Home»Débats»عبث المعاهد والكليات بحاملي شهادة الباكلوريا المتميزين

عبث المعاهد والكليات بحاملي شهادة الباكلوريا المتميزين

1
Shares
PinterestGoogle+

عبث المعاهد والكليات بحاملي شهادة الباكلوريا المتميزين

 

محمد شركي

 

بعد معاناة سنتين متتاليتين من أجل الحصول على شهادة الباكلوريا  المغربية  ومباشرة بعد انتهاء التلاميذ من امتحان دورتين عادية واستدراكية ، يدخلون في فترة تربص من أجل اجتياز مباريات ولوج المعاهد والكليات  بعد نتائج  ما يسمى الانتقاء الأولي . وقد بلغ استخفاف بعض المعاهد بالناشئة حد رفع عتبة معدلات القبول إلى ما فوق 20/15 وهي عتبة تعجيزية  تحرم العديد من حاملي شهادة الباكلوريا من تجريب حظهم كما يقال . والمنطق يقتضي أن تكون  عتبة الانتقاء بمجرد حصول  التلاميذ على ميزة من الميزات ، لأن الميزة تدل على تميز. فإذا كان المنطق يقتضي ألا تفتح المعاهد في وجه من لا تميز لهم ، فلا يعقل أن يحرم المتميزون من اجتياز  مباريات الدخول أو الانتساب إلى بعض المعاهد والكليات  .  وفضلا عن هذا العبث الصبياني من بعض المعاهد التي يبدو أن من يديرونها لا يبارحون عقلية المراهقين  يتم العبث بحاملي شهادة الباكلوريا من الذين  تجاوزوا عتبة الانتقاء الأولي  من خلال  سوء برمجة تواريخ مباريات الدخول حيث يتعين على حاملي  شهادة الباكلوريا المؤهلين  لاجتياز المباريات التنقل  في طول الوطن وعرضه وفي شهر الصيام  حيث لا يفصل مباراة عن أخرى إلا يوم واحد ، وقد تتزامن المباريات  في يوم واحد ، وكل هذا عبث واضح بالناشئة المغربية ، وحيل مكشوفة للتخلص من  ترشيحات أكبر عدد ممكن من حاملي شهادة الباكلوريا المتميزين . فعلى حاملي شهادة الباكلوريا  المتميزين  شرق أو غرب  الوطن أن يجتازوا على سبيل المثال لا الحصر مباراة ولوج كليات الطب يومي 27 و28 يوليوز 2012  الشيء الذي يقتضي منهم قطع مسافة  600 كلم  بين الشرق والغرب  من أجل المشاركة في  هذه المباراة . ويحصل  كل هذا والوطن يعاني من نقص فظيع في الأطر العليا ، وأسطوانة جيل النجاح وجيل التميز لا تكاد تتوقف عن الدعاية المتهافتة  التي لا يخجل من لا ماء في وجوههم من ترديدها . وسيدفع الوطن مستقبلا  ضريبة  غالية  ومكلفة بسبب عبث العابثين  بحاملي شهادة  الباكلوريا من الفئات المتميزة التي قد  تغادر الوطن لاستكمال  تكوينها في المعاهد الأجنبية ، وتصير عملة صعبة في بلاد الغير بعدما هيأها الوطن لسنوات من التمدرس . ومع هذا العبث بحاملي شهادة الباكلوريا لا يستحيي  وزير التربية الوطنية من الافتخار بأن المدرسة المغربية بخير لأن حاملي الباكلوريا المغربية يشاركون في مباريات الدول الأوروبية  ويفوزون فيها ، ولكنه لا يبالي برفع المعاهد المغربية لمعدل قبول الترشيحات إلى ما فوق 20/15 ، ولا يلقي بالا لتقارب وتزامن  مباريات المعاهد والكليات الشيء الذي يقصي  الكثير من الكفاءات الواعدة التي تجدها معاهد وكليات الخارج جاهزة. وإذا ما آلت أمور هذه الوزارة إلى غير أهلها فلا محالة من انتظار ساعتها  وفق ناموس الحياة .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

7 Comments

  1. أب تلميذ
    24/07/2012 at 17:20

    كل ما قلته صحيح ولا يسعني إلا أن أقول :  » اللي محن أوليداتنا الله إجيب أللي إمحن أوليداتو  » والله يمهل ولا يهمل

  2. مواطن
    24/07/2012 at 18:12

    مقال يعكس هموم حقيقية للمواطنين شكرا لك

  3. منصور/رجل تعليم و اب لتلميد
    24/07/2012 at 23:52

    لا يسعني ان اقول بعد قراءة مقالتك الشيقة الا ان هدا لمنكر قبح الله القائمين على الوزارة الوصية لقد اتعبتنا كممارسين لمهنة المتاعب دون فائدة تدكر و ها هي تنتقم من فلدات اكبادنا بعد سنتين من الجد و المثابرة لا زالوا حائرين تحيا مدرسة النجاح و كفى

  4. أم هبة
    25/07/2012 at 00:33

    كثيرا ما سمعنا عن محاربة الوزارة للهدر المدرسي وتشجيع الناشئة على مواصلة الدراسة و المثابرة للحصول على نتائج متميزة لتجد هذه الناشئة المتميزة الأبواب مغلقة في وجهها و تعود للشارع الذي حاولت الوزارة أن تبعدها عنه ، حقا إنها مهزلة و متاهة يسبح فيها أبناؤنا فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

  5. hicham
    25/07/2012 at 03:07

    le paradoxe est qu’on accepte des diplômes d’Ukraine .on sélectionne ici et on autorise n’importe quoi!!!!

  6. م.ع.أستاذ التعليم الثانوي
    25/07/2012 at 09:25

    لقد عاتبني منذ أيام ، أحد التلاميذ النجباء بقوله:
    – يا أستاذ لقد حصلت على معدل 15.09 و لم يشفع لي ذلك للولوج الى المدارس التي كنت أحلم بها بسبب تشددك في نقط المراقبة المستمرة و زاد في لومه لي حتى أبكاني… أقسم بالله العلي العظيم أنني بكيت أمامه بمرارة و أنني لن انسى أبدا ذلك الطالب المجد و أحمل المسؤولين المنظمين لعملية اجتياز الباكالوريا، وزر ما يقع لتلامذتنا من غبن و عدم تكاقئ الفرص جراء ذلك…

  7. amal
    27/07/2012 at 01:03

    alah yakhoud alhak

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *