Home»Correspondants»الشباب المغربي والمشاركة في تدبير الشأن العام ،أية علاقة ؟

الشباب المغربي والمشاركة في تدبير الشأن العام ،أية علاقة ؟

0
Shares
PinterestGoogle+

الشباب المغربي  والمشاركة في تدبير الشأن العام  ،أية علاقة ؟


بقلم  : ذ.عبد الفتاح عزاوي

 

         تشكـل الاستحقاقات الانتخابية فرصة  سانحة  يتنامى فيها الخطاب الرسمي الذي يحث الشباب على التسجيل في اللوائح الانتخابية و التوجه بكثافة إلى صناديق الاقتراع . ، فالحقوق لاتعتبر مقدسة وواجبة إلا خلال هذه المناسبات المؤقتة ، وهو ما تحاول السلطات تسويقه إلى الرأي العام وزرعه في الضمائر والأرواح . إذ لايعقــل أن يتم محاصرة الشباب المغربي من الداخل والإجهاز على حقوقه ، و مطالبته في المقابل بإنجاح هذه  المحطات الانتخابية  .

        فهل تعي السلطات الوصية  أن مثل هذه الممارسات تساهم في تأجيج الغضب الشبابي الذي تتم ترجمته فعليا بالعزوف عن المشاركة السياسية.  

         لايختلف اثنان على كون السلطات تعلم جيدا دقائق الأمور المتعلقة بهموم ومشاكل الشباب المغربي ،الذي يشكل كتلة عددية  مهمة  في البلاد ، كما تعلم أيضا حجم تطلعاته ومطالبه التي عبر عنها في مناسبات عدة ، من قبيل مطالبته بتخليق الحياة العامة ومحاربة الفساد والاستبداد والتوزيع العادل لثروات البلاد . إلا أن العقلية التي أسست عليها السلطات هيبتها مازالت قائمة على القمع والترهيب والتخويف ،بدل بــنائها على تعاقد اجتماعي يضمن تبادلا سليما للحقوق والواجبات .

          في ظل هذه العلاقة المختلة والقاسية ،أصبح جو الثقة منعدما بين الشباب والسلطات الوصية ،وأضحى من السهل عليها أن تستجيب بعنف لمطالبهم المشروعة ،مشكلة صورة سلبية عن ممارسة الفعل السلطوي . كما أن مساحة التنافر والاختلال ازدادت حدة، عندما أصبحت الكائنات الانتخابية الفاسدة هي المرآة العاكسة للسلطة ونوازعها النرجسية ، فارتفع معها مؤشر الانتظار القلق لتوقعات الشباب بنهاية مرعبة قد تدخل الوطن في متاهات غير محسوبة العواقب ،خاصة في ظل تفقير النخب المغربية من العقول الشابة المناضلة المؤمنة بالاختلاف وبالقيم الإنسانية النبيلة .

               سواء حدثت هذه التوقعات أو لم تحدث ، فإننا نحاول من خلالها التقاط أغوار بعيدة وخفايا مضمرة في العمق السلطوي ، وذلك بغية توضيح العديد من المفارقات والسلوكات الكابحة لكل تغيير حقيقي،والذي لن يتم دون إشراك فعلي للطاقات الشبابية المبدعة والخلاقة .

        لقد عودنا الشباب المغربي على الانبعاث من جديد رغم حالة البؤس السياسي والفكري والثقافي الذي تعيشه البلاد ، فهم من يصنعون الحياة ولو من صحاري الألم والتجارب المريرة . فالوطن الذي شهد ميلاد المهدي وعمر وزفزاف وشكري والقائمة تطول ، سيشهد حتما استمرار ميلاد شباب تواق إلى الكرامة والحرية والعدالة الإجتماعية  .

fattahazz@yahoo.fr

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *