Home»Femme»المخرجة الجزائرية « مونية مدور » تصور فيلمها الجديد في المغرب بعد رفض منحها وفريقها تأشيرة التصوير في الجزائر

المخرجة الجزائرية « مونية مدور » تصور فيلمها الجديد في المغرب بعد رفض منحها وفريقها تأشيرة التصوير في الجزائر

1
Shares
PinterestGoogle+

عبدالقادر كتــرة

بعد رفض منحها وفريقها تأشيرة التصوير في الجزائر، اختارت المخرجة الفرانكوجزائرية مونية مدور تصوير فيلمها الجديد في المغرب.

مواقع فرنسية أوضحت أن مونية مدور مخرجة فيلم « بابيشا » الذي سبق أن تم عرضه في قاعات السينما بالمغرب بعد منعه في الجزائر، قررت العودة إلى بلادها لتصوير فيلم جديد يضم في معظمه ممثلات من الجزائر وقدمت طلبا للحصول على تأشيرة التصوير بالجزائر، لكنها لم تتمكن من ذلك فاختارت المخرجة عدم إضاعة المزيد من الجهد والمال فاتجهت إلى المغرب لتصوير هذا العمل الذي لم يتسرب حتى الآن أي تفاصيل بشأن قصته وموضوعه.

ويأتي هذا في الوقت الذي يتخوف فيه النظام العسكري الجزائري من شرائط وثائقية وأفلام تؤرخ للغليان الشعبي ومظاهرات الحراك وما تعيشه الطبقات الشعبية الجزائرية من فقر وجوع وعطش وبطالة وهجرة الشباب، مع العلم أن السينما رافد اقتصادي يجب تشجيعه لما يجلب من استثمار خاص الرامي إلى تسويق الوجهة الجزائرية.

هذا المنع الذي يطال المخرجة السنيمائية الجزائرية في بلدها ليس الأول من نوعه إذ سبق أن مُنع عرض عملها الفيلم الجزائري « بابيشا » في بلده الأم الجزائر لأسباب غير واضحة، خلال نونبر 2019، واستقبلته القاعات السينمائية المغربية وتم تقديم العرض ما قبل الأول للفيلم في سينما « أطلس » بالعاصمة المغربية الرباط بحضور فنانين وإعلاميين.

ويحكي الفيلم قصة طالبة جزائرية تحلم بأن تصبح مصممة أزياء، وتتعرض للضغط من قبل متشددين، وتتصاعد الأحداث لتشكل خطراً على سلامتها وحياتها، والفيلم ممنوع في الجزائر لأسباب غير واضحة، إذ ألغي عرضه الأول بعدما كان مبرمجاً في 21 سبتمبر 2019، ثم أُعلن عن تأجيل العرض من دون أسباب واضحة.

وكان المنتج بلقاسم حجاج قد قال، في تصريحات لوسائل الإعلام، إن الفيلم يتعرض لرقابة وحظر، وهو ما أيدته المخرجة، حيث تحدثت عبر مواقع التواصل وللإعلام عن منع بتعليمات من السلطات، في المقابل، لم تصدر السلطات الجزائرية أية توضيحات رسمية حول سبب منع الفيلم، سواء من جانب وزارة الثقافة أو من جانب المركز الجزائري لتطوير السينما المشرف على القطاع.

ورغم العراقيل، يواصل الفيلم فرض نفسه من خلال اختياره من قبل لجنة الأوسكار ليدخل سباق الأفلام المرشحة لأفضل الأعمال السينمائية.

للإشارة توجت مونيا مدور بجائزة أفضل فيلم في مهرجان الفيلم الشرقي بجنيف، شهر يونيو الماضي، باسم الجزائر في الوقت الذي ما يزال فيه فيلمها غير متاح في الجزائر منذ خروجه في مهرجان كان عام 2019، حيث تعود ابنة المخرج الراحل عز الدين مدور إلى ذات المهرجان هذه السنة من بوابة لجنة التحكيم.

وشركت المخرجة الفرانكو جزائرية « مونيا مدور » في المسابقة الرسمية لمهرجان الفيلم الشرقي شهر يونيو الماضي، بفيلم « بابيشا الجزائر » في مسابقة الأفلام الطويلة، إلى جانب أزيد من 50 فيلما في مختلف الأصناف، والذي حاز عديد الجوائز والتتويجات الدولية، ينتظر أن يعرض في الجزائر قريبا بعدما ظل الفيلم ممنوعا بقرار غير رسمي منذ خروجه في مهرجان كان قبل عامين.

للإشارة، ستكون أيضا مونيا مدور ضمن فريق لجنة تحكيم مسابقة « نظرة ما » في مهرجان « كان » الذي انطلقت فعاليات دورته 74 الخميس لماضي.

لا بد من التذكير أن مركز السينما الجزائرية أحيى ذكرى رحيل والدها المخرج القدير عز الدين مدور، الذي فارق الحياة في 16 ماي 2000، وهو أحد صناع الأفلام في الجزائر الذين ميزوا تاريخ السينما الجزائرية، لإبراز أعماله ومساهماته في الترويج للسينما الجزائرية، بما في ذلك الناطق بالأمازيغية.

وكرَّم مركز السينما الجزائرية الراحل عز الدين مدور، من خلال برنامجه الافتراضي على صفحته على ”الفايسبوك”، وعلى قناته على ”اليوتيوب”، عبر بث أفلامه ومقتطفات من أعماله.

توفي المخرج الموهوب عز الدين مدور عن عمر 53 عاما، منذ عقدين من الزمن، بعد مرض طويل، وهو ينهي فيلمه الروائي الأول باللغة الأمازيغية « جبل باية » في السينما الجزائرية، فبعد دراسته الجامعية في الجزائر العاصمة، حيث حصل على ليسانس في الأدب الفرنسي، أصبح عز الدين مدور مهتما بالسينما، واختار الدراسة في مدرسة السينما المرموقة في موسكو لمدة سبع سنوات. عاد بشهادة المخرج، وبدأ حياته المهنية عام 1978 في التلفزيون الجزائري، ثم انضم إلى شركة الإنتاج السمعي البصري الوطنية (ENPA)، حيث أخرج العديد من الأفلام القصيرة والمتوسطة.

قدم عز الدين مدور أجمل الأفلام في السينما الأمازيغية عام 1997، فيلم روائي طويل تم تصويره على مرتفعات جرجرة، في منطقة القبائل العميقة، يظهر مدى حب أرضه الأصلية. ويتناول موضوع المرأة من خلال شخصية « باية » بشكل جميل، بفضل الأداء المتميز للممثلة جميلة أمزال.

« جبل باية » الذي عاد في تصوير تاريخي إلى حياة سكان منطقة القبائل في السنوات الأولى من دخول الاستعمار الفرنسي للجزائر، عقدت حبكته حول قضية الشرف، والثأر الذي كان يميز عادات وتقاليد أبناء هذه المنطقة، فبعد أن قتل زوج « باية » من طرف ابن أحد الحكام الموالين للاستعمار الفرنسي، قصد التزوج بها، بعد أن ذاع حسن هذه المرأة الجميلة بكامل منطقة القبائل، تتسلم بعدها دية من والد القاتل، ويحاول أبناء قريتها الاستيلاء على قيمة تلك الدية، قصد إعادة بناء قريتهم التي دمرها المستعمر، بالإضافة إلى إنعاش الزراعة وتربية المواشي التي كانت مصدر العيش الوحيد لأبناء تلك المنطقة، بعد أن هربوا إلى الجبال من ظلم الحكام الموالين للاستعمار.

استطاع عز الدين مدور الذي ولد في ماي 1947 في منطقة سيدي عيش بولاية بجاية، عبر فيلمه هذا، تصوير الجانب الإنساني الذي كانت تعيشه منطقة القبائل، والتكافل الاجتماعي بين أبناء القرية الواحدة، من خلال مناظر « التويزة » في الحقول أو بناء المنازل، إضافة إلى تركيزه أكثر على الصورة والرمزية بدل التصريح المباشر، وما تحمله في ثقافة سكان القبائل، خاصة ما تعلق بالمرأة وطقوس الزواج وما يتبعه، كلقطة حرق باية لبرنوسها مثلا، في حالة رفض ذلك الزواج. بالإضافة إلى أفلامه، قدم مدور عدة حصص تلفزيونية وأفلام وثائقية، من بينها أعماله « الفتاة والفراشة » سنة 1982، « كم أحبك » سنة 1985، « وقائع وحقائق » 1990، « أسطورة » 1991، « جرجرة » 1992.

هذا الفيلم الذي لم ير المخرج عز الدين مدور نجاحه، بسبب وفاته السريعة، في حادث إطلاق النار أثناء تصوير إحدى مشاهد الفيلم، بسبب سوء معاملة المتفجرات. وبعد رحيله، أخذت ابنته مونيا الشعلة بتقديم عمل على قدم المساواة حول النساء، وهو الفيلم الروائي « بابيشا ».

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *