Home»Correspondants»… والإسراع نحو الهاوية

… والإسراع نحو الهاوية

0
Shares
PinterestGoogle+
 

 … والإسراع نحو الهاوية

بإمكان القارئ أن يتصرف في العنوان، بأن يختار اسم بلد من البلدان العربية ويضعه مكان نقط الحذف، لا شيء سيتغير، فالقواسم مشتركة بينها في كل ما هو قبيح، والسعي حثيث لجمع كل ما تفرق في التاريخ من الصحائف السود: استبداد وظلم وفساد، ومحاربة لشرع رب العباد، والعمالة وموالاة الأعداء والاستئساد على الضعفاء…

لم يزد الدكتور إياد قنيبي الأردني عن وصف واقع الحال، في رسالته المسموعة على اليوتوب « الأردن والإسراع نحو الهاوية »، وفي صفحته الرسمية على الفيس بوك، ناصحا للأردنيين، ومحذرا من سخط الله، الذي قد يحل بهم جراء الكبائر التي اقترفت في البلد في الأشهر الأخيرة (مهرجانات ذاعرة، تطبيع، شذوذ، موالاة للمجرمين…). لم تحتمل السلطة الحاكمة سماع صوت الناصحين، بل ارتكبت كبيرة أخرى باعتقال الدكتور إياد في 14 يونيو الجاري، بتهمة تقويض نظام الحكم، ولا يزال رهن الاعتقال في سجن موقر 2، ولنا أن نتساءل: هل نظام الحكم ضعيف إلى هذه الدرجة فيخشى أن تهدمه مقالة من ناصح لا يملك سلاحا غير الكلمة الصادقة الشجاعة؟! أم أن الفظائع والكبائر التي أنكرها إياد، جزء من نظام الحكم، يُخشى زواله بزوالها؟!

الدكتور إياد قنيبي ليس شخصا من العامة أو من الرعاع، الذين قد يتخذهم النظام كبش فداء للزجر وإثبات هيبة الحكم؛ إنه قامة علمية وأدبية جديرة بكل تكريم واحترام، لو كان في بلد يحترم مواطنيه ويبجل علماءه. الدكتور إياد أستاذ مشارك في كلية الصيدلة بجامعة العلوم التطبيقية بعمان، حاصل على الدكتوراه بامتياز في علم الأدوية من جامعة هيوستن الأمريكية، وحائز على براءتي اختراع ضمن فريق بحثي، وحاصل على جائزة أفضل باحث بكلية الصيدلة عام 2013، فضلا عن شاعريته وقدراته الخطابية والدعوية بالعربية والإنجليزية، ووضوح رؤيته الشرعية، وجرأته في تناول القضايا وفي الدفاع عن المستضعفين، من غير حزبية أو انتماء لجماعة.

لقد سبق إياد جلاديه ومن سيحاكمونه، وقال فصل الخطاب في آخر كلمات كتبها على صفحته قبل الاعتقال: « لا أحد يحافظ على أمن أي بلد أكثر من الدعاة المصلحين، قال تعالى [وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون] لاحظ: ما قال (صالحون) في ذوات أنفسهم ثم لا يعنيهم ما يكون من الناس، بل (مصلحون) يأمرون غيرهم بالصلاح ». ماذا عساهم يقولون بعد هذا، وبأي صلف وطغيان سيواجهون كلمة الحق والإصلاح؟ لك الله يا دكتور إياد، هو حسبك وهو خير حافظا، فك الله أسرك وكثر من أمثالك.

وبعد، أليس ما أنكره الدكتور إياد من أمور عظام، حقائق يراها العميان؟ أليس بعد هذه الكبائر إلا انتظار العقوبة والسخط؟ ثم أليس الحالة هي نفسها عندنا في المغرب؟ (مسارعة في الفجور والطغيان: مهرجان موازين، الشذوذ والتعري والدعارة، الإعلام الماجن، التضييق على الدعاة والمصلحين وتوقيف الخطباء، التطبيع الخفي والعلني، موالاة المستكبرين في حربهم على المستضعفين (الحرب على مالي، الاعتراف بنظام العسكر القتلة في مصر، خذلان الشعب الفلسطيني وإسلامه للاضطهاد الصهيوني وللحصار…)؛ أليس من واجبنا والحالة هذه أن نكمل العنوان: المغرب والإسراع نحو الهاوية

اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل أهل الفجور والطغيان

 

مصطفى صادقي

أستاذ التعليم العالي مساعد

وجدة – المغرب

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. BAHi SALH ADINE
    29/06/2015 at 12:27

    TRAVAYE BIN

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.