Home»Débats»فضيحة وكالة الأنباء الجزائرية: مقال عن حي صفيحي بوهران نسبته للمغرب يثير موجة من السخرية

فضيحة وكالة الأنباء الجزائرية: مقال عن حي صفيحي بوهران نسبته للمغرب يثير موجة من السخرية

1
Shares
PinterestGoogle+

عبدالقادر كتــرة

فجّر الإنجاز والإعجاز الذي حققه منتخب « أسود الأطلس » للمملكة المغربية الشريفة في مونديال قطر ببلوغه المربع الذهبي بعد أداء رائع واستثنائي ومستحق بعد إقصائه لأعتى المنتخبات الأوروبية الحاصلة على كأس العالم، يضاف إليه السلوك والمعاملات والأخلاق والإنسانية وحضور الأمهات والأسر التي تميز بها الأسود دون الحديث عن الجمهور المغربي الذي نال إعجاب العالم بالإجماع، (فجّر) حقد وغيرة وحسد جنرالات النظام العسكري الجزائري بثكنة بن عكنون وأزلامهم من مسؤولي كهنة معبد المرادية وأحديتهم من مزابل الإعلام الخسيس الخبيث وقنوات صرفه الصحي وجرائده المراحيضية.

وماتوا بغيضهم بعد أن تناقلت مختلف وكالات الأنباء والقنوات والجرائد العربية والإفريقية والدولية استقبال الأبطال من طرف جماهير الشعب المغرب وتعبر حافلتهم المكشوفة شوارع الرباط عاصمة المملكة المغربية الشريفة الجميلة المصنفة ضمن المدن العشر الأوائل في العالم من حيث البيئة والاخضرار بكثرة الأشجار على الأرصفة والحدائق والبساتين بالساحات والنظافة، قبل أن يخصص لهم الملك محمد السادس استقبالا حارا ورائعا مصحوبين بأمهاتهم بالقصر الملكي، وكرّمهم ووشح صدروهم بالأوسمة تشجيعا وجزاء لهم لتشريفهم بلدهم.

خلقت مشاهد النقل المباشر عبر تلفزيونات العالم الصور التي تناقلتها مختلف القنوات الإعلامية العالمة، تسببت في سكتة دماغية ومشاكل قلبية وأزمة نفسية لجنرالات ثكنة بن عكنون وحكام قصر المرادية بعد أن كشفت للشعب الجزائري واقع التقدم والتطور الذي عرفه المغرب فيما لا زالت الجزائر وشعبها يعيشون في الستينيات غارقين في التخلف والفقر والطوابير والأوساخ والأزبال، فأعطيت الأوامر وأزيحت الكمامات كلاب الإعلام الجزائري النتن والوسخ وعلى رأسه مزبلة الأنباء الجزائرية لإطلاق نباحها والبحث عن كلّ ما يسيئ ويشوه المغرب.

بحث ونقبت هذه المزبلة في قماماتها فوجدت صورة لحي صفيحي بوهران نسبته إلى المغرب لتشويه سمعته وروجته، أرفقته بمقال لصحافي مغربي عنونته ب » المغرب: القحط والركود العنوان العريض للمرحلة السياسية مع حكومة أخنوش » في الوقت الذي عنون الصحافي المغربي مقاله ب » عنوان « حكومة أخنوش.. الصمت ليس دائما حكمة »، نشر على جريدة الكترونية ينتقد فيه بطريقة عادية الحكومة المغربية كما هي العادة في بلد ديمقراطي، خلافا لما يقع في الجزائر التي تسجن أي مواطن جزائري تجرأ وكتب منشورا عاديا في صفحته الفيسبوكية، مثل « لم أجد شكارة حليب » أو « منية ماشي عسكرية »، فتم اعتقاله ومحاكمته بتهم الإرهاب و »المس بمؤسسة الجيش » أو « إضعاف معنويات الجيش »…

وتعود الصورة لمقال كتبه الصحفي الجزائري د. لوكيل تحدث عن احتجاجات حي صفيحي بسيدي شهمي بولاية وهران بالجزائر، تم نشره في 18 أكتوبر 2021 بجريدة « ليبيرتي » الجزائرية الناطقة بالفرنسية تحت عنوان  » غضب سكان مدن الصفيح »، جاء فيه :

« كان الغضب والاستياء في ذروتهما، أمس الإثنين 17 أكتوبر 2021 ، أمام مقر مجلس بلدية سيدي الشهمي بدائرة السنية بوهران بالجزائر، مع عشرات المواطنين (رجال ونساء وأطفال صغار)، احتجاجا للمرة الألف على وعود نقلهم من بيوتهم الصفيحية إلى شقق جديدة .

لكن بالأمس، كان الوضع مختلفًا، ومتوترًا بشكل خاص، ولأسباب وجيهة: فجّر المتظاهرون، وجميعهم من سكان أكبر الأحياء الفقيرة في بلدية سيدي شهمي، غضبهم واستيائهم بعد الوعد الكاذب الذي قطعه المسؤولون على أنفسهم بإعادة إسكانهم.

وفجر السكان، رجالا ونساء، غضبهم عبر المباشر في شبكات التواصل الاجتماعي : « يوم الخميس، جاء مسؤولون من دائرة السُّنية، من ولاية وهران ومن البلدية لرؤيتنا، وأخبرونا بأنه هذا الأحد، سيتم نقلنا ولذلك كان علينا الاستعداد وحمل أمتعتنا وأثاثنا وإحضار شاحناتنا « .

عبرت هذه العائلات إلى حد كبير عن سعادتها بالوعود المقدمة لها شفويا، ولم ترسل الأطفال إلى المدرسة، معتقدين أن هذه المرة ستكون الأخيرة وأنهم سينامون في مساكن لائقة:  » حزمنا أغراضنا طوال عطلة نهاية الأسبوع. لقد هدمنا لوحات الزنك واستأجرنا الشاحنات. لكن لم يأت أحد. لا يوجد شيء، ولا يوجد مسؤول، ولو لإخبارنا بأن العملية قد تمّ تأجيلها. لقد سخروا منا، لماذا يفعلون هذا بنا ويذلوننا هكذا؟ »، تصرخ سيدة لتُفجِّر غضبها.

بعد محاولات عديدة للاتصال بالدائرة وولاية وهران لمزيد من التفاصيل، لكن كل المسؤولين كانا منشغلين بالاحتفالات الرسمية لإحياء ذكرى مذبحة 17 أكتوبر 1961 في باريس، ولم نحصل إلا على استجابة مقتضبة من خدمات الولاية: « إعادة التسكين قد تم تأجيلها »، موضحا أن « خدمات الدائرة ستتولى العملية ».

لم يفُتْ موقع دعائي للبوليساريو ومُوالٍ للنظام العسكري الجزائري أن يدلو بدلوه ويساهم في التهكم والسخرية والاستهزاء من وكالة الأنباء الجزائرية التي لا تتوقف عن الزلات والسقطات والجهل والغباء كما يتصف صحافيوها العسكريون بالعمل والكتابة الهاوية (بداية وسقوطا) وجاءت في إحدى مقالاتها التشريحية لنفسية النظام العسكري الجزائري التي تترجمه وكالة الانباء الجزائرية:

 » جدل كبير داخل الأوساط الإعلامية الجزائرية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب تقرير نشرته وكالة الأنباء الرسمية حول الوضع المزري بالمغرب، ردا منها على الحملة التي شنها نشطاء جزائريون وعرب ضد النظام الجزائري، بسبب مشاهد حفل الاستقبال المنتخب المغربي التي كشفت عن بنية تحتية جيدة وعمران متناسق ولوجستيك أمني متطور ونظافة لا مثيل لها بشوارع عاصمة المغرب ، وهي المشاهد التي دفعت النشطاء الجزائريين إلى اتهام نظام بلدهم بتبذير المال العام وعدم الاستثمار لترقية البنية التحتية.

