Home»National»تأملات ….انتشار ظاهرة تناول المخدرات في مختلف الأوساط الاجتماعية….الى اين ؟

تأملات ….انتشار ظاهرة تناول المخدرات في مختلف الأوساط الاجتماعية….الى اين ؟

0
Shares
PinterestGoogle+

من ضمن الظواهر المثيرة التي اصبحت مباحة في مختلف شرائح مجتمعنا والتي لم يحرك فيها مسؤولونا ومجتمعنا المدني ساكنا لمحاربتها، وربما غض النظر عليها ان لم نقل تشجيعها ، هي ظاهرة تناول المخدرات بجميع اشكالها وانواعها من طرف ابناء جميع الاوساط المغربية في جميع المرافق العمومية كالمقاهي الشعبية والمناطق الخضراء المخصصة للنزهة والاستجمام وبالفضاءات الهادئة البعيدة عن الساكنة داخل السيارات وبكل نهاية درب حيث مقر بيعها وفي الاوساط الطلابية بمضاجعهم وبالأحياء الجامعية وبالأسواق العشوائية وملتقى الشباب بالبوادي وحتى بمقر عمل المدمنين عليها وبعقر ديارهم تحت اعين اهاليهم وكذا بالسجون التي من المفترض ان تكون مراكز للإصلاح والادماج ، بعدما كان شرب القنب الهندي المسمى ب »الكيف » بواسطة  » السبسي » من زمان عند بعض المسننين وبعض الحرفيين ضئيلا جدا ومستورا ، لا من باب الانحراف ولكن من باب التسلية والمتعة و عادات ثقافتهم وتراثهم المحليين . يلاحظ ان من يشرب « لحشيش »le hach يتراوح اعمارهم ما بين 16 و 75 سنة وعددهم الاقصى ينحصر عمرهم ما بين 25 و45 سنة، بدء تناوله بمدننا الكبرى وخاصة السياحية اواخر الستينات ومع بداية السبعينات مع ظهور مجموعات غنائية غربية ومحلية لعبت دورا سلبيا اكثر مما هو اجابي في هذا المجال ، وطوائف متطرفة رافضة للحضارة المعاصرة والقيم الاجتماعية كالهيبي Hippies او بيتنيك Beatnik ، الظاهرة التي انتشرت عبر العالم، والتي كانت تتعاطى للمخدرات وشجعت على تناولها ، واقل من 16 سنة اكثرهم يتناول الحبوب المهلوسة التي تسمى بالقرقوبي منذ اقل من عشرين سنة مضت، وذلك لوفرتها قرب المنشآت التربوية والتعليمية ورخص ثمنها. فنوع اخر من المخدرات المتناول من طرف اطفال الشوارع والذي لا يستهان به وهو « السيليسيون والديليون والسيراج وكاربون الحافلات… « . اما فيما يخص الكوكايين المسماة بالغبرة فهي تهدف الطبقة الميسورة والمتوسطة المنحصرة تناولها منذ زمن غير بعيد في المجموعات الترفيهية وخلال الحفلات المتميزة داخل الفيلات الفخمة وأوتيلات الخمس نجوم وجزر الهواي وما اشبهها…فاذا تطرقنا لهاذا الموضوع من خلال بحث احصاءي سوف نصل الى ارقام مهولة حيث من خلال عينة عشوائية يحددها كل واحد منا في مختلف المرافق، سوف تكون لديه فكرة عن عدد متناولي المخدرات المهول رغم النهي عنها والتحذير من عواقبها من خلال الندوات التليفزيونية وخطب صلاة الجمعة ومقالات صحفية وحوارات فيديوهاتية للمواقع الحرة… دون جدوى ، فهذا غير كاف.
ليس هدفي هو وصف هذه الظاهرة او الكتابة في الموضوع لأكتب او لإعطاء وصفة كالفقيه الذي « يسبب  » لفائدة مريضه كما نقول بالعامية للاستشفاء، او اعطاء ارقام مهولة ،حيث كل واحد منا يرى بأم عينه عما يجري حوله وكذا في الاوساط المتخدرة ، حيث لا هذا ولا ذاك سوف لن يقل من تناول المخدرات والحد من ترويجها ، بل الغاية من مقالي هذا هو فتح باب النقاش والتطرق للأسباب التي اغرقت نسبة هائلة في تناولها من ذكور واناث وادت بمعظمهم الى الافلاس المادي والفكري والصحي حيث نجد السجون والمستشفيات مليءة بهؤلاء وعددا هائلا غائب عن الوجود تائه في الازقة والاسواق ومشرد منغلق على نفسه، بات ان بفقد صفة الانسان ، شرذمة مسماة بنفايات المجتمع اشغلت هذا لاخير الى ان ادت به ان يأخذ منها حذره في غياب الامن الذي من الواجب عليه ان يضمن له التجول بكل ثقة و اطمئنان، ثم البحث عن الحلول لتفادي هذه العواقب الوخيمة التي بدأت تنعكس سلبا على الفئة النظيفة من المواطنين، في ما اذا كانت هناك ءاذان صاغية وجرأة وارادة اجتماعية لتغيير مجرى المجتمع في حالة ما إذا كان متجها في طريق الانحراف و مؤديا الى نفق لا حد له و انقاذ ما يمكن انقاذه قبل فوات الاوان، ولكم الكلمة قراءي الاعزاء و النقاش مفتوح في اطار احترام الغير والراي الاخر ولكم جزيل الشكر مع تحياتي ….
** اضافة : يمكن لمتناولي المخدرات او من ابعدوا عنها ان يشاركونا في النقاش دون اي عقدة نفسية وذلك للإفادة .
محمد بوعصابة / فاعل جمعوي وكاتب / الرباط.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. المكي قاسمي
    06/10/2019 at 16:32

    لا إدعي الإلمام بمسببات الانتشار الرهيب لتناول المخدرات ببلدنا ، وأنا لي ذلك دون دراسة . كل ما لدي هو ملاحظة ومن منظور شخصي: هذا الانتشار المضطرد عبر الزمن يحدث بشكل تناسبي مع تعمق تأزم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للأسر وانسداد الأفق في أعين نسبة مهمة من شبابنا, شيء آخر أراه ذي شأن في الموضوع و هو الفراغ الفكري والثقافي والترفيهي الذي يكابده المراهق المغربي وفي فترة جد حساسة وحاسمة من سيرورة تشكله كإنسان.
    أخيرا تحية مع تمنياتي لك بالصحة والعافية

  2. Mohammed Bouassaba
    14/11/2019 at 01:21

    اهلا بك اخي الكريم اشكرك علي تحليلك للموضوع في جملتبن هادفتين اتكني ان تكون بخير وعافية. تحياتي.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *