صاحبي الحكيم الراحل الحبيب السي يحيى بزغود:
،مثل يوم عاصف اجتمع الحشد من الأحبة،ولاكت الألسن الكلمات المرتبكة
العجلى..وفي المآقي حمرة المداد..مداد الإعتراف و دليل الشهادة..
« وأنت تسمع قرع النعال »،وتسمع همهمات الجمع ، وقد خلا الجسد المهيب من حركته،وحلقت الروح في معراجها السني..بعيدا..بعيدا..في سفرتها إلى حيث يستقر الذين نحملهم بين أظلعنا..جمرا متقدا من لهيب..أغالب العجز والهوان.. كما لم يحدث من قبل. وعلى الخد دمعة حرى، تحرق الورق، وتعصف بالكلمات..وتعصف بي..
أحزن عليك، يا صاحبي، وأستشعر فراغ الكلمات،وفراغ الأمكنة..و بغيابك أحس اندحار الحكمة بين الخلطاء.. وضياع صوت من أصوات المحبة، ونقطة التوازن بين الغرماء…
وقد أجلك الملأ؛ جميعه، لليوم الجلل..
في شهر واحد تأتيك شواهد النجاح تترى..فتفرح بالمنتوج غب مجهود؛ وفي رصيدك الأدبي ما أكده الخصوم قبل الأصدقاء..وشهد به المحبون قبل الأعداء، وقد كنت صديق الجميع…ومحب الجميع،وراعي الجميع.. لأنك تغضي عن السيئات، »فيُغْضَى حياءً من مهابتك »..ومن صوت الحق النابع من معدنك…ومن ثنايا الكلمات القليلة التي كنا نستقطرها من مخزونك الذكي،وثرائك الألمعي..ويسكن روعنا ويهدأ شيطان الفتنة بين المتخاصمين..بالأمس ونحن نودعك قلت للأديب مصطفى الرمضاني: » غابت الحكمة في فرع الإتحاد »…وبكينا في دخيلتينا..
كما يبكي المحبون الخلص.. .
واستعدنا غيضا من فيض حكاياتك الجميلة التي لا تنضب، ومعين محبتك الذي لا يبلى ..وقد كنت وإياك نقتسم بعضها بين الحين والحين…على براد شاي مشترك..بدون سكر..أو بسكر قليل.
الشاي بغيابك لا طعم له..ولا تحليه أطنان السكر كلها..
فنم قرير العين أيها النبيل..وسلام، ورحمة من الله، ورضوان.
جلول قاسمي