Home»Correspondants»العصاميون يبنون مجدهم بسواعدهم وفكرهم

العصاميون يبنون مجدهم بسواعدهم وفكرهم

0
Shares
PinterestGoogle+
 

و أنا أتصفح الأخبار كعادة كل المتعلمين بهذا البلد. المتعلمون من كانت مهمتهم ترتبط بنشر العلم والاشتغال  التعليم والتعامل مع  المتعلم، وإذا بي أحصل و أصادف  هذا الخبر الذي جعلني في ذهول.لأني ما كنت أنتظر أن يصدر من إنسانة –كنت واحدا من الذين يكنون لها الاحترام و التقدير- ملأت الدنيا ضجيجا و تدخلات ولقاءات وحوارات ، شأنها شأن الكثير من السياسيين الذين يعتمدون في تواصلهم مع الناس بواسطة وسائل الإعلام المكتوبة و المسموعة و المرئية.

وحتى لا أطيل أضع القارئ المحترم أمام هذه القصاصة من الأخبار التي أقدمها بدون انتقاء و لا تصرف،سعيا إلى وضع القارئ في الصورة  أمام الخبر من مصدره.

الخبر: »نقلت يومية أخبار اليوم في عددها لنهاية الأسبوع عن الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد ومنسقة فيدرالية اليسار نبيلة منيب قولها في لقاء عام بمدينة فاس مؤخرا « هل سيقبل المغاربة أن يأتي شخص لا يتوفر حتى على شهادة البروفي أي الرابعة إعدادي ويتسيد على حكومة المغرب »في إشارة إلى الياس العماري الأمين العام لحزب الأصالة و المعاصرة  و أضافت « أن المغرب شعب عريق يفترض في من يمثلونه أن تكون لديهم شهادة الباكلوريا على الأقل » .

و رد الياس العماري في لقاء صحفي بالقول » الأستاذة منيب التي أحترمها و أقدرها وأقول لها مع كامل الأسف فان الشروط التي توفرت لأبيها لم تتوفر لوالدي » و أضاف العماري « وإذا كانت تأخذ وضعيتها لكي تتهكم على وضعية الآخرين فهذه لم تكن يوما من قيم اليسار » انتهى الخبر ..

 الرأي الخاص : كمغاربة لنا الحق في هواء نقي في هذا الوطن، و مكان نتنقل فيه بحرية  ونشعر فيه  بكرامتنا كبشر. و عليه نقول ما قاله السيد الياس العماري أننا كنا نكن لهذه السيدة  (نبيلة منيب) كل الاحترام و التقدير، ونتضامن مع السيد الياس ضد هذا التهكم و الاستصغار و الاحتقار(الحكرة) اللامبرر الذي يبديه أبناء الذوات و العائلات (الكبيرة و أبناء أولاد الناس الهاي) ‘لفئات أبناء الشعب الكادحين الذين لا يتسولون و يبنون أمجادهم بأيديهم.ونعترف أن قيم اليسار ليست مع الاحتقار لأبناء الشعب الكادحين الذين يوجدون في أسفل الهرم الاجتماعي.ونعترف أن وجودهم في أسفل الهرم الاجتماعي ليس قدرا محتما و إنما يرجع تاريخيا إلى البطون الكبيرة  النهمة التي لم ولا تشبع ،و لا تنتهي من أكل حقوق الآخرين.

ونذكر السيدة المحترمة أن من أكل  أموال المغرب و ارتمى على الأراضي العمومية و سرق السرقات الكبرى ، ونهب المال الكثير،  ليسوا من الكادحين و لا من الفقراء المعدمين. و عليها أن تراجع وتتصفح  ما روجته الصحف بين الحين و الأخر عن نهب ونهم  الصناديق المختلفة (وسترى أنهم من أعالي القوم ماليا وثقافيا أي من (المثقين) الدكاترة الجامعيون المحاضرون في شتى التخصصات ومنهم  عمداء الجامعات الذين ملئوا الدنيا صياحا في الاشتراكية و التوزيع العادل للثروات و الاصطفاف إلى جانب المواطن المقهور على أمره(كان ذلك شعارات انتخابية أوصلتهم إلى الكراسي).و لسنا في جرد كل الأسماء في اللائحة عن كل مآسي المغاربة  و من فعل فعلته من  أعالي القوم في الثقافة و المال أيضا…

فتارة من  يسخر من السيد العماري  من شخصه الفقير،وأخرى من  أمه التي  كانت تبيع الدجاج… كل هذا اللغط  و الغلط و التشهير، لأنه ابن الشعب الذي انطلق من التراب و ليس من الزرابي  و الأغطية المقطنة. وكأن قدرنا أن نبقى  من الحكايات التي يتسلى بها أعالي القوم في سهراتهم وسهراتهم في جنح الظلام، و أن نبقى تحت سلطة من يرى نفسه أنه خلق ليكون  في الوزارة و الإدارة…

على كل من يحمل هذه الأفكار السلطوية و الثقافة البرجوازية  التحكمية، التي تحتقر الآخر و تلصق به كل النعوت المحقرة ، نقول له  أن يرجع لتاريخ العظماء كالسيد الرئيس المحترم الراحل(هوغو تشافيز) الذي عمل الكثير للفئات المحرومة في التعليم المجاني لفئات الشعب ،و الصحة و السكن  وحقوق العمال ولم يكن إلا عسكريا من الفئات الفقيرة.و أن نائبه السيد (نيكولاس مادورو ) لم يكن إلا سائق حافلة و الآن هو رئيس الدولة الفنزويلية… وهو الآن في صراع مرير مع أصحاب النعم و المال الذين يريدون اقتلاعه من الحكم..و يمكن أن نضيف الرئيس السابق لكوبا الشيوعية فيديل كاسترو الذي أذاق الولايات المتحدة الجحيم المقيم و المرارة العلقم ، رغم الحصار الاقتصادي من جميع الجهات و هو ليس إلا ابن الشعب المغمور…و كذلك أخاه (راوول كاسترو)  الذي أمسك الحكم من بعده…

كما أن الكاتب الكبير المغربي محمد شكري كان من المتسكعين و المشردين (الذين يسميهم الناس بالمصطلح الجديد « الشمكارة و أولاد الزنقة)، و لكن الآلام التي عاشها و التسكع و الحرمان الذي مر به  صنعت منه  كاتبا مرموقا في السيرة الذاتية السردية ، و مشهورا  تترجم كتبه إلى امهات اللغات الحية ،رغم أن ثقافته  باعترافه ،لم تكن بالدبلومات الجامعية، و لا بشواهد الدكتوراه من أرقى الجامعات الاوروبية أو الأمريكية أو الاسترالية أو الكندية…

كما يعرف الجميع  و خاصة من المدرسين، أن الكاتب الكبير المصري عباس محمود العقاد الذي ألف الكتب بالوفرة الكبيرة في جميع ميادين المعرفة الأدبية و العلمية و الثقافية و السياسية و الدينية و التاريخية… لم يكن مستواه الدراسي حسب من كتب عنه من المؤرخين ، يتجاوز مستوى الشهادة الابتدائية و أن ثقافته الواسعة ، استمدها من عصاميته و من مجهوده الشخصي.

هذه نماذج بسيطة لعصاميين الذين بنوا مجدهم  لوحدهم  بدون مساعدة أحد …و انطلقوا من الصفر  و من (ربنا كما خلقتنا)…

أخيرا،إن  اليساري الحقيقي لا يحتقر أبناء الشعب الكادحين و لا يعمل على دفنهم أحياء وهم يرزقون. فهذه الصفات (احتقار الآخر) هي من مميزات الإنسان  البورجوازي و الفكر البورجوازي المتعفن. و الحمد لله أن السيد الياس العماري، رغم القفزة المالية التي هو عليها الآن،  و انتقاله الطبقي من متسكع  لا يملكك شيئا،إلى رجل ناجح في إدارة المال والأعمال،و عصاميته و مجهوده الذاتي في بناء الثروة… و للعلم فقط ،إن ثروته لم تكن سرقة من المال العام و لا استيلاء على أراضي الدولة كما فعل أهل العلم و الثقافة (راجع اللائحة من المستفيد ؟).

 الواقع  يظهر أن هذا الشخص لا زال وفيا لماضيه ولم يتغير في معتقده الفكري   ولم تغيره الظروف المحيطة به لحد الآن .فهو لا زال لم يتنكر لحياته البسيطة، و يتكلم عن أمه و إخوته و أبيه و أبناء جلدته من  الفقراء الذين كان واحدا منهم، و هذا ما يزيده في نظر الناس العاديين احتراما و تقديرا  و اعتزازا، و نتمنى  له كل الخير له و لكل أبناء المغاربة الصالحين الذين  يحافظون على النزاهة و الاستقامة و الجدية  و نظافة اليد و العقل، ويعملون لمصلحة المغاربة و الوطن و الدولة و البلد. ونتمنى أن لا يبدل ملابسه وفكره وثقافته الشعبية بمجرد انتقاله سياسيا إلى وظيفة أرقى  و الجلوس مع قوم آخرين، وأن يبقى وفيا لأهله الضعفاء و المنبوذين و الفقراء الذين جلس معهم وكان واحدا منهم… و لكن  أكل  أعالي القوم و أبناء الذوات (في الثقافة و المال) خبزهم وهضموا حقوقهم   وجعلوهم من المشردين، إنهم  قوم  من أصحاب السعادة  و الاستعلاء و التكبر الفارغ  و النفاق وكانوا من أصحاب الشواهد العليا أيضا  …أولئك الذين  ولدوا وفي فمهم ملاعق من ذهب وتعلموا في أرقى الجامعات  ولكن لم يكونوا يوما  مستقيمين و لا نزهاء…

ملحوظة:ليست هذه دعاية انتخابية لهذا الحزب او لهذا الشخص و إنما دفاع عن إنسان تعرض للاستهزاء لأنه كان من الفقراء الذين لم تساعدهم الظروف المادية ليتعلموا كأبناء الذوات…    

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. ص.نورالدين
    10/08/2016 at 06:00

    الموضوع كما اشرت ليس دعاية انتخابية مجانية لهذا الحزب او لهذا الشخص.فمن خلال موقع بديل الالكتروني تكلم هذا الشخص ومن خلال كلامه يكتشف من راى هذا الفيديو انه انسان يكذب على ذقون المغاربة كغيره من السياسيين وخاصة عندما تحدث عن ثروته.و انه كان له اجر في شركة يصل الى 120000 الف درهم وهو الانسان الذي حصل حسب قوله على دبلوم التدبير من مؤسسة تعليمية خاصة بينما متخرجون من مدارس اعلامية وطنية برتبة مهندسي دولة لا يتعدى اجرهم 10000/ درهم في احسن الاحوال،وانه يحضر للدكتوراه في الفلسفة ليبعد عنه تخمة المستوى الدراسي.و الفديو يكشف تعطش هذا الشخص كغيره من السياسيين الى الحكم و الكرسي لا غير

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.