Home»Débats»امتثال ساكنة مدينة وجدة لأوامر أطبائها واجب شرعي ملزم

امتثال ساكنة مدينة وجدة لأوامر أطبائها واجب شرعي ملزم

0
Shares
PinterestGoogle+
 

امتثال ساكنة مدينة وجدة لأوامر أطبائها  واجب شرعي ملزم

محمد شركي

تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي فيديو لأطباء مدينة وجدة يناشدون ساكنتها بالانخراط في جهود مكافحة جائحة كورونا بالتزام مساكنهم ،لأن الوباء ينتشر بسرعة بسبب خروج الناس منها وتجمعهم أو تجمهرهم، فتتحول أماكن التجمع أو التجمهر إلى بؤر موبوءة  تكون لها عواقب وخيمة .

ومع أن الأطباء الذين ظهروا على الفيديو اعتمدوا أسلوب النصح  واللين في كلامهم والرجاء والتوسل ، فإن كلامهم يجب أن يؤخذ على محمل الجد، لأنهم أدرى وأعلم بخطورة الجائحة ، ويعلمون عنها ما لا يعلمه عموم الناس . ويجب أن يفهم من نصحهم أنه عبارة عن  أوامر ملزمة  يدعمها الشرع الإسلامي، لأنها تصون حياة الناس ، وذلك مقصد من مقاصد شريعتها .

ويجب أن تتعامل ساكنة مدينة وجدة مع أوامر الأطباء بهذا الاعتبار الشرعي  ، وألا تخل بها . وكل من خالفها فيكون سببا في الإصابة بالعدوى أو سببا في نقلها إلى الغير فإنه  يكون قد تعمد عن سبق إصرار قتل نفسه وقتل غيره، وهو ما نهى عنه ديننا الحنيف ، وتوعد فاعله بسوء العاقبة في الآخرة .

ويجب أن يلتزم على وجه الخصوص شباب المدينة بالحجر وألا يتابعوا المتهورين منهم والمستخفين بأوامر الأطباء في تهورهم واستخفافهم ، وذلك بالمضي قدما في عادة التسكع في الشوارع ، والتجمهر في الأحياء لأنهم سيكونون الفئة التي توفر  لجائحة كورونا الجو المناسب لتنشر بسرعة ، وتحصد الأرواح . وإذا كان هؤلاء الشباب يظنون بأنفسهم القوة والمناعة لمواجهتها ، فإنهم ليسوا وحدهم في المجتمع ، ويجب ألا ينسوا أن لهم أسرا فيها آباء وأمهات وربما جدود وجدات كبار السن وإخوة وأخوات صغار ، وأقارب وجيران  ربما نقلوا لهم العدوى بسبب تهورهم المتعمد وخروجهم إلى الشوارع والاحتكاك ببعضهم البعض  دون طائل أو فائدة ترجى من ذلك .

ويجب أيضا عليهم ألا يصعبوا من مهام قوات الأمن الحريصة على سلامة المدينة من كارثة محتملة لا قدر الله حيث يبذل هؤلاء مأجورين مشكورين جهودا مضنية لتفريقهم وإدخالهم إلى منازلهم  مما يسبب لهم متاعب هم في غنى عنها، وفي بذل جهود يجب أن تبذل في حماية الأمن العام .  وليعلم هؤلاء الشباب أن حراس الأمن لهم عائلات ، وأنهم معرضون لخطر الوباء بسبب احتكاكهم  بالمستهترين والمستهينين بالتزام  أمر الحجر خصوصا الذين  قد يحملون الفيروس وهم لا يشعرون .

وليكن في علم الجميع أن الالتزام بالحجر الصحي  هو أمر شرعي ، وهو في نفس الوقت سلوك إنساني وحضاري يعكس مدى وعي الساكنة ، فلنحافظ على سمعتنا ، في حين عدم الالتزام به يعتبر أمرا مخالفا للشرع ، وسلوكا لا إنسانيا ومتخلفا ويعكس الجهل والتهور ، ومسيئا إلى سمعة المدينة والوطن .

وفي الأخير نغتم الفرصة لتحية الطواقم الطبية على اختلاف تخصاصتها وقطاعاتها العامة والخاصة على  إنسانيتهم وغيرتهم الوطنية ، ووفائهم لمهنتهم النبيلة ، وحرصهم على أداء واجبهم بكل تفان ، في ظروف صعبة وهم في الخندق الأول لمواجهة الجائحة المهلكة . وندعو لهم الله عز وجل أن يحفظهم في صحتهم وفي أهلهم وذويهم جزاء حرصهم على صحة الساكنة وسلامتها ، وأن يجازيهم عنا كل خير ، وأن يبارك سعيهم المأجور والمشكور حتى يرد عنا هذا الوباء بعونه سبحانه وتعالى وقدرته ورحمته ورأفته إنه على كل شيء قدير وبالاستجابة جدير .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.