 وكان تقرير وكالة الأنباء الرسمية يهدف إلى كشف عيوب الوضع الاقتصادي والمعيشي داخل المغرب، حيث اختارت له عنوان: « المغرب القحط والركود العنوان العريض للمرحلة السياسية مع حكومة أخنوش »، ووضعت له صورة لحي صفيحي فقير يبدو في حالة مزرية، مكون من بيوت قصديرية منتشرة بشكل عشوائي وبائس.

الصورة التي جرى اختيارها لتدعم التقرير، كانت سببا في تحويل التقرير الصحفي إلى نقمة على الجزائريين جميعا، حيث قام عدد من رواد مواقع التواصل بنشر تلك الصورة مرفوقة بمصادرها، وأكدوا بالدلائل الإلكترونية أنها صورة تعود لحي صفيحي بالجزائر، نشرتها جريدة LIBERTE الجزائرية، الناطقة باللغة الفرنسية بتاريخ 16/12/2016، الشيء الذي جعل النشطاء في الجزائري وخارجها يستشيطون غضبا، وقالوا أن استخدام صورة جزائرية لأجل تشويه سمعة بلد آخر، يعبر عن الإفلاس الفكري و الأخلاقي، ويكشف مستوى متقدم من التخلف المركب ».

وزاد الموقع « من جانبهم استغل المدونون في بالمغرب هذه الكبوة الإعلامية الجديدة لوكالة الأنباء الجزائرية كي يُحصوا عليها عدد زلاتها التي تكشف غياب المهنية لدى صحفييها، وذكروا بأن نفس الوكالة وقعت في خطأ لغوي فادح عندما استعملت مصطلح « حظيرة » (إسطبل البهائم) عوض « حضيرة » للدعاية للمكانة التي تحتلها بلادهم مع كبار العالم، وسبق لها كذلك أن نشرت خبرا غريبا عن استخدام المغرب للسمك في عمليات التجسس على الجزائر، وأضافوا أن هذه الوكالة يجب إغلاقها قبل أن تتسبب في وفيات بين المغاربة نتيجة دفعهم للضحك بهستيريا. »

وسبق لوكالة الأنباء الجزائرية سنة 2021 أن تورطت في فضيحة أخرى بينت من خلالها جهلها بجغرافية المنطقة العربية، حينما كتبت تحت عنوان: « شركتان مصريتان تعتزمان الاستثمار في الصحراء الغربية في انتهاك للقانون الدولي »، وهو الأمر الذي جرّ عليها حينها موجة من السخرية بسبب أن الصحراء الغربية المتحدث عنها، هي الجزء الغربي من جمهورية مصر العربية، وليست الصحراء المغربية.

وختم الموقع الدعائي الموالي لنظام الكبرانات مقاله ب « بعض الصحفيين الجزائريين علق التقرير الجديد وصورة الحي القصديري قائلا، أن هذه الوكالة في الأصل تمثل صوت النظام الجزائري الرسمي وتفاعلاته النفسية والدبلوماسية والسياسية والثقافية والاجتماعية…، وأن هذا النظام اختار إغلاق كل قنوات التواصل مع الرباط، وتجاهل كل إنجازات جاره الصناعية والرياضية والثقافية والعمرانية والدبلوماسية والسياحية…، وفجأة بعد كل تلك القطيعة رقَّ قلبه للوضع المزري في هذا البلد بسبب رئيس حكومته…، واستطرد يقول، كان الأجدر لهذه الوكالة أن تلعب دورا توعويا في الجزائر وداخل حدود بلادها…، وأن تنشر التقارير عن الوضع المزري بهوامش المدن الجزائرية، وتعري عن الحقائق التي نقلتها القنوات الدولية من وهران خلال الألعاب المتوسطية، حين نشرت القنوات الفرنسية والإسبانية والألمانية تقارير عن حي الضاية بسيدي الشحمي والوضع اللاإنساني الذي تعيشه الأسر المنسية هناك في قلب المآسي ».

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *