Home»Débats»تجار الروح الوطنية..

تجار الروح الوطنية..

0
Shares
PinterestGoogle+

المختار أعويدي

في الوقت الذي كان فيه لاعبو المنتخب الوطني يصارعون ويناضلون، ويحققون النتائج المبهرة في مونديال قطر، ويرفعون راية البلاد عاليا. كان هناك في أرض الوطن، صنف من الكائنات الجشعة، تتاجر في عرقهم ومجهوداتهم الرائعة ونتائجهم الباهرة. وتحول مواعيد المباريات التي كانوا يخوضونها إلى فرص سانحة لنهب وسلب وسرقة مواطنيهم جهارا نهارا، و »تزطيطهم » عيانا بيانا، « ربي يشوف والعبد يشوف. بلا حيا لا حشمة ».
يتعلق الأمر بتجار المناسبات، وأثرياء الفرص العابرة، من بعض أرباب المقاهي والفضاءات الترفيهية. الذين لا يخشون الله في نهب « أولاد بلادهم »، ولا تأخذهم في سلبهم وسرقتهم الفاضحة خفقة حياء ولا ذرة خجل. والذين عوض أن يبدعوا طرقا تمكن أكبر عدد من مواطنيهم من متابعة المباريات التي يخوضها منتخبهم براحة وطمأنينة وسكينة. راحوا يفرضون طرقا شيطانية في ابتزازهم الفاضح، بفرض ما يشبه إتاوات الولوج (الزطاطة) إلى المقاهي وفضاءات التفرج بدون موجب حق، سوى استجابة منهم لنزعة ورغبة إبليسية في تحويل هذا الموعد الذي يفيض بالروح الوطنية، إلى فرصة للإثراء اللامشروع. فمنهم من فرض على المرتادين دفع مبلغ 100 درهما للولوج، ولهم الإختيار بعد ذلك في تناول مشروب، هو عبارة عن قهوة أو عصير من اختيارهم، لا يتعدى ثمنه الفعلي في أحسن الأحوال 15 درهما. ومنهم من رفع سعر جميع المشروبات إلى 50 أو 70 درهما، وهلم جرا..
ففي الوقت الذي كان فيه لاعبو المنتخب هناك في قطر يعملون على تلميع صورة البلاد ورفعها بين الأمم، كان هؤلاء الجشعين يقومون بتلطيخها وتشويهها ودكها.
‏ لقد فعلوا كل ما فعلوه، وكشفوا عن جشعهم البالغ، مع علمهم أن أغلب مواطنيهم ممن يعشقون الكرة، ويهوون متابعة مباريات منتخبهم، هم على قدر كبير من الإحتياج وقصر ذات اليد، ناهيك عن أن جميع مواطنينا هم يعانون أصلا من لهيب الأسعار الحارقة من مدة، أمام تفرج حكومة الباطرونا اللاشعبية.
والغريب في أمر هذه الكائنات الجشعة البشعة، هو أنه بقدرما هي تتاجر في مثل هذه المواعيد، التي ترفع من منسوب الوطنية عاليا، بقدرما تراها تحاول الظهور بمظهر الوطنية الكاذبة، من خلال قيامها بتأثيث فضاءاتها بمختلف الرموز الوطنية، وعلى رأسها راية البلاد وألوانها الوطنية. والحقيقة أنها لا تفعل ذلك بدافع الروح الوطنية أو حس الإنتماء إلى هذه البلاد. ولكن برغبة تصريف جشعها الفاقع، وحشد المكاسب المادية من ذلك.
مثل هذه الكائنات الفاسدة الجشعة عديمة الإنسانية والمواطنة والأخلاق، وغيرها كثير في عدد من المواقع والمقامات والأنشطة ممن يعيشون بين ظهرانينا (برلمانيون – منتخبون – قضاة – مسؤولون في مختلف مواقع المسؤولية – تجار – أطباء – محامون – حرفيون…)، هم من أسباب ما هي عليه البلاد من استشراء للفساد وبالتالي من تأخر وتخلف وتردي.
‏وعليه، فلا يمكن لا للرياضة ولا لغير الرياضة من مختلف القطاعات، أن ترتقي وتتقدم وتتطور، وبالتالي يكون لوطننا شأن بين الأمم، سوى باجتثاث مثل هذه الكائنات بكل الطرق والأساليب الممكنة، حتى وإن كان ذلك بالمقاطعة وذلك أضعف الإيمان..

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *