Home»Débats»هل هي بداية مسلسل الإجراءات التقشفية لحكومة بنكيران؟

هل هي بداية مسلسل الإجراءات التقشفية لحكومة بنكيران؟

0
Shares
PinterestGoogle+

هل هي بداية مسلسل الإجراءات التقشفية لحكومة بنكيران؟

 

عبد الغفور العلام

 

لا أحد ينكر أن الحكومة الحالية تعيش هذه الأيام على وقع المؤشرات الصادمة المرتبطة بالاقتصاد الوطني. فبعد تصريح والي بنك المغرب الذي كشف على أن معدل النمو وصل 2,6 بالمائة خلال الفصل الرابع من 2012،  كما بلغ التضخم 2,2 بالمائة  خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة،وتوقع أن تتراوح نسبة النمو ما بين 4 بالمائة و5 بالمائة خلال سنة 2013، وأن تصل نسبة التضخم 2,2 بالمائة سنة 2013.

جاء عرض السيد وزير الاقتصاد و المالية الذي أكد بدوره، على أن نسبة العجز بلغت 7.1 في المائة  سنة 2012 ، مقارنة بـ6.1 في المائة سنة 2011. كما ارتفعت نفقات كتلة الأجور إلى 96 مليار درهم مقارنة بـ89 مليار درهم سنة 2011. وسجلت نفقات صندوق المقاصة 55 مليار درهم مقارنة بـ 49 مليار درهم سنة 2011.

أمام هذه المؤشرات الاقتصادية المقلقة، و للتقليص من تفاقم العجز الذي قد يرتفع إلى 9 أو10 في المائة في غضون السنوات المقبلة، تجد الحكومة نفسها أمام عدة اختيارات صعبة أحلاهما مر:

–         إصلاح صندوق المقاصة الذي كلف 55 مليار درهم في سنة 2012 ، ويتوقع أن تفوق تكلفة الصندوق 60 مليار درهم سنة 2013؛

–          الرفع من الأسعار نتيجة ارتفاع كلفة الموارد الطاقية و السلع الغذائية في السوق العالمي؛

–         التقليص من كتلة  الأجور التيبلغت 96 مليار درهم سنة 2012 مقارنة بـ89 مليار درهم سنة 2011؛

–         الإصلاح الضريبي من خلالفرض ضرائب جديدة على الأغنياء والشركات الكبرى ( الضريبة على الثروة، الضريبة على الشركات…).

و إضافة إلى ذلك، تداول بعض المتتبعين للشأن الاقتصادي مناقشة الحكومة في اجتماع سابق، لفرضية خفض أجور الموظفين بخمسة بالمائة والزيادة في ثمن المحروقات و ثمن الكهرباء.
          و في هذا السياق، ولمواجهة تداعيات الظرفية الاقتصادية الراهنة على التوازنات الماكرو اقتصادية، صادق المجلس  الحكومي المنعقد يوم 4 أبريل 2013 على مشروع مرسوم  يقضي بوقف تنفيذ 15 مليار درهم من نفقات الاستثمار برسم  2013 . ويندرج هذا الإجراء في إطار سلسة التدابير التقشفية الحكومية لتجاوز تأثيرات الأزمة الاقتصادية العالمية التي أرخت بضلالها على الاقتصاد الوطني، وفي سياق التدابير المتخذة لمواجهة  ضعف النمو و ارتفاع وتقلب أسعار الموارد الطاقية  و المواد الغذائية .

و في الواقع، فإن التخفيض من نفقات الاستثمار  بقدر ما يعتبر حلا ظرفيا ومرحليا، فإنه لن يستطيع حل الأزمة الاقتصادية الراهنة لا على المدى المتوسط ولا على المدى الطويل، على اعتبار التداعيات السلبية لهذا التخفيض و التي ستمس بالأساس القطاعات الاجتماعية ، وعلى رأسها التشغيل باعتباره الرافعة المحورية والمحرك الأساسيلعجلة النمو الاقتصادي.

و في هذا الصدد، مازال للحكومة الحالية هامش أوسع للمبادرة، من خلال توفرها على حزمة من الإجراءات و التدابير البديلة ، التي من شأنها أن تضيف نقطتين على الأقل إلى معدل النمو، وتربح خزينة الدولة عشرات المليارات من الدراهم، حيث أن هذه الإجراءات لا تتطلب اعتمادات مالية، بقدر ما تحتاج إلى إرادة سياسية حقيقية  وقرارات جريئة وشجاعة .

ولعل أبرز هذه الإجراءات : نهج الصرامة المنصفة في محاربة كل أنواع الفساد، و القطع مع اقتصاد الريع، وترشيد وعقلنة الإنفاق العمومي  من خلال خفض نفقات التسيير. بالإضافة إلى ممارسة الحكامة الجيدة في تدبير مختلف القطاعات الحكومية، عن طريق ترسيخ الشفافية و ربط المسؤولية بالمحاسبة وتفعيل النزاهة في معالجة الصفقات العمومية، مع الحرص على تفعيل واجبات المواطنة الحقة من خلال الحد من نزيف تهريب الأموال، و محاربة التهرب و التملص الضريبي عبرتعديل القانون الضريبي.

و إجمالا ، فبغض النظر عن الحلول التقشفية الآنية المقترحة من طرف الحكومة  لتجاوز هذه الوضعية الاقتصادية  الصعبة ، من خلال  انتقاءها للإجراءات الظرفية و المرحلية السهلة . كان بإمكان الحكومة بلورة إستراتيجية استعجالية لمواجهة تداعيات الأزمة الراهنة، بمشاركة و إشراك كافة الحساسيات و الفعاليات المجتمعية ، تهدف من خلالها إلىمباشرة إصلاحات اقتصادية واجتماعية عميقة وشاملة. وإلا ستكون الحكومة بهذه الإجراءات و الاختيارات السهلة، اتجهت نحو كسب المزيد من الوقت و هدر الزمن الحكومي، عوض بناء نموذج اقتصادي وطني قادر على المنافسة ورفع التحديات التنموية المستقبلية.

عبد الغفور العلام

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

3 Comments

  1. mohammed
    07/04/2013 at 00:43

    السراب حكومة فاشلة تستعمل الدين للسيطرة على عقول الناس

  2. محلل مغوار
    07/04/2013 at 09:54

    المحلل المغوار يرفض خفض الاجور وميزانية الاستثمار ويلقن بنكيران بزعمه دروسا في الاقتصاد السياسي منها محاربة اقتصاد الريع ونفقات التسيير كتلك النفقات والتعويضات التي تم حفظها لسنوات بنيابة فجيج ومشروع الف ووو…

  3. قارئ
    07/04/2013 at 23:02

    ما لا يجب ان ينسى هو وطأة آثار الأزمة العالمية على بلدنا بدوره،وأعتقد ان المواطنة الحقة تفرض على كل المغاربة ان يتقبلوا الاجراءات التقشفية ان اتخذت وأن يستعدوا للتضحية ولاسيما الأغنياء ،الذين نهلوا من خيرات البلد وآن الأوان ليتضامنوا مع عامة الشعب.ان الحكومة الحالية أو أية حكومة في محلها لاتمتلك خاتم سيدنا سليمان ،بل قد تكون الحكومة الحالية متسلحة بقدر كبير من الجرأة والشجاعة في مواجهة المعضلات القائمة

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *