Home»الحفل السنوي لجمعية متصرفي جماعة وجدة: هدف من زاوية مستحيلة

الحفل السنوي لجمعية متصرفي جماعة وجدة: هدف من زاوية مستحيلة

0
Shares
PinterestGoogle+

أحمدالجبلي
كعادتها، وفي كل سنة، نظمت جمعية متصرفي جماعة وجدة حفلها السنوي المميز يوم الجمعة 12 ماي 2017 بقاعة الندوات بفضاء النسيج الجمعوي في الساعة الخامسة مساء، وذلك من أجل تكريم المتصرفين المتقاعدين الذين أفنوا ردحا من أعمارهم في خدمة الإدارة والمواطنين.
ومباشرة بعد صلاة العصر، وبعدما رَحَّبَ بالحضور زوارا وضيوفا ومتصرفين، وبعدما ذَكَّرَ بسياقات هذا الحفل الذي يأتي تتويجا وتكريما لإخوة إداريين أفنوا شبابهم في خدمة الإدارة اعترافا لهم بما قدموه ومنحوه وبدلوه من جهد جهيد بكل إخلاص وتفان حبا في وطنهم وخدمة لمواطنيهم، وبعدما بلغ رسالة رئيس الجماعة للحاضرين التي أبدى فيها هذا الأخير أسفه عن عدم حضور هذا الحفل لظروف قاهرة، وتبليغ تحيته الخاصة للإخوة المتقاعدين و لجمعية المتصرفين وشكرها على ما تبدله من أعمال وتقدمه من مواضيع إدارية هامة من شأنها أن تسهم في الرفع من مستوى الأداء، أعطى الأستاذ هريشي، مسير الحفل، الإنطلاقة بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، تلاها المقرئ الإمام جواد، ليفتح المجال بعدها للأستاذ عبد العزيز الخوضري ليلقي محاضرة في موضوع:  » الإدارة العمومية وضرورة الإصلاح » وقد تحدث فيها عن علاقة الدولة بالإدارة التي هي علاقة جدلية مترابطة، أي أن الإدارة ما هي إلا تَجَلٍّ من تجليات الدولة وانعكاس لها من حيث الإصلاح أو الفساد، من حيث الديموقراطية أو الدكتاتورية…كما تحدث عن التحولات التاريخية التي عرفتها الإدارة المغربية منذ الاستقلال إلى سنة 2011 حيث سيعرف العالم العربي حراكا شعبيا ساهم في إخراج دستور 2011 الذي تميز بكونه دستورا تطرق إلى موضوع الإصلاح الإداري من خلال العديد من المضامين كالتخليق والمناصفة والحكامة وربط المسؤولية بالمحاسبة…ليجيب في الأخير عن مبررات ضرورة الإصلاح والحلول المقترحة في إطار مقاربة شاملة.
إن المداخلات التي تلت موضوع الإدارة والإصلاح، رغم كونه موضوعا حيويا ودسما ويستحق النقاش والمعالجة من خلال المطارحات الفكرية والمقاربات النظرية والواقعية، كانت شحيحة بشكل متعمد شعورا من الجميع بأن الطابع العام الذي يجب أن يغلب على الحفل هو الطابع الاحتفالي التكريمي، وكأني بهؤلاء الحضور وهؤلاء الأصدقاء، كانوا في عجلة من أمرهم لينتقلوا إلى أهم محطة منتظرة بشوق وحب ورغبة، وهي لحظات تكريم هؤلاء الأبطال، هؤلاء الأشاوس، هؤلاء الإداريون الذين أفنوا جزءا كبيرا من حيواتهم في هذه الإدارة من خلال تسيير دواليبها وتنظيم شؤونها، وترتيب ملفاتها، ومعالجة قضاياها ومشاكلها، والبحث في شتى زوايا الفكر والعقل لإبداع سبل جديدة وطرق مبتكرة إسهاما منهم في تطوير هذه الإدارة حتى تكون في مستوى التحديات والمسؤوليات المنوطة بها.
إن الأمر يتعلق ببعض رجال الإدارة ونسائها، وهم من طينة خاصة، طينة امتزج فيها حب الوطن والواجب بنسج علاقات اجتماعية متينة وقوية مع إخوانهم المتصرفين وغير المتصرفين، ولهذا برهن هؤلاء الأصدقاء من خلال هذا الحفل أن العلاقة كانت أقوى مما يتصور المتصورون ويلاحظ الملاحظون، حيث الفرح كاد يمتزج بالدمع، وقد رأينا العديد من الوجوه وهي في صراع مع وجدانها حتى لا تغلب فتفضحها مقلها، ولقد شعر الجميع بأن القلوب كانت منفطرة، والمشاعر منكسرة، وذلك لأن أجواء الاحتفال قد عجت بالحب والصداقة والأحاسيس النبيلة.
إن العناقات الأخوية أثناء تسليم الهدايا، والابتسامات العريضة، والقبلات الحارة لتؤكد بالملموس أن الأخ حبيب الله حسين، والأخت مليكة التيزاني، والأخ بلغالي عبد القادر، والأخ حسن رحالي، والأخ رشيد عتيقي،  والأخ أحمد مختاري، والأخ حسن امعيسة، والأخت تيكنت حادة، والأخ سويدي بوجمعة، لن ينسوا أبدا..أبدا أن قيمتهم في قلوب إخوانهم الموظفين، وفي قلب جمعية متصرفي جماعة وجدة كبيرة بلا حدود، وأن ما قدموه من خدمات لإدارتهم ولمواطنيهم قد تم الاعتراف به أحسن الاعتراف، فليهنئوا إذن، وليسعدوا فيما تبقى من أعمارهم، وليبدؤوا الحياة الحقيقية مع دويهم وأحفادهم، وليستمروا في العطاء والعمل بما يناسب هذه المرحلة من العمر، لأن الشباب لا يقاس أبدا بالعمر بقدر ما يقاس بالجد والعمل والمثابرة.
إن الارتسامات الأولية، واستطلاعات آراء الحضور لهذا الحفل المتميز، كلها، وبدون استثناء، أكدت أن الحفل كان بهيجا وأقرب منه إلى عرس قد جمع بين الأصدقاء والأحباب، وقد غلب عليه صدق المشاعر، وصفاء الود، وحسن الاعتراف بما قدمه هؤلاء  الإخوة المتقاعدون من خدمات، وما رسموه من منهج إداري جاد وبناء، وصدق أحدهم عندا عبر بكل عفوية: لقد سجلت جمعية متصرفي جماعة وجدة من خلال حسن وجمال ورونق هذا الحفل هدفا من زاوية مستحيلة.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *