف الإجرائية التي تتحقق  وتقوّم بعد كل حصة دراسية .

ومعلوم أن الكفايات نوعان : عامة ، و خاصة أو نوعية ، أما العامة ،فهي عبارة عن مراكمة كل الكفايات النوعية أو الخاصة بكل مادة دراسية على حدة . والكفايات العامة تتحقق بالتدريج  بعد كل موسم دراسي من كل سلك تعليمي إلى غاية نهاية فترة التعلم بكل الأسلاك التعليمية .

ومعلوم أيضا أن الكفايات النوعية في المادة الدراسية الواحدة  يحددها المنهاج الدراسي وفق مؤهلات  المتعلمين حسب ما تسمح به أعمارهم ، وهي كفايات متكاملة يكمل اللاحق منها السابق إلى آخر سلك تعلمي .

ومما تجدر الإشارة إليه هو ضرورة اعتماد الجهاز المفاهيمي والاصطلاحي الخاصة بتدريس أو مقاربة درس اللغة العربية بكل مكوناته في كل الأسلاك .

ومن هذه المفاهيم والمصطلحات نذكر : مفهوم الكفايات ، مفهوم المهارات والقدرات ، مفهوم التعلم الذاتي ، مفهوم المقاربات … وهي كما يلي :

ـ  مقاربة الدرس القرائي : وتشمل  مقاربة نصوص نثرية وظيفية ، ونصوص شعرية إبداعية ، ونصوص مسترسلة ، ونصوص سماعية .

ـ مقاربة الدرس اللغوي : وتكون عبر ثلاث  مراحل : مرحلة فهم وتحليل نص الانطلاق المتضمن للظاهرة اللغوية المستهدفة، مرحلة التركيب أو استنباط القواعد الضابطة، ،ومرحلة التطبيق.

ـ مقاربة درس التعبير الكتابي : وتكون عبر أربع مراحل : مرحلة  الفهم والتحليل ، ومرحلة التقعيد، ومرحلة التطبيق على ضوء التقعيد ،  ومرحلة الإنتاج الذي يعكس مدى تمكن المتعلمين من المهارة التعبيرية المستهدفة .

ومعلوم أنه لكل مكون  من مكونات درس اللغة العربية مراحل، وخطواته ، وأنشطته تمهيرية  كالآتي :

1 ـ المكون القرائي :( النص الوظيفي ) و( النص الشعري )و( النص المسترسل ) والنص ( السماعي )

أ ) النص النثري الوظيفي :

مراحله: ( مرحلة  الإعداد ، مرحلة التأطير / مرحلة  الفهم / مرحلة التحليل / مرحلة التركيب والتقويم )  ولكل مرحلة خطوات وأنشطة تمهيرية :

+ مرحلة  الإعداد : وتشمل الإعداد القبلي بحيث يوجه المتعلمون عبر مطالب أو أسئلة من أجل الاستئناس بالوحدة وبالمجال اللذين يندرج النص المستهدف تحتهما، كما تشمل استعراض أرصدتهم المعرفية السابقة المتعلقة بالمجال وبموضوع النص المستهدف وقد يتم ذلك بوضعها رهن إشارتهم إذا لم تسعفهم أرصدتهم السابقة أو تصحيحها إن كانت خاطئة أو تكميلها إن كانت ناقصة أو تعزيزها إن كانت موفقة .

محلوظة : المعلومات المتعلقة بالوحدة والمجال يتم التعرض لهما عند بداية كل وحدة ، ويكتفى بالتذكير بهما في عجالة بعد النص الأول من كل وحدة ، ولكل المعلومات المتعلقة بالنصوص يهتم بها مع كل نص من نصوص الوحدة والمجال.

 + مرحلة التأطير: وتتضمن ما يلي :

ـ خطوة ملاحظة النص من خلال وضع فرضيات توقع ما ينطوي عليه النص انطلاقا من بعض مؤشراته ( عنوانه / بدايته / نهايته / الصور أو البيانات المصاحبة له …)

 ـ  خطوة التعريف بالمبدع عصره ، بيئته ، وتوجهه الفكري أو الإبداعي ، أعماله

ـ  خطوة التعريف بالإبداع مصدرا ، ونوعية ، وظرفا.

+ مرحلة الفهم :  وتتضمن ما يلي :

ـ خطوة نشاط الأداء البصري والصامت للنص، وهو أول نشاط لتمحيص الفرضيات المقدمة  في أفق توقع ما سيقدمه النص .

 ـ خطوة  نشاط  الأدائي  الشفهي والسمعي للنص ،و يقتضي استحضار  ضوابطه من احترام لعلامات الترقيم ،  وتمثل لأساليبه  بالتمييز بين الخبر المؤكد وغيرالمؤكد، والمنفي والمثبت ….، وبين الإنشاء نداء ، وتعجبا ، وأمر ، ونهيا ، واستفهاما … تمثلا يسهّل الفهم الأولي له ، وهذا هو ثاني نشاط لتمحيص الفرضيات المقدمة .

 ـ خطوة نشاط  تذليل صعوبات النص اللغوية  من خلال  شرح  مفرداته  المقتضية للشرح والتوضيح باعتماد  إما تقنية الترادف أو تقنية  التضاد أو تقنية السياق أو تقنية الاستعانة بالشواهد والأمثلة.وهنا لا بد من الاستعانة بالدرس اللغوي  في شقه المورفولوجي ( الصرفي ) بحيث تعرّف أولا الأبنية الصرفية للمفردات المستهدفة بالشرح أو التذليل قبل التعرف على معناها  . ومن الضروري تعويد المتعلمين على التمييز بين الاستعمال الحقيقي للمفردات ، والاستعمال المجازي لها  .

ـ  خطوة نشاط تقسيم النص إلى وحدات صغرى، وإلى أفكار عامة أو محورية جامعة للوحدات . ويشترط في الفكرة العامة أن تكون جامعة مانعة ، أي شاملة لكل الوحدات الصغرى المكونة للنص ، و يشترط أيضا امتناع سد غيرها مسدها.

+ مرحلة التحليل :وتتضمن ما يلي :

ـ  خطوة حصر معجم النص الدلالي في حقول ، والربط بين عناصرها من خلال تعيين العلاقات المنطقية الرابطة  بينها .

ـ خطوة الكشف عن بنية النص الموفولوجية والتركيبية ( الصرفية والنحوية ) مع بيان مدى تأثيرها في دلالته .

ـ خطوة الكشف عن  جمالية النص تصويرا ، وعن أساليبه مع بيان مدى تأثيرها في المتلقين .

+ مرحلة التركيب والتقويم  : وتتضمن ما يلي :

ـ  خطوة  تجميع حصيلة  مختلف المراحل السابقة والربط بينها عبر علاقات منطقية تعكس مدى تمثيل النص المستهدف  لقيم المجال الذي أدرج تحته ، ومدى وقعه وأثره في المتلقين.

ـ خطوة تقويم أو تثمين النص من خلال عرض ما قدمه من قيم على مرجعية القيم المنصوص عليها في الوحدة والمجال أو المفروض اعتمادها .

التقنية المستعملة خلال مقاربة الدرس القرائي في كل مراحله وخطواته وأنشطته هي تقنية السؤال المعد بدقة، والذي يراعي مستويات المتعلمين حسب أعمارهم  وقدراتهم على الاستيعاب ، ويتطلب ذلك الصياغة المتنوعة والمتدرجة  للسؤال مع تنكب التعقيد والصعوبة ، والتركيب والإبهام واعتماد  الصيغ الواضحة ، والسهل مع حسن توظيف  أدوات الاستفهام المناسبة .

ولا بد أن يعقب الأجوبة تقويمها، تصحيحها  مع تنكب  أساليب التوبيخ ،واعتماد أساليب التعزيز.

ومما يجب التذكير به أيضا هو خلق فرص للحوار الأفقي  ( تلميذ ـــ  تلميذ ) عوض الاعتماد الكلي على الحوار العمودي ( أستاذ ــــ تلميذ ) .

ومما يجب التذكير به كذلك أن المقاربة الكفائية ،تهدف إلى  التركيز على تمهير المتعلمين على المهارات البانية للكفايات عوض التركيز على  تحصيل الكبير من المعلومات .

ب ـ النص الشعري :

تجدر الإشارة إلى أن النص الشعري لا تختلف مقاربته عن مقاربة النص النثري الوظيفي إلا بتميّز أدائه الشفهي بسبب إيقاعه العروضي الخارجي  والموسيقي الداخلي ، وهو ما يجب الحرص على تمهير المتعلمين عليه  ليدركوا الفرق بينه وبين النص النثري ،وليتذوقوا جماليته تصويرا ، وخيالا، وموسيقاه وإيقاعه .

كما أنه عند خطوة تحليله يكون التركيز على جماليته مع الإشارة إلى دورها في خدمة دلالته .

ج ـ النص المسترسل :

تجدر الإشارة إلى أن النص المسترسل يعتبر  مرحلة تمهيدية لتعويد المتعلمين على الاحتكاك بالمؤلفات خصوصا السردية ( قصص أو مسرحيات ) والتعود على قراءتها وفق المنهجية الآتية :

1 ـ خطوة الإعداد القبلي : وتكون مسبوقة بمطالب متعلقة للتأكد من معاشرة أو احتكاك المتعلمين به  .

2 ـ  خطوة  التأطير : وتتضمن التعريف بصاحبه عصرا وبيئة واتجاها فكريا ، وانتاجا ، والتعريف بمصدر النص ونوعيته ، وظرفه

3 ـ خطوة تلخيص النص من خلال حصر وحداته المنطوية تحت فكرته المحورية.

4 ـ خطوة تحليله: وتكون من خلال استعراض أحداثه و شخوصه  أو قواه الفاعلية ،و المؤثرات الاجتماعية والنفسية فيها ، وطبيعة بنائه ، وأسلوبه .

5 ـ خطوة تركيبه وتقويمه :وتكون عبارة عن خلاصة يتضمن عناصر التحليل والحكم عليها .

وتجدر الإشارة إلى أنه في المرحلة الثانوية الإعدادية يستغنى عن النصوص المسترسلة ، تعتمد مؤلفات كاملة .

د ) النص السماعي : يركز فيه على ثلاث خطوات أساسية   :

1 ـ خطوة الأداء الشفهي المصاحب للسماع والإنصات، وتتكرر أكثر من مرة لتمكين المتعلمين من ادراك مضمون النص بشكل جيد .

2 ـ خطوة الفهم  وتركز على تلخيص النص في فكرة محورية تتفرع عنها وحدات جزئية .

3 ـ خطوة المناقشة ، وتركز على بعض قيم النص ، وتكون فرصة لاستطلاع آراء المتعلمين حولها وذاك باعتماد تقنية الحوار الأفقي .

ونشير في الأخير إلى أن هذه المرحلة النظرية الخاصة بالنص القرائي بأنواعه : ( النثري الوظيفي ، والشعري ، والمسترسل ، والسماعي) ، ستليها مرحلة تطبيقية على هذه الأنواع الأربعة .

وبالله عز وجل التوفيق .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *