Home»Débats»ساكنة مدينة وجدة تثور ….لهذا السبب VIDEO

ساكنة مدينة وجدة تثور ….لهذا السبب VIDEO

1
Shares
PinterestGoogle+
 

عندما تثور مدينة الثقافة العربية ضد الطغيان الأمروصهيوني

أحمد الجبلي
لم يكن هنالك من شك في أن تثور مدينة الثقافة العربية، وتنتصر لأهم قضية كونية هي قضية فلسطين، وذلك لأن الثقافة نظرية في الفكر تعقبها نظرية في السلوك، وأن الفكر عندما يعي تاريخ القضية ويستوعب مجرياتها ويوقن بعدالتها، يتحول إلى معتقد، وهذا المعتقد من شأنه أن يتحول إلى فعل في الواقع، تجلى هذه المرة في مسيرة الغضب الشعبي التي وصلت أصداؤها إلى فلسطين فعلم شعبها الأبي أن هنا في مدينة وجدة إخوة لهم يغضبون لغضبهم، ويئنون لأنينهم، ويؤلمهم أن تمارس عليهم جميع أشكال الظلم والقمع والحصار من طرف القوى الصهيوأمريكية والصهيوعربية.
كما وصلت أصداء هذه الجحافل المزمجرة إلى العدو فعلم أن الشعوب العربية ليست هي الحكومات العربية المدجنة يستطيع أن يخدعها بمسرحيات السلم الهزلية، وقوانينه الجائرة، وتوصياته ومعاهداته التي لم تزد القضية إلا خناقا وحصارا ومزيدا من الاعتقالات والاغتيالات للقيادات الحقيقية الوطنية الغيورة على فلسطين وشعب فلسطين.
لقد عبرت مسيرة وجدة، بما لا يدع مجالا للشك، بأن قضية فلسطين هي قضية كل التيارات والأحزاب والنقابات والمجتمع المدني، إنها قضية تستطيع أن توحد الأمة العربية كلها، مهما اختلفت في قضايا أخرى، إنها قضية محورية ومركزية من حيث الإيمان بعدالتها، كما الإيمان بأن التطبيع جريمة في حقها وفي حق شعبها.
لقد عبر جميع الفرقاء، هنا في مدينة الثقافة العربية، أن مدينة القدس بما تحويه من مقدسات على رأسها المسجد الأقصى وقبة الصخرة، هي جزء لا يتجزأ من فلسطين، وأن القضية هي ليست قضية مدينة أو عاصمة، بقدر ما هي قضية اغتصاب واستعمار واستيطان ظالم وغاشم لدولة بكاملها بجميع مدنها.
إن هذه الجماهير التي أبت إلا أن تلبي نداء القدس، نداء الأقصى، نداء فلسطين كل فلسطين، قد أوضحت أن:
– مسيرة الغضب هذه عبرت بالملموس على أن وجدة قد توجت كمدينة الثقافة العربية عن جدارة واستحقاق، لأن الثقافة تعتبر أحد أهم الوسائل في الرفع من مستوى الوعي بقضايا الأمة. والنموذج الذي قدمه سكان هذه المدينة اليوم عبر بالملموس عن مدى ارتفاع منسوب الوعي بقضايا الأمة والقضية الفلسطينية على الخصوص.
– قضية فلسطين ليست قضية الفلسطينيين وحدهم، وإنما هي قضية كل الشعوب العربية على وجه الأرض، على اعتبار أن فلسطين آية من آيات الله، وأرض الأنبياء الـأطهار، ومسرى النبي المختار. وبالتالي لا يمكن حصرها في أنها قضية شعب فلسطين بقدر ما لكل عربي ومسلم في هذه الأرض الحق في الدفاع عنها سواء كان في أمريكا أو كندا أو فرنسا. كما أن كل إنسان مسلم عندما يقرأ قول الله تعالى: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله) يعلم أن هذه الأرض المباركة هي جزء من عقيدته ولا يمكن التفريط فيها بأي حال من الأحوال.
– أن قضية فلسطين مسؤولية جميع الهيئات الثقافية والسياسية والنقابية والمجتمع المدني، مما جعل هذه المسيرة الجماهيرية الشعبية أنموذجا يحتدى به من طرف جميع المدن العربية وليس المغربية فحسب.
– أن ضمير الشعوب العربية لم يمت، بل لازال حيا وسيبقى كذلك، ما دام هنالك أعداء متربصين يغتنمون أي فرصة لضرب مقدسات هذه الأمة، ويسفكون دماء أبنائها الزكية خدمة للغطرسة الصهيونية المتعطشة للدماء.
– أمريكا لم تكن في أي يوم من الأيام صديقة للعرب، بل كانت ولازالت أخطر عدو يكيف سياساته وفق أجندات لا تخدم سوى مصالحه ومصالح ابنها اللقيط غير الشرعي « إسرائيل ». وأن ما فعلته في أفغانستان والعراق وسوريا ودول أخرى بتحالف دولي أحيانا، وعربي أحيانا أخرى، لا يمكن أن ينساه التاريخ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